Friday, January, 27, 2012
حكايات من ارباخا.. أسطورة الفتى قرمز


توفيق آلتونجي
العيون نافذة الروح.. جلس في حضن جده وهو يداعب لحية جده الكثة البيضاء الممزوجة ببعض الشعرات البرتقالية المائلة إلى الصفرة. فمر جده بيده على رأسه، ورتل بعض الآيات القرآنية، ثم قبله كما لو أن تلك القبلة الرقيقة كانت إشارة النهوض. وهذا ما قد حصل، حيث نهض بعجل وابتعد عن جده. كان صبيا في العاشرة من عمره يلبس دشداشة زرقاء مقلمة وينتعل نعالا بلاستيكيا تظهر آثار احمرار شديد على جلد قدميه من تأثير البلاستيك الذي احكم على أصابعه الطرية وحرقتها.
قال جده (روح) أي اذهب واجلب لي النرجيلة وتعال اجلس بجانبي.
دخلت سيدة في العقد الأربعين إلى باحة الدار ونادت بفرح ملا احمد.. ملا احمد
فطلب منه جده بإشارة من يده أن يقوم بمرافقتها إلى الغرفة التي كانت يجلس في وسطها على الأرض متربعا كالملوك. غرفة صغيرة دون أثاث يذكر إلا من صندوق خشبي ذي بابين صغيرين رسم عليهما حيوان أسطوري برأس امرأة وجسم حصان ذو أجنحة دلالة على البراق، ذلك أن الحصان الأسطوري الذي اعتلاه نبينا محمد في معراجه إلى السماء. كانت الغرفة التي فرشت للجلوس على الأرض، يتواجهان في صفين متقابلين يفترشها في وسط الغرفة سجادة كبيرة عليها نقوش هندسية على شكل مثلثين متداخلين يغلب اللون الأحمر على السجادة.
دخلت السيدة وانهالت تقبل يد الملا الذي كان يسحب يده بقوة قائلا: استغفر الله.
قالت السيدة وهي تبكي من شدة السعادة: يا ملا لقد سمع الله ندائي واني ولله الحمد حاملة وشكرا على الدعاء الذي كتبته لي وسوف لا أنسى لطفك وإحسانك مدى الحياة. ثم أخرجت من جيبها عملة معدنية ذا الخمسين فلسا لتعطيه للشيخ، فرفض الشيخ قائلا: استغفر الله يا ابنتي.
خرجت السيدة من البيت فرحة مهلهلة.
قال الجد: أتعرف من هي هذه السيدة يا بني؟
فأجاب: نعم يا جدي أنها أم سمير صديقي في المدرسة، نحن نلعب سويا ولكن...
ـ ولكن ماذا يا بني؟
ـ إنهم مسيحيون يا جدي يعيشون في حي عرفة.
ـ ولم لا يا بني نحن نؤمن بالواحد الأحد وأنهم مثلنا من أهل الكتاب. كان الملا يكتب بعض الآيات القرآنية على ورقة صغيرة يلفها على إصبع الإشارة تم يطويها على شكل مثلث ويضعها داخل قطعة قماش من الكتان ثم يخيط قطعة قماش اخضر حولها. ثم توضع على صدر الأطفال لحمايتهم من الشر والمرض ويبعد عيون الحساد عنهم.
ـ تعالى لجانبي لأحدثك عن جدي الكبير...
كان جدي قد أسماني باسم أخيه الكبير وكانت العادة عند نساء القوم حين تولد المرأة، تأتي إلى جدي الذي يفتح القرآن على صفحة دون اختيار ويبدأ بالقراءة وأول اسم يأتي في الآية يسمي الطفل به.
ـ لا تقل اسمه يا جدي، دعتي أحزر اسمه
ـ انه جدك الكبير الملا غني، أليس كذلك؟
ـ أحسنت يا حفيدي، أحسنت.
قال الشيخ بعد أن تمدد الطفل واضعا رأسه على فخذ جده مستمتعا بمرور يد جده على شعر رأسه حيث كان ذلك يعطيه إحساسا بالطمأنينة والراحة.
يا بني كانت أزقة محلة القلعة تلتوي كالثعبان وتتداخل بعضها ببعض كدروب المتاهة. أزقة ضيقة بالكاد يستطيع أن يمر فيها شخصان جنبا إلى جنب، وفي بعض الأماكن تنتهي بباب احد الدور. كنت تمر من تحت البوابات المنخفضة الأقواس التي بنيت من اجل المحافظة على جدران بيوتها الآيلة لسقوط. البيوت كانت قد بنيت حسب إمكانيات صاحبها فللغني بيت وللفقير كذلك. كما كانت معظم البيوت تحتوي على باحة داخلية فسيحة "حوش" وفي بعض البيوت كانت هناك نافورة ماء في وسط الباحة. معظم بيوت القلعة كانت ذي طابقين أو على الأقل هناك سطوح ذو جدران عالية تستخدم لنوم العائلة في الأيام الفائضة في الصيف. سقوف الغرف فيها كانت منخفضة جدا ويكاد أن ترى لها أبوابا بل كانت تنتهي بمداخل مقوسة يدخل المرء إلى الغرفة كما يدخل إلى الكهوف، وكان الناس يزينون الجدران بأطباق الفخار. الغرف بصورة عامة، خاصة غرف النوم التي كانت دائما دون نوافذ بل كانت هناك أماكن كالنوافذ محفورة في الجدران تستخدم لوضع قرب الماء الفخارية. بيوتها كانت متصلة يبعضها البعض حيث كان الصبيان يلعبون قافزين من سطح بيت إلى أخر، هناك يسمع صوت النسوة وهن يلعنهم ويأمرنهم بالنزول من سطح البيت. وفي أيام الصيف القائظ تنتشر الفتيات وهن حاملات قدور مملوءة بالماء كي يرشوها على السطح الطيني الذي يفوح منه رائحة التراب الحار الطيبة ثم يبدأن بكنس السطوح وتحضير الأفرشة كي تنام العائلة.
في هذى الجو العائلي كانت الفتيات والصبيان يكبرون ويشبون ثم يودعون الدنيا الفانية حيث قبورهم بالقرب من معابدهم. هنا تسمع أجراس الكنيسة وصوت المؤذن والصلوات من المعبد القريب. كان رجال الدين يمشون سويا هابطين من القلعة إلى السوق القريب الواقع على أقطاف القلعة حيث بني سوق القيصرية في العهد العثماني كسوق مغلق يحتوى على محلات دون أبواب، وغرف للمسافرين بأعداد أيام الأسبوع والسنة والشهر.
في هذه الأجواء التراثية تدور حوادث هذه الأسطورة.
""""""""""
التفت صبي في السادسة عشر من عمره إلى الوراء كي يرى لكن كان هناك من يراقبه، صبي ذو شعر احمر اعتاد أقرانه بتسميته قرمز، بينما كانت والدته تناديه بهرمز... استمر قرمز في النظر إلى الجهة المقابلة لسطح دارهم حيث بيت الصبية جولدران حين سمعت والدتها تناديها كي تأكل طعام الغذاء فهرعت نازله من السطح إلى باحة البيت حيث كانت العائلة تجتمع حول السفرة الدائرية التي تم حياكتها من خوص النخيل في شهرات كرت.
هرمز هذا شاب اسلم ينتمي إلى عائلة عفيفة مسيحية كان والده قبل أن يوفيه الأجل المحتوم يعمل عند تاجر النحاس الملا غني الطوقاتي في السوق الملحق بالقلعة. فتبناه جدنا الكبير الملا غني وعاملة معاملة الأب للابن وترعرع بين أهله.
كانت القوافل التي تحمل النحاس من أواسط آسيا تأتي بين الحين والآخر إلى الباحة الكبيرة وراء محل الملا غني.
جلس قرمز إلى مولاه في حديث عن مصاعب العيش، فربت على ظهره الملا غني قائلا:
اصبر يا بني فأنت رجل مؤمن. وهذا حال السوق ينتعش عاما ويصبنا الكرب عاما.
واستمر الملا في حديثه وقال: أتتذكر حين اقترحت على والدتك أن أتبناك يا قرمز بعد وفاة أبيك صديقي يوسف الاورفلي.
ـ بلى، بلى ولكن والدتي رفضت ذلك يا ملا وقالت انه سيغير دينه وينسانا.
نعم وكان لها الحق في ذلك فأخذتك معي إلى مرقد الغوث في بغداد كي أطوف بك الحضرة الكيلانية كي يتطهر نفسك من كل سوء. وقدمت باب بيتنا هدية، تتذكر باب بيتنا الكبير من خشب الجوز البني اللون.
ـ نعم، نعم أتذكر ذلك يا أبي.
كان الجد الأكبر للعائلة قد ترك الدولة العلية العثمانية والمدينة التي كان يسكنها "طوقات" وتوجه جنوبا حيث آيلة موصل حيث كان بعضا من أقرباءه قد سبقوه واستوطنوا كرخيني مدينة النار والنور حيث بنوا بيوتاتهم بالقرب من قلعتها وبالقرب من كهريز ماء صغير يسميه العامة بلاغ.
كان الملا غني هذا رجلا ورعا كثير الصلاة يتكلم العربية الفصيحة والتركية وكان صديقه يوسف والد قرمز من حران وقد هاجرها طلبا للعمل وسكن مدينة كرخيني حيث وجد فيها العديد من أبناء طائفته. كان يحلو للملا الحديث بالتركية مع صديقه يوسف حيث يرويان حوادث عن سالف الزمان.
كانت الجيوش العثمانية قد توغلت بلاد البلغار وزاد الطلب على النحاس فرحل الملا علي إلى بلاد القوقاز حيث كان يجلب النحاس.
بقى أبناء الشيخ الجليل من يدورون أمور التجارة من بعده. طال سفر الملا غني حتى بدا القلق يدخل قلب ولده البكر الملة حسن ولكن في يوم شتائي قارص تجمع في باحة المحل عشرات البغال محملين فقد وصل الملا غني بتجارته فذبح الأضاحي فرحا بقدوم كبير القوم.
كانت السنوات قد مرت وبدا قرمز شابا بالغا طويل القامة. هام بحب جارتهم جولدران إلى درجة الهيام بها. لا يعرف كيف يبوح سره إلى والده لكنه كان اقرب إلى الملا حسن أخيه فسأله احد الأيام:
ـ كيف تزوجت يا حسن.
ضحك حسن وأشار إلى والدته التي كانت تجلس على الأرض وإمامها صحن كبير مليء بالكعوب تنظفها بقطع الأشواك منها وإعدادها للطعام.
والتي هي التي تولت بالأمر أولا ثم ذهبوا لخطبتها، وكما تعرف حسب أعرافنا. لكن لماذا تسأل، هل وجدت أنت كذلك بنت الحلال.
تأمل قرمز وجه أخيه حسن وشعر رأسه المائل إلى الحمرة، فعرف بأنه غريب عنهم وليس إلا أحد الفقراء الذي تيتم فتبناه والد حسن، وأحسن تربيته وعاملة معاملة احد أبناءه.
قال لأخيه وبخجل:
ـ ربما أجد يوما من تقبل بي فهل اطمع في مساعدتك لي يا أخي.
ـ طبعا، طبعا قال حسن، ثم قاما معا إلى الصلاة حيث كانا يترددان على احد الكتاتيب الدينية للدراسة.
خلسة من عيون الحساد يلتقي قرمز على سطح الدار بحبيبة القلب جولدران ويتعاهدان على الوفاء بالعهد.
أراك بين النجوم
تقطفين الأزهار
تنشريها بين النجوم
كشهب يتراقص شعرك
أجدني ساجدا بين أحضانك
أجد الراحة الأبدية
يا مليك قلبي
جولدران
فتجيبه الصبية وبخجل:
ـ وأنا كذلك.
جلس قرمز ليحدث حبيبته عن حواره مع أخيه حسين.
بدأت جولدران بالبكاء قائلة:
ـ أنت تعرف كم إن أبي عنيد ولن أكون لك.
ـ لماذا تقولين ذلك، لماذا فانا قد أسلمت، اصلي وأصوم وبت واحدا منكم بعد وفاة والدي.
إني ولله لأجد الممات دونك.
لا تقل هكذا فالحياة أمامنا ولنصبر، لا تنسى أن هناك الكثيرين ممن سيساعدوننا في نيل المرام.
أنت لست بعيدا عن شغاف قلبي
أنت النور الذي افتح عليه عيني
أنت من كتب لي قدري
فيك أرى طعم الحياة ورب العالمين
كان نهاية السنة تقترب وفي مساء أحد الأيام حين كان قرمز عائدا من مكان عمله مر من أمام كنيسه المحلة فسمح صوت المنشدين فدق قلبه. لم يتمكن من مقاومة رغبة في داخلة بالدخول إلى فناء البناية حيث الضياء المترنحة الخافتة الصادرة من الشموع ورائحة الأبخرة. وقف في نهاية الصف في الظل مختبئا كي لا يلاحظه احد ثم ترك المكان.
بدأ يتردد بين الحين والآخر إلى الكنيسة في رغبة جامحة أخذت بفؤاده ولعل ذكريات طفولته ساقته إلى ذلك حين كان تصطحبه والدته إلى قداس الآحاد. الليلة ليلة الميلاد فدخل خلسة إلى الكنيسة بعد تردد ثم اختار مكانا تحت إحدى الأعمدة وبدأ بمراقبة القداس ورجال الدين الذين بدؤوا بقراءة نصوص الإنجيل بالآرامية القديمة بينما كان جوقة من المنشدين يرددون أناشيد دينية وحين بدأ طقوس توزيع الخبز والماء المقدس انسحب بخفة من بين الجموع مختفيا في أزقة القلعة.
كان الشتاء قاسيا لم يتحمله قلب العجوز ملا غني فترك الدنيا الفانية في ليلة باردة لم يتمكن انسي الخروج من البيت وتجمع العائلة أمام الموقد الكبير وسألني أخي حسين أن اجلب بعض الفحم من الحوش.
لا يجوز أن ننتظر... يجب أن نقوم بمراسيم الدفن.
قال احد الجالسين:
لننتظر حتى الصباح من يتمكن من حفر القبر في هذا الصقيع.
قال حسن غاضبا.
ما هذا من عاداتنا كلنا سنشارك، سنحمل الجنازة إلى اقرب مقبرة.توجهوا إلى مقبرة المدينة يقودهم قرمز. لم يتوقف قرمز من البكاء وهو يحفر قبر والده حرقة على فقدان الولادة للمرة الثانية. لقد كان يهون عليه أي شئ إلا أن يتيم مرة أخرى فقد كان المرحوم قد أحسن إليه ودافع عنه وأحسن تربيته.
عاد إلى البيت متعبا في الفجر وتوجه إلى المسجد فصلى الفجر.
اليوم سيلتقي بها اليوم سيبلغها بما قد نوى عليه.
قاطفة الزهور
ملهمتي
قلبي مدمي بلون القرنفل
أمد يدي
من وراء القضبان
لعلني أنالك
أجد الراحة الأبدية
بين ذراعيك
ابني أعشاش الطيور اليتامى
هناك في البعيد
لا توجد إلا زرقة السماء
وصدى أصوات العابدين
هناك تلتقي القلوب
خالدين
حتى يوم القيام
في ذلك المساء توجه احد الوشاة إلى المسجد بعد صلاة العشاء وخاطب القوم:
يا قوم لقد رأيت قرمزا يتردد إلى الكنيسة بأم عين.
اشهد انه صادق، قال احد الحضور.
لقد ارتد عن دينه، قال آخر
ما العمل أيها المؤمنون، قال احد الشيوخ
قال إمام المسجد:
انه لمصيبة يا قوم. نحن لم نألف هذا من قبل فما العمل.
ما حكم الدين في ذلك قال آخر
المرتد عن الدين يقتل طبعا، استمر قائلا ولكن أليس من المعقول أن نسألة قبل إصدار الحكم عليه.
كان البين باشي محمد حاكما عسكريا على ايالة شهر زور.
جاء وهو يمتطي حصانه وبالبدلة العسكرية على صدره نياشين وأنواط لمشاركته في الحروب في الثغور. كان يرافقه راجلان من المشاة من الجندرمة. دخل إلى التكية الملحقة بالمسجد آخر حسن وسلم على الجموع الحاضرة. قام الجميع مرددين السلام فتوجه إلى مكان بجانب الأكبر في العمر من الشيوخ المجتمعين وجلس ثم جلس الحضور مرحبين به.
قال الشيخ ذو اللحية البيضاء بعد أن أمر بجلب الشاي للبين باشي محمد مكررا ترحيبه وسروره بلقاء هبه وشكره بالأخص لقبول حضوره هذا المجلس.
قال وهو يلف ويفتل بشاربه.
إن هذا من أمور الدين ولا يمكنني أن أفتي في ذلك ولكني سأرسل كتابا إلى الباب العالي في استانة طالبا المشورة إذا أردتم ذلك.
فقال الشيخ الكبير ونعم المشورة فنحن في موقف حرج والله اعلم.
ادخل قرمز احد السراديب مكبلا بالسلاسل كالمجرمين بعد أن أخذوه عنوة من دار أبيه.
سأله أخاه أن كان ذلك صحيحا.
فسكت وبقى صامتا
فرد عليه السؤال الملا حسن
جاءوا بالفرمان , القصاص بالرجم حتى الموت ،لتنصره
فقال البين باشي محمد هذا أمر السلطان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
انشد قرمز مخاطبا الرعاع الذين تجمعوا حوله
إنا لست آخر من يرجم ولا آخر من يقتل
ادعوا ربي أن يعفوا عنكم جميعا
والله
لا يهمني كيف تعبدون
أو
تسجدون
قائمين قاعدين
بالكلمات بكل اللهجات
والله
لا يهمني كيف تنطقون
كيف تتعبدون
بخورا تنشرون
سجع كهان
أم حديث رجل صالح
هتف الجموع استغفر الله هذا كفر ارموه بالحجارة إلى جهنم وبس المصير، إلى جهنم وباس المصير والله اكبر
استمر قرمز في إنشاده
لا يهمني كيف تنطقون
بكل الكلمات تعبدون
الهي
الهي
اشهد انك واحد احد
هؤلاء من يعبدون
...
هرمز ماضي، يا قوم
ستبقى سمائكم
قانية كخضاب دمي
احمر قاني
حتى يوم تبعثون
عند المساء تجمع الناس قرب جذع الشجرة الكبيرة الذي ربط قرمز به وبإحكام ينتظرون قدوم حاكم المدينة لتلاوة الفرمان الهمايوني الصادر من مجلس علماء الدين في استانة.
....انهال الحجار على الفتى قرمز من كل صوب وحد وحتى من السطوح المقابلة المطلة على الساحة فتلطخت الحجارة بدمائه الزكية وفي تلك اللحظة أحس بيد يطوق يده من الخلف.
منذ ذلك اليوم اختفت الصبية جولدران ضاع إثرها وبدا العامة ينسجون الحكايات والروايات حول اختفائها، بدا رفع بنيان بناء كنيسة في موقع الذي رجم فيه قرمز حيث سالت الدماء وبغزارة إلى درجة تحولت كومة الأحجار إلى احمر قاني احمر، تلك الكنيسة التي تسمى بالحمراء تيمنا بالدماء الزكية للفتى الطاهر قرمز والعذراء جولدران لا تزال قائمة وسط قلعة كركوك المباركة ولحد يومنا هذا.
كان الصبي قد غط في نوم عميق بينما كانت عيون الشيخ قد امتلأت بالدموع............................
استدراك:
قرمز يعني اللون الأحمر و جولدران (الجيم كما يلفظه المصريين) تعني قاطفة الزهور باللغة التركمانية.