وبعيدا عن صور الحرب الذي كان يطلق هذا المساء
كان صور الوداع قد بدأ النعيق
وأي وداع
حيث لم تبزغ شمس في عمرها بعد هذا الظلام
حتى القمر
كانت تغطي سماؤه الدموع
وأي أحتظان
و هي ستلقى غدا حلمها ذبيح
أملها قتيل
وحياتها
بين حوافر الخيل تداس
دموعها كانت تراتيل
تراتيل الذكريات
حيث كانت في خيمة تغبطها عليها السلاطين
واليوم لا شيء سوى الأحتراق
عطش . . دماء . . أشلاء . . وجنين
قد صالت على عطشه ولعبت الرماح !!
بكى أباه .. الماء يريد
فسقي كوثر السماء !
الملائكة حضور في العزاء
يلطمون الصدور
فقد خسفت كل البدور
أ يا خليفة الله ثوور ..
وأي وداع
الصغير . . . والكبير
كل ترى مصرعه في كلماته منثور
ذاك عروسه المسماة ب ( المنية )
تنتظره في الصباح
وذاك الذي ستعقد على جسده
قلادة الموت طعنات السيوف والرماح
و هذا قرب الماء
تذكر ذبول الورود
وكل الوعود
قطعت كفيه
أريق الأمل من قربته ، فكيف سيعود !!
وذاك الطفل الصغير
حيث لم يجد قوتا كدموع أبيه
حينما ألقى دماه الى السماء
ولم تعود . . !
أما المنكسر هناك
يبكي ربات الخدور
فيقتلع ما سيكون حاجزا
بين الذعر والملاذ
بين الأحتراق والصمود
حيث صرختها هناك
( تقبل هذا القرباان )
وقرب الماء . . .
جلست تخاطبه أحدى الباكيات
أ ومازلت يانهر على قيد الحياة !!
وبقربك علة الكون ضمآن يلوج
أي وداع
قد قبلته في صدره ، وشمت النحور
هذا ما أوصتها به زهرة الجنان
في أوان الرحيل
لا تذرفي الدموع
أي وداع
والليل يأكله فجر السهام
فذا سهم مثلث أسير
ستطلقه غدا في كبده أيدي الظلال
أي وداع
و هي ستراه قتيل
سليبا .. مقطوع الكفوف
والرأس يرفع على أسنة الرماح
والسوط يمنع دموعها من السقوط
أي وداع . . .
و هذا لقائهم الأخير . . !