خطبة الامام الحسين عليه السلام.
فجمع الحسين أصحابه بعد رجوع عمر فقال: أُثني على الله أحسن الثناء وأحمد على السّراء والضرّاء، اللهمّ إنّي أحمدك على أن أكرمتَنا بالنبوّة وجعلتَ لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدةً وعلّمتنا القرآن وفقّهتنا في الدين فاجعلنا لك من الشاكرين، أمّا بعد فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بتي، فجزاكم الله جميعاً عني خيراً، ألا وإني لأظنّ يومنا من هؤلاء الأعداء غداً، وإنّي قد أذنتُ لكم جميعاً فانطلقوا في حلّ ليس عليكم مني ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً وليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي . فجزاكم الله جميعاً، ثمّ تفرّقوا في البلاد في سوادكم ومدائنكم حتى يفرّج الله، فإنّ القوم يطلبونني ولو أصابوني لهوا عن طلب غيري. فقال له إخوته وأبناؤه وأبناء إخوته وأبناء عبدالله بن جعفر: لِمَ نفعل هذا؟ لنبقى بعدك! لا أرانا الله ذلك أبداً! فقال الحسين : يا بني عَقيل حسبكم من القتل بمسلم، اذهبوا فقد أذنت لهكم . قالوا: و ما نقول للناس؟ نقول: تركنا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرمِ معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ولم نضرب بسيف ولا ندري ما صنعوا؟ لا والله لا نفعل ولكنّا نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا ونقاتل معك حتى نرد موردك، فقبّح الله العيشَ بعدك!
الارشاد: 2/91