الأعشاب الطبية قنبلة في يد الأطفال
(الرياض- mbc.net) "أستشيط غضبا عند سماع عبارة العطارين الشهيرة: الأعشاب إذا لم تفد فهي لا تضر، فأضحت في أيديهم أشبه بالقنابل في أيدي الأطفال"، بهذا العبارة علق سيد شعبان استشاري الطب البديل على ظاهرة الوصفات الطبية التي ينتجها بعض العطارين من الأعشاب، رغم اقتناعه أن لكل داء ودواء وأن هناك أعشاب تعرف طريقها لعلاج الإنسان.
استشاري الطب البديل سيد شعبان أكد –وفقا لصحيفة الحياة- أن الكثير ممن يمتهنون مهنة العلاج بالأعشاب، يجهلون الكثير من مضاعفاتها والأثر الرجعي لها وما يترتب عليها من كوارث صحية، مشيرا إلى أن الكثير منهم أشخاص باحثون عن المال يندر وجود المتعلم بينهم، فأغلبهم أميون لا يفترض أن يعملوا في هذه المهنة، لأنها تحتاج إلى من يملك العلم وأدق التفاصيل فهي تتعلق بأرواح بشر، خصوصا وأن المختبرات الحديثة تؤدي دورا مهما في كشف معدلات المركبات العشبية.
آفة مهنة التداوي بالأعشاب لا تتمثل في الخطورة بوصف الأعشاب وتعريض حياة البشر للخطر وفقط، بل لأن التقاعد فيها لا يعرف لمزاوليها طريقا، فكلما كبر العطار زادت خبرته وزاد حماسه لمعرفة وصفات وأسرار جديدة في مهنة مملوءة بالتشويق والمخاطر في آن واحد.
فأصحاب تلك المهنة يؤمنون تماما بأن الطب الحديث لا يكفي، ويؤكدون توافد الكثير من النساء والرجال إليهم للحصول على وصفاتهم الطبية، وأغلبيتهم يكونون من النساء بنسبة 75 في المائة، حيث يطلبن وصفات لإطالة الشعر أو إنقاص الوزن أو تفتيح البشرة، بالإضافة إلى وصفات طبية أخرى تساعد على الحمل السريع، حسب ما روى أحد هؤلاء العطارين.
وكثيرا ما يؤكد أصحاب مهنة العطارة بأنهم لا يعطون المريض الوصفة إلا بعد تجربتها والتأكد منها، ولم يحدث أن اشتكى أحد منهم بل إن الكثيرين كانوا يعودون إليهم ويقدمون لهم الشكر، إلا قليلا من الأشخاص غير المتمكنين في المهنة والذين لا يعرفون طريقة تركيب الأعشاب.
وزارة الصحة السعودية حذرت منذ عامين من قناة فضائية تسمى "الحقيقة" وهي مخصصة لوصف خلطات للتداوي بالأعشاب، بعد وفاة معلمة بمدينة جبيل الصناعية إثر تناولها أحد تلك الوصفات، حيث أوضحت الوزارة أن مالكها وهو أردني الجنسية لا يمتلك أي شهادات طبية والشهادة التي ادعى أنه يحملها لا وجود لها في الحقيقة.
ولا تعد السعودية هي الدولة الوحيدة التي تعاني من جرائم نصب واحتيال باسم التجارة بالأعشاب، حيث أن هذه التجارة منتشرة في العديد من الدول العربية والإفريقية، والتي يؤمن أهلها بجودة العلاج بالأعشاب خاصة كبار السن الذين كانوا يتداوون بها قديما.