تقلق العديد من الحوامل أو صديقاتهن أو أقاربهن من هذا الموضوع. وقد سمع بعض الناس أن استخدام شاشة الكمبيوتر أو الحاسوب يزيد خطر حدوث الإجهاض التلقائي أو يسبّب مشاكل في نمو الجنين. مقارنة مع مشاهدة التلفزيون، يخشى البعض أننا نجلس أقرب بكثير إلى شاشة الكمبيوتر ولمدة أطول من الزمن. هكذا، تقول النظرية إن شاشة التلفزيون قد تكون آمنة على عكس شاشة الكمبيوتر.
ظهر القلق والخوف بشأن أمان وسلامة شاشات الكمبيوتر منذ أواخر السبعينات بعد نشر أبحاث بيّنت وجود علاقة بين استخدام شاشة الكمبيوتر وكلّ من الإجهاض التلقائي وعيوب الولادة. كما ظهرت مجموعة من التقارير حول خسارة الجنين لدى النساء العاملات في المكاتب في كندا والولايات المتحدة الأميركية. وتبيّن أنه في قطاع الخدمة العامة في بريطانيا هناك حالات إجهاض أعلى لدى النساء اللاتي استخدمن الكمبيوتر (36%) مقارنة مع من لم يستخدمنه (16%).
لكن تكشّف أن هذه الدراسات فيها عيوب. عندما تمّ تكرارها، لم تصدر عنها نفس النتائج. ربما تكون قد تصادفت مجموعة الإجهاضات التلقائية في أميركا الشمالية ولم تحسم بالدليل القاطع وجود رابط أو صلة، بينما اعتمدت دراسة العاملات في الخدمة العامة البريطانية على تفاصيل استخدامهن الكمبيوتر من الذاكرة التي تعود إلى وقت مضى.
ثم جاءت الدراسات الأحدث لتطال شرائح أكبر وبدقة أكثر. ولم تجد هذه الدراسات أي رابط بين استخدام الكمبيوتر والإجهاض التلقائي أو عيوب الولادة. في الواقع، كانت هذه الدراسات أشمل ويعتمد عليها أكثر لأنها توصلت جميعها إلى نفس النتائج وخلصت إلى أن الأبحاث السابقة لم تكن من دون ثغرات وقد أثارت مخاوف لا مبرر لها.
وقد توصلت المراجعات الحديثة إلى نفس الخلاصة: ليس هناك علاقة بين استخدام الكمبيوتر والإجهاض التلقائي وعيوب الولادة.
لذا، تنصح النساء منذ زمن قليل باستخدام الكمبيوتر لأنه آمن خلال الحمل ولا داعي لإضافة أية شاشات أو أدوات واقية. تعتبر الأشعة الكهرومغناطيسية غير المؤينة (من التأين وهو اكتساب أو خسارة إلكترونيات بفعل التفريغ الكهربائي أو الإشعاع أو التفاعل الكيميائي) التي يبثها جهاز الكمبيوتر ألطف وأكثر اعتدالاً من الأشعة "المؤينة" في مصادر أخرى مثل الأشعة السينية (أشعة إكس) والعلاج الإشعاعي وأجهزة التصوير الطبقي، والتي تعرف مضارها على نمو الجنين. كما أن الشاشات المسطحة الحديثة في الكمبيوترات تصدر مستويات منخفضة من الأشعة "غير المؤينة" مقارنة مع شاشات الكمبيوتر التقليدية.
بالرغم من استحالة إثبات أن استخدام الكمبيوتر آمن 100 بالمئة خلال الحمل، هناك الكثير من الأبحاث في هذا المجال التي عجزت عن إثبات وجود أي ضرر. لذا، ثقي بأن استعمال شاشة الكمبيوتر آمن في الحمل.
سواء أكنت حاملاً أم لا، تأكدي من أنك تراعين صحتك العامة وتشعرين بالراحة وأنت تعملين على جهاز الكمبيوتر:
خذي استراحات منتظمة واحرصي على الوقوف والتحرك في المكان لمدة 10 دقائق كل ساعة بحسب الإقتراحات العامة، لكن قد ترغبين بزيادة عدد مرات الإستراحة وأنت حامل.
عدّلي وضعية الكرسي والكمبيوتر بحيث تكونين في وضعية جيدة: القسم الأمامي من الذراعين في وضعية أفقية تقريباً، والمعصمان مستقيمان، والعينان على نفس ارتفاع أعلى الكمبيوتر، والظهر مسنود جيداً والقدمان مسطحتان على الأرض أو على مسند القدمين.
عدّلي لوحة المفاتيح والشاشة والفأرة والأوراق أو الملفات (استعملي حاملاً لها في حال الضرورة) بحيث تتجنبين التحديق أو أية حركة غير مريحة.
قومي بفحص نظرك. إذا كنت ترتدين العدسات اللاصقة، فقد تجدين أنك لم تعودي مرتاحة في الحمل لأن احتباس الماء يمكن أن يؤثر على شكل مقلة العين. فكري في ارتداء النظارات حين تعملين على جهاز الكمبيوتر.