ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺒﺴّﻤﺖ ﺍﻟﻌﻘﻴﻠﺔ ( ﻉ) ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺮّﻡ ؟
ﻋﻦ ﻓﺨﺮ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺍﺕ ﺯﻳﻨﺐ ( ﻉ) ﻗﺎﻟﺖ
ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﺎﺷﻮﺭﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ
ﺧﻴﻤﺘﻲ ﻻ ﺗﻔﻘﺪ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻭ ﺃﻧﺼﺎﺭﻩ, ﻭ ﻗﺪ ﺃﻓﺮﺩ ﻟﻪ ﺧﻴﻤﺔ . ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﺟﺎﻟﺴﺎً
ﻭﺣﺪﻩ ﻳﻨﺎﺟﻲ ﺭﺑﻪ ﻭ ﻳﺘﻠﻮ ﺍﻟﻘﺮﺃﻥ ,
ﻓﻘﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻳﺘﺮﻙ ﺃﺧﻲ
ﻭﺣﺪﻩ،
ﻭﺍﻟﻠﻪ ! ﻷﻣﻀﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺇﺧﻮﺗﻲ ﻭﺑﻨﻲ ﻋﻤﻮﻣﺘﻲ
ﻭﺃﻋﺎﺗﺒﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ .
ﻓﺄﺗﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﺧﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ( ﻉ) ،ﻓﺴﻤﻌﺖ ...
ﻣﻨﻬﺎ ﻫﻤﻬﻤﺔ ﻭﺩﻣﺪﻣﺔ ، ﻓﻮﻗﻔﺖ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮﻫﺎ ﻓﻨﻈﺮﺕ
ﻓﻴﻬﺎ،
ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺑﻨﻲ ﻋﻤﻮﻣﺘﻲ ﻭﺇﺧﻮﺗﻲ ﻭﺃﻭﻻﺩ ﺇﺧﻮﺗﻲ
ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ ﻛﺎﻟﺤﻠﻘﺔ
ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ( ﻉ )
ﻭﻫﻮ ﺟﺎﺙ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﻛﺎﻷﺳﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻳﺴﺘﻪ،
ﻓﺨﻄﺐ ﻓﻴﻬﻢ ﺧﻄﺒﺔ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ( ﻉ)
ﻣﺸﺘﻤﻠﺔ ﺑﺎﻟﺤﻤﺪ ﻭﺍﻟﺜﻨﺎﺀ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺒﻰ ( ﺹ) .
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺧﻄﺒﺘﻪ : ﻳﺎ ﺇﺧﻮﺗﻲ ، ﻭﺑﻨﻲ
ﺇﺧﻮﺗﻲ ، ﻭﺑﻨﻲ ﻋﻤﻮﻣﺘﻲ !
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﻤﺎ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ؟
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ :
ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻴﻚ ﻳﺮﺟﻊ ﻭﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺘﻌﺪﻯ ﻟﻚ ﻗﻮﻟﻚ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ( ﻉ):
ﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ - ﺃﻋﻨﻲ ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ - ﻗﻮﻡ ﻏﺮﺑﺎﺀ ،ﻭﺍﻟﺤﻤﻞ
ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﺇﻻ ﺑﺄﻫﻠﻪ ،
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﺄﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺒﺮﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﺃﻧﺘﻢ ،
ﻧﺤﻦ ﻧﺘﻘﺪﻣﻬﻢ ﻟﻠﻤﻮﺕ ﻟﺌﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ :
ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﻢ ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻋﺎﻟﺠﻮﺍﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﺄﺳﻴﺎﻓﻬﻢ
ﺳﺎﻋﺔ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ .
ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺑﻨﻮ ﻫﺎﺷﻢ ﻭﺳﻠﻮﺍ ﺳﻴﻮﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺃﺧﻲ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ:
ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻗﺎﻟﺖ ﺯﻳﻨﺐ ( ﻉ ):
ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻢ ، ﻭﺷﺪﺓ ﻋﺰﻣﻬﻢ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ
ﺷﻴﻤﺘﻬﻢ ،
ﺳﻜﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﻓﺮﺣﺖ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺧﻨﻘﺘﻨﻲ ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ،
ﻓﺄﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﺭﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ( ﻉ) ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ
ﺑﺬﻟﻚ،
ﻓﺴﻤﻌﺖ ﻣﻦ ﺧﻴﻤﺔ ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻫﻤﻬﻤﺔ
ﻭﺩﻣﺪﻣﺔ،
ﻓﻤﻀﻴﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻭﻗﻔﺖ ﺑﻈﻬﺮﻫﺎ ،
ﻭﻧﻈﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ
ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﻦ
ﻛﺎﻟﺤﻠﻘﺔ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ ﺣﺒﻴﺐ ﺑﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻭﻫﻮﻳﻘﻮﻝ:
ﻳﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ ! ﻟﻢ ﺟﺌﺘﻢ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ؟
ﺃﻭﺿﺤﻮﺍ ﻛﻼﻣﻜﻢ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ . ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ :
ﺃﺗﻴﻨﺎ ﻟﻨﻨﺼﺮ ﻏﺮﻳﺐ ﻓﺎﻃﻤﺔ ( ﻉ) .
ﻓﻘﺎﻝ، ﻟﻬﻢ : ﻟﻢ ﻃﻠﻘﺘﻢ ﺣﻼﺋﻠﻜﻢ ؟
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﻟﺬﻟﻚ . ﻗﺎﻝ ﺣﺒﻴﺐ :
ﻓﺈﺫﺍﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﻤﺎ ﺃﻧﺘﻢ ﻗﺎﺋﻠﻮﻥ ؟
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺭﺃﻳﻚ ﻭﻻ ﻧﺘﻌﺪﻯ ﻗﻮﻻ ﻟﻚ .
ﻗﺎﻝ : ﻓﺈﺫﺍ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﺄﻭﻝ ﻣﻦ ﻳﺒﺮﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ
ﺃﻧﺘﻢ،
ﻧﺤﻦ ﻧﻘﺪﻣﻬﻢ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻭﻻ ﻧﺮﻯ ﻫﺎﺷﻤﻴﺎ ﻣﻀﺮﺟﺎ ﺑﺪﻣﻪ
ﻭﻓﻴﻨﺎ ﻋﺮﻕ ﻳﻀﺮﺏ
ﻟﺌﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ : ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺳﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ ﻭﺑﺨﻠﻮﺍ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ،
ﻓﻬﺰﻭﺍ ﺳﻴﻮﻓﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ .
ﻗﺎﻟﺖ ﺯﻳﻨﺐ ( ﻉ ):
ﻓﻔﺮﺣﺖ ﻣﻦ ﺛﺒﺎﺗﻬﻢ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺧﻨﻘﺘﻨﻲ ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ،
ﻓﺎﻧﺼﺮﻓﺖ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﺃﻧﺎ ﺑﺎﻛﻴﺔ ،
ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺄﺧﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ( ﻉ ) ﻗﺪ ﻋﺎﺭﺿﻨﻲ،
ﻓﺴﻜﻨﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺗﺒﺴﻤﺖ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻪ ﻓﻘﺎﻝ :
ﺃﺧﻴﻪ ! ﻓﻘﻠﺖ : ﻟﺒﻴﻚ ﻳﺎﺃﺧﻲ !
ﻓﻘﺎﻝ : ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ! ﻣﻨﺬ ﺭﺣﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻚ
ﻣﺘﺒﺴﻤﺔ،
ﺃﺧﺒﺮﻳﻨﻲ ﻣﺎ ﺳﺒﺐ ﺗﺒﺴﻤﻚ ؟
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺃﺧﻲ !
ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ ، ﻭﺍﻷﺻﺤﺎﺏ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ .
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ : ﻳﺎ ﺃﺧﺘﺎﻩ ! ﺇﻋﻠﻤﻲ ،
ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﺭ ، ﻭﺑﻬﻢ ﻭﻋﺪﻧﻲ
ﺟﺪﻱ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺹ