إذا شئت النجاة فزر حسيناً غدا تلقى الإله قرير عـين
فأن النار ليس تمس جسماً عليه غبار زوار الحسين
الحسين عليه السلام
يا من خصنا بالكرامة وخصنا بالوصية ووعدنا الشفاعة وأعطانا علم ما مضى وما بقي وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولاخواني ولزوار قبر أبي [ عبد الله ] الحسين عليه السلام الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم رغبة في برنا ورجاء لما عندك في صلتنا وسروراً أدخلوه على نبيك صلواتك عليه وآله وإجابة منهم لأمرنا وغيظاً أدخلوه على عدونا أرادوا بذلك رضاك، فكافهم عنا بالرضوان، واكلأهم بالليل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، وأصحبهم واكفهم شر كل جبار عنيد وكل ضعيف من خلقك أو شديد، وشر شياطين الإنس والجن. وأعظم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم وما آثرونا به على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.
اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم خروجهم، فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا، وخلافاً منهم على من خالفنا، فارحم تلك الوجوه التي قد غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلبت على حفرة أبي عبد الله عليه السلام، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم الصرخة التي كانت لنا.
اللهم إني أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى نوافيهم على الحوض يوم العطش
زائر الحسين عليه السلام يكون مجاور لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة عليهما السلام
1 . روى الحر العاملي رحمه الله عن أبي أسامة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «من أراد أن يكون في جوار نبيه وجوار علي وفاطمة عليهما السلام فلا يدع زيارة الحسين عليه السلام»(4).
2 . وعنه، عن منصور بن حازم قال: سمعته ــ أي الصادق عليه السلام ــ يقول: «من أتى عليه حول لم يأتِ قبر الحسين عليه السلام نقص من عمره حولا ولو قلت إن أحدكم يموت قبل أجله بثلاثين سنة لكنت صادقاً وذلك انكم تتركون زيارته عليه السلام فلا تدعوها يمد الله في أعماركم وأرزاقكم فتنافسوا في زيارته ولا تدعوا ذلك فان الحسين بن علي عليه السلام شاهد لكم عند الله تعالى وعند علي وعند فاطمة صلوات الله عليهم أجمعين»(5).
3 . وروى رحمه الله، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام: «قال من أراد أن يقضي حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحق أمير المؤمنين عليه السلام وحق فاطمة عليها السلام فليزر الحسين عليه السلام»(6).
4 . وعن الصادق عليه السلام قال: «إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين زوار الحسين عليه السلام؟ فيقوم عنق من الناس.
فيقول لهم: ما ذا ارتم في زيارة الحسين عليه السلام؟
فيقولون: أتيناه حباً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحباً لعلي وفاطمة ورحمة لهم مما ارتكب منه.
فيقول لهم: هذا محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين فالحقوا بهم فأنتم معهم في درجتهم ــ أي بجوارهم في منازلهم ــ.
الحقوا بلواء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيكونون في ظله وهو في يد علي عليه السلام حتى يدخل الجنة جميعا»(7).
زائر الحسين يدخل الجنة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة عليهما السلام والناس في الحساب
1 . عن أبي بصير رحمه الله عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال: «من أحب أن يكون مسكنه في الجنة ومأواه الجنة فلا يدع زيارة المظلوم.
قلت: ومن هو؟.
قال: الحسين عليه السلام فمن أتاه شوقا إليه وحباً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحباً لفاطمة وحباً لأمير المؤمنين أقعده الله على موائد الجنة يأكل معهم والناس في الحساب»(8).
2 . عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: «والله إنّ الله يباهي بزائر الحسين والوافد إليه الملائكة المقربين وحملة عرشه فيقول لهم أما ترون زوار قبر الحسين أتوه شوقاً إليه وإلى فاطمة وعزتي وجلالي وعظمتي لأوجبن لهم كرامتي ولأحبنهم لمجتبى»(9).
3 . عن داود بن كثير، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال: «إنّ فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم تحضر زوار قبر الحسين عليه السلام فتستغفر لهم ذنوبهم»(10).
4 . عن زرارة بن أعين، عن الإمام الصادق عليه السلام: يا زرارة ما من مؤمنة إلا وقد وجب عليها ان تسعد فاطمة في زيارة الحسين عليه السلام»(11).
5 . عن صفوان الجمال قال سألت الإمام الصادق عليه السلام: «كم يسع الناس تركه ــ أي زيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام ــ؟
قال: «أما القريب فلا أقل من شهر، وأما البعيد الدار ففي كل ثلاث سنين فما جاز الثلاث سنين فقد عق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقطع رحمه إلا من علةٍ ولو يعلم الزائر للحسين عليه السلام ما يدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفرح وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة وإلى الأئمة والشهداء منا أهل البيت وما ينقلب به من دعائهم له وماله في ذلك من الثواب في العاجل والآجل والمذخور له عند الله لأحب ان يكون ما ثمّ داره ما بقي، وإنّ زائره ليخرج من رحله فما يقع قدمه على شيء الا دعا له فإذا وقعت الشمس عليه أكلت ذنوبه فينصرف وما عليه ذنب»(12).
زيارتها والصلاة عليها
روى المحدث الحر العاملي رحمه الله عن فاطمة عليها السلام انها قالت: «أخبرني أبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو ذا من سلم عليه وعلي ثلاثة أيام أوجب الله له الجنة».
قال الراوي: فقلت لها: في حياته وحياتك؟.
قالت: «نعم، وبعد موتنا»(13).
اللهم صلي وسلم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها بعدد ما أحاط به علمك.