لإنها غالية شبهوها بـ الدرة ، لا يمسها أي أحد بل هي مصونة إلا عمن إمتلكها ، و أحسن رعايتها ، هي نفسها تدرك تماما أنها موضع كيد ممن يحيط بها من ذئاب بشرية تتصيد نظيراتها ، لذا وضعت لنفسها طريقا في حياتها ، طريقا واضحا يختصر المسافات إلى الله ، باعت الذي أدنى بالذي هو خير .
حين يتحدثن عن تقليعة و صيحة أو موضة ، يكون حديثها عن إستبرق و حرير ، و حين تصف إحداهن فارس أحلامها و معشوقها ، تندثر عباراتها عن حبيبها الذي ينتظرها هناك ، و حين تتباهى إحداهن بـ جمال أحد المشاهير و تجهر بشغفها له ، تتحدث هي عن زوج مثل يوسف في الجمال ، و حين يكون هم تلك مال و بنون ، يكون همها ولدان مخلدون .
حياؤها عنوان حياتها ، صوتها لا يستحقه إلا من أحل لها ، وجهها ستر يصعب الوصول له ، شرفها كنزها الذي رفعها عن تلك و تلك .
في دارها هي الملكة ، و لو خرجت هي الملكة ، تحفها الحراسات من كل جانب ، ذلك أن سموها يتطلب الحراسة المشددة .
لما جاءها الأمر بـ (وقرن في بيوتكن) و (صلاتها في بيتها خير لها) لبت بطيب نفس و بحب يدفعها اليقين أن ماعند الله و رسوله هو الصلاح لها .
نافعة هي أينما حلت أثرت ، قرآنها يسكن في صدرها ، و دور التحفيظ جنتها ، و رفيقات الصلاح صحبتها .
هي لم تحرم نفسها من متاع الحياة ! لا ، بل جعلت من هذا المتاع مفتاحا لدخول أعلى الجنان .
هي العفيفة ، إن تحدثت صمتت الأخريات ، و إن ناقشت رفع الجميع لرأيها كل إحترام .
شقيقها الرجل لا يريد إلا من كانت على شاكلتها ، بل هي من يطمئن معها لحياته ، فلا يغريك يا أخية يامن داعبك ذاك و بادلك الآخر أنهم بك معجبون ! لا لا ! هم بك يتلاعبون ! و الذي نفسي بيده أن من تحادث الشباب و تبادلهم الضحكات و المداعبات ماهي إلا رخيصة يمارس معها شهوته و رغبته كيفما شاء ! و الضعيفة يخيل لها الشيطان أنها على حق ، و أنها صعبة المراس ! لا و الذي أنطقني و إياك يا أختاه ما ردك و أخذك و عطاك معه إلا بداية سقوطك فسارعي يا غالية حيث ركب الطاهرات العفيفات و تأكدي رعاك الله أن من كانت مع الله ، و الله و تالله و بالله لن يضيعها الله .
بل من تهرب إلى الله و تشتري بمتاع الدنيا حيائها و عفافها فسيعطيها الله من خيري الدنيا و الآخرة ما يفوق خيالها .
و لا يصور لك الشيطان أنك حينما تعفين نفسك عن درب الحرام ستخسرين كثيرا من الملذات و ستكبتين في حدود الحرام و الحلال ! لا ! بل ستتذوقين لذة ما مرت عليك منذ خلقت إلا ماشاءالله !!
بادري و كوني حقا سامية .
إلتفتي إلى ما تنتقيه أناملك من صور و حدثي عقلك أهذه الصور تمثل العفاف !
صور تحرك غريزة الشباب كيف ستواجهين بها الله !
رمزيتك ، توقيعك ، كلها إجعلي منها شاهدة لك لا عليك .
و هاتي يدك لنفوز بروح و ريحان و لقيا رب راض غير غضبان .
لا تدعي للشيطان في نفسك مثقال ذرة يدخل إليك منها و استبدلي الذي هو أدنى بالذي هو خير و الذي نفسي بيده لن تندمي ماحييت ..