لقد أقبل فرس الحسين عليه السلام ، وقد عدا من بين أيديهم لكي لا يؤخذ ، فوضع ناصيته في دم الحسين عليه السلام .. ثم أقبل يركض نحو خيمة النساء ، وهو يصهل ويضرب برأسه الارض عند الخيمة حتى مات .. فلما نظر أخوات الحسين وبناته وأهله إلى الفرس ليس عليه أحد ، رفعن أصواتهن بالبكاء والعويل .. ووضعت ام كلثوم يدها على ام رأسها ونادت : وا محمداه ، وا جداه ، وا نبياه ، وا أبا القاسماه ، وا علياه .. وا جعفراه ، وا حمزتاه ، وا حسناه ، هذا حسين بالعراء ، صريع بكربلا ، مجزوز الرأس من القفا ، مسلوب العمامة والرداء ، ثم غشي عليها ..
وورد عن الامام الباقر عليه السلام ، ان فرس الحسين كان يقول : الظليمة الظليمة لأمة قتلت ابن بنت نبيها ... ونحن نقول : الظليمة الظليمة من أمة قتلت ذكرى الحسين وشعائره .. ثم الظليمة الظليمة من أمة تسعى لذلك في مراكزها .. ومن على منابرها .. لان القتل قتلان : قتل مادي وقتل معنوي .. الامويون قتلوا بالسيف .. واتباعهم الان يقتلون ذكرى الامام وشعائره عليه السلام .. البحار ج45ص60