بعيداً عن الطائفية
التهميش : هل هي كلمة حق يُراد بها باطل
ـ خير الكلام ما قَلَّ ودَل ـ
لقد سمعنا هذه الكلمة تتردد على ألسنة المشاركين في العملية السياسية من ابناء السنة دون ان يرد عليهم السياسيون من الشيعة مجاملة او للحفاظ على المشاركة او لاستمرارالتوافق على مستوى القيادات السنية الشيعية
اما جمهور الشيعة فيشعرون بالتهميش فعلاً بالوقت الذي وصلت قيادات من الشيعة الى السلطة مع اخوانهم السنة بعد ان كانوا قبل 2003 مُلاحَقين في داخل العراق وخارجه .
فهل خير البلد ونعيمه للمتنفذين في السلطة والمتحزبين معهم ؟ وعلى المواطن الشقاء والمعاناة في الحياة لتوفير لقمة العيش لعائلته إن وجدها ؟
فان كان الجواب ـ نعم ـ فقيادات الشيعة والسنة يتقاسمون المناصب في السلطة وينهجون النهج نفسه
فما يعاني منه الشيعي يعاني منه السني !
ولعل هذه الكلمة ( التهميش ) بما لها من ابعاد سياسية ادخلت العراق حرباً وقودها السنة والشيعة مهدت لها امريكا واسرائيل ومولتها تركيا وقطر والسعودية !
وبداية من ساحات الاعتصامات التي اسستها حاضن داعش وما رافقها من شعارات طائفية ضد الشيعة وقتل على الهوية وانبرى البعض من الشيعة ممن يتوهمان انهما اصبحا قائدان للشيعة والسنة بصفاء نيتهما او كسب ود الطرف الاخر بتاييد اخوانهم السنة المهمشين
كما وعارضا فض ساحات الغدر التي كانت مقرات لتنظيم داعش واثبتت الايام ذلك !
لقد اصبح هذا من الماضي ! فما هو الحاضر ؟
الحاضر حرب يخوضها ابناء العراق الشيعة جنب الى جنب مع الشرفاء من ابناء السنة ويقدمون الشهداء لتحرير الوطن ويحققون النصر على الغزاة وحاضنهم وان البعض ممن رضى بوجود داعش او ساندها مَسَّتهم بل احرقتهم نار داعش وأمسَت عوائلهم تحت اوامر الشيشاني والافغاني ويتحكم بها الاجنبي متجاهلين رب الاسرة فاظطروا اخيراً لقتال داعش .
ومما يُؤسَف له اسمع وبالامس القريب احد رؤساء الكتل من الشيعية وهو يرتجل كلمة بمناسبة عاشوراء يعيد اسطوانة التهميش !!
أقول له كفى الشعب ما وصل اليه !
وان كُنتَ قد اخطأتَ في الكلمة وجائت سهواً فاكتب الكلمات ولا ترتجل التوجيهات فان النار التي أُوقِدت لم تنطفيء بعد !!
واخيرا قتِلَ عدد من المصلين في ديالى وادعى السياسون السنة بان الشيعة من قتلهم واقاموا الدنيا ولم يقعدوها والحقيقة ان داعش الذين ارتكبوا الجريمة ويُقتَل اضعاف هذا العدد من الشيعة في الجوامع والحسينيات وكأن شيئاً لم يكن !!
وتقتل داعش مجموعة من عشيرة البو نمر في الانبار ويُصرح مسؤول أُممي ان هذه جريمة ابادة يجب محاسبة الفاعلين !! وقتل الشيعة في كل مكان سبايكر والسجر والصقلاوية والمفخخات والاحزمة الناسفة التي تطال حتى اطفال المدارس فهذه جريمة عادية في الامم المتحدة وتنفذ الحكومة العراقية توصية الامم المتحدة بعدم اعدام المجرمين ليتسنى لهم الهروب والالتحاق بداعش !! هذه الازدواجية في التعامل تُطبقها الامم المتحدة على الشيعة في العراق كما هي في فلسطين ولبنان وتُطَبقها على القتلة المجرمين كما في اسرائيل !!