ذي قار أزياء أفغانية وباكستانية تغزو أسواق الناصرية
وكالات:
أثارت بعض الأزياء والملابس الخاصة بشهر محرم في الناصرية جدلا واسعا بين أهالي المدينة، خاصة لدى الناشطين والمدونين على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ، واعتبر البعض أن تلك الأزياء لا تمت للثقافة العراقية بصلة، وأنها لا تنتمي لها، فيما وصفها البعض بأنها تجارة مربحة للتجار ولن يهم الأمر ماذا ترمز تلك الأزياء.
ويتكون الزي الأفغاني والباكستاني الذي ينتشر في المحافظة، من قطعتين، قميص طويل، وسروال أسود ويسمى بالزي "البنجابي".
وكتب الناشط والمدون غسان الجابر تعليقا على الأزياء الدخيلة متسائلا "أين ذهبت الأزياء العراقية هل فيها قصور حتى يتم استبدالها بهذه؟
لكن حميد الجشعمي وهو مدون وناشط مدني أيضا، لا يشارك الجابر تساؤلاته، حيث يرى أن "هذا الزي هو لبس مستور وليس فيه أي عيب".
ويعتبر أحمد الغانم وهو مدون "أظن أنها ملابس عادية، المفروض أن يكون تفكيرنا أكبر من الملابس والأزياء".
ويعتقد الناشط المدني إيهاب السعيدي، أن بعض التجار يريدون استثمار شهر محرم وطقوسه الدينية في تسويق أكبر عدد من بضائعهم من الملابس سوداء اللون، التي تغري المتبضعين بلونها المتماشي مع المناسبة الحزينة، فيقول إن "استغلال محرم لصرف بضاعة وشكل جديد بحجة اللون الأسود سوف يجذب الكثيرين ليشتروه، رغم أنه زي هندي وأفغاني، يرتديه الهنود والأفغان في مناسباتهم الرسمية، فلماذا نستخدم زيا غريبا وشاذا في بلدنا؟
أما أصحاب المحال التجارية، فقالوا إن "هذه الملابس ليس لهاعلاقة بأي أفكار"، مؤكدين أن "هنالك إقبالا على شرائها خاصة لأصحاب المواكب العزائية التي تقدم مواساتها بضرب الزنجيل".
يقول أبو أحمد، وهو صاحب محل للألبسة لـ "القرطاس نيوز"، إنه "لا أرى أي شيء معيب او محرم في تلك الملابس، هي ملابس تأتي في أغلب الحيان وقت محرم، كون أغلب المواكب الحسينية تشتريها وبكميات كبيرة جدا، من أجل الاستعراض واللطم في الزنجيل".
ويتابع أبو أحمد "الأمر بسيط جدا وأستغرب الانتقادات حول تلك الملابس، في العراق لا توجد مصانع خاصة كي تنتج ملابس خاصة بعاشوراء، كل الملابس الموجودة الآن هي للمواكب في أغلبها ، وأسعارها رخيصة جدا، مما زاد الإقبال عليها بشكل كبير جدا".
ويبيّن أبو إحسان، صاحب محل للألبسة الرجالية في حديث لـ "القرطاس نيوز"، إنه لا يحب الملابس الجديدة التي "تدخل إلينا الآن وتنتشر في شهر محرم، لإحياء لذكرى شهادة الإمام الحسين".
ويوضح أن "تلك الألبسة غير أنيقة، ولا تتناسب أبدا مع بيئتنا وثقافتنا، أحيانا حينما أرى شخصا يرتدي القميص الطويل والسروال أشعر بأني في دولة خارج العراق للأسف الشديد".
ويسترسل أبو إحسان "هنالك خطأ من الدولة، عليها أن تراقب الألبسة التي تأتي إلى العراق خاصة في المناسبات الدينية، عليها أن تشجع القطاع الخاص، لا أن تحاربه".
ويرى الكاتب والإعلامي علاء الموسوي في حديث "للقرطاس نيوز"، أن "واحدة من المشكلات الكبيرة التي تواجهنا هي ثقافة الملابس، هنالك فوضى موضة في العراق، نحن لسنا كأي بلد آخر نستقبل الموضة او الاشياء الجديدة بشكل منطقي، هنالك فهم خاطئ لثقافة الأزياء بشكل عام".
ويستطرد الموسوي "لعل أبرز المشكلات التي نواجهها على سبيل المثال هي مشكلة الصناعة في العراق، مضى علينا أكثر من 11 سنة وما تزال الصناعة غارقة في الخراب، ولا أحد يتحرك لحل هذه المشكلة"
ويبيّن أن "المشكلة تتنامى الآن، ما نجده من ملابس تغزو الأسواق هي صناعات عالمية كبيرة بغض النظر عن جودتها، المفروض على الحكومة ان تشجع الصناعة الوطنية، ان تعيد فتح المصانع والمعامل العراقية، هنالك بطالة كبيرة لدى الشباب، ومشاريع صناعية متوقفة، عليها ان تشجع القطاع الخاص، وحينما تنتهي من كل هذا تقلل من استيراد مواد خارجية، مثلما تفعل إيران".
ويضيف "لو عملت الدولة منذ بداية سقوط النظام السابق في 2003 على تحريك المعامل والمصانع لما وصلنا الان الى الاستهلاك في كل شيء وليس الملابس فقط".