حوار الإمام السجاد (عليه السلام) مع عبيد الله بن زيادوعندما نُقل الأسرى من ميدان المعركة في كربلاء إلى قصر الإمارة في الكوفة دار الحوار التالي بين عبيد الله بن زياد أمير الكوفة وبين الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام):
عندما وقعت عينا عبيد الله على شاب مع الأسرى استغرب أن يبقى أحد من أبناء البيت النبوي حيّاً إلى الآن، فسأله: مَن أنت؟
فأجاب (عليه السلام): أنا علي بن الحسين.
فقال: أليس قد قتل الله علي بن الحسين؟!
فقال (عليه السلام): قد كان لي أخ يسمّى عليّاً قتله الناس.
فقال له ابن زياد: بل الله قتله.
فقال علي بن الحسين (عليه السلام): ﴿اللهُ يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا﴾[1].
فغضب ابن زياد وقال: وبك جرأة لجوابي، وفيك بقيّة للردّ عليَّ؟ اذهبوا فاضربوا عنقه. فتعلّقت به زينب عمّته وقالت: يابن زياد حسبك من دمائنا، واعتنقته وقالت: والله لا اُفارقه فإن قتلته فاقتلني معه.
فنظر ابن زياد إليها وإليه ساعة ثمّ قال: عجباً للرحم! والله إنّي لأظنّها ودّتْ أنّي قتلتها معه، دعوه فإنّي أراه لِما به[2].
وعندما نُقل الأسرى من الكوفة إلى دمشق كان الإمام السجّاد (عليه السلام) لا يكلّم أحداً من الناس، حتى وصل الركب إلى باب يزيد صاح مجفر بن ثعلبة: هذا مجفر بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة، فأجابه (عليه السلام): ما ولدت اُمّ مجفر أشرّ وألأم.