تعرض برشلونة لهزتين متتاليتين، فسقط 1-3 في الكلاسيكو ليكرر السقوط الذي لم يحدث منذ أكثر من سبعين عاماً أمام سلتا فيجو، ليصبح واضحاً أن العملاق الكتلوني الذي تفاءل كثيرون به مع لويس إنريكي ما زال بحاجة لعمل كثير.
أداء لا يتطور
أكثر ما يقلق في سقوط برشلونة مرتين أنه جاء بعد فترة من الأداء الثابت الذي لا يتطور رغم أن الوقت ما زال مبكراً للوصول إلى هذه الحالة، خصوصاً أن المدرب تم تغييره وهناك صفقات جديدة، والعائق الرئيسي في عدم التطور هذا عائد إلى كثرة المداورة التي باتت لغايات المداورة فقط، في حين أن الاعتماد على ذات الفلسفة التي لا تبدو بفاعلية الماضي يساهم في هذا الأمر أيضاً رغم إعلان المدرب "لن أغير فلسفتي".
السبب المشترك للمشكلة حسب كل الأراء
طرحت الصحف الإسبانية الأربع الرئيسية تقريراً ناقشت فيه أسباب تراجع مستوى برشلونة هذا الموسم رغم البداية القوية، ورغم أن كل منها عرض أفكاراً مختلفة، لكن فكرة واحدة اتفقت عليها الصحف المدريدية والكتلونية، ألا وهي أن خط الوسط لا يعمل!
فالمفروض في خط الوسط أن يساعد برشلونة دفاعياً وهجومياً، ورغم تحسن مساهمته لحماية مرمى كلاوديو برافو فإن مساهمته الهجومية اقتربت من الصفر، وبات الاعتماد كله على ثنائية ليونيل ميسي ونيمار، وفي ظل أن خط الوسط يخيب ظن المدرب حالياً، فإن اللجوء إلى الاستحواذ الكبير يصبح بلا هدف حقيقي، لأن محرك هذه الفلسفة مرتكز في المنتصف وهذا المحرك لا يعمل.
مهارة فردية حاسمة
أقوى خطوط برشلونة حالياً هو خط الهجوم من حيث الجودة، فالفريق يملك ليونيل ميسي ونيمار ولويس سواريز، ونسبة الاستحواذ العالية يعني بقاء أفضل خطوط الفريق في اللعب لأقل وقت ممكن، فالاستحواذ بعادته يرتكز في الثلث الثاني من الملعب.
ولأن الفريق يملك ثلاثياً قادراً على حسم النتائج، فإن الاعتماد عليه أكثر يصبح الفكرة الأصح، ولا يمكن استغلال ما يملكونه من سرعة ومهارة فردية إلا باللجوء إلى لعب أكثر مباشرة في المنطقة المقاربة لمرمى الخصم، وهذا بالتأكيد سينعكس على الاستحواذ.
فكرة فرانك ريكارد لبعض المباريات
عندما امتلك ريكارد ثلاثي هجومي فردي مميز في موسم 2005-2006، لجأ في كثير من الأحيان إلى تحريره من خلال اللعب بمحوري وسط دفاعيين، أحدهما يملك بعض المزايا الهجومية، فعلى سبيل المثال بدأ المباراة النهائية في دوري الأبطال أمام ارسنال بوضع فان بوميل إلى جانب ادميلسون ومن أمامهما ديكو، وفي الهجوم حافظ على ثلاثيه المعتاد جولي ورونالدينيو وصامويل إيتو.
مثل فكرة فرانك ريكارد قد تكون ما يحتاجه برشلونة حالياً، فبدل التفكير من يلعب بوسكتش أم ماسكيرانو، قد يكون الأفضل بأن يلعب الاثنان إلى جانب بعضهما البعض، ومن أمامهما يبدأ أندريس انيستا المتراجع المستوى أو ايفان راكيتيتش حسب متطلبات اللقاء، وفي الهجوم يتم تحرير الثلاثي من دون أدوار دفاعية كبيرة لأي منهم، كما أن هذا سيسمح بتحرير خوردي ألبا الذي باتت طلاته الهجومية خجولة، وسيغطي على عيوب دانييل الفيس مع تقدمه بالعمر.
الفكرة المرتكزة على محوري ستعني انخفاض الاستحواذ على الأغلب قليلاً، لكن يجب ملاحظة أن بوسكتش يملك بعض المزايا في المنطقة الأمامية تتعلق بجودته على توزيع الكرة وضبط الإيقاع، كما أن هذه الطريقة ستجعل الخط الأسوأ حالياً في الفريق أقل مشاركة باللعب وهذا تحسن بحد ذاته.