اخترت لكم من روايةآلام فرتر للأديب الألماني غوته
وبترجمة فريدة لأحمد حسن الزيات
٦٢
من طبيعة الإنسان إذا بَغَتَه حزنٌ أو خوفٌ في خلال مسرَّته أن يكون تأثيرُهُ فيهِ أشدّ منهُ في كلّ وقت . ذلك لشدّةِ شعورِِهِ بالضِّد ، أو لأنّ مشاعرهُ وهي هائجةٌ ثائرة تكون أقوى تأثُّراً وأشدَّ انفعالاً !
•••••••••••
٦٦
ما أسعدني بذلك القلب الذي يَقْدِرُ على إدراك هذا السرور الساذج البرئ ، سرور الرجل الذي يأكل على خوانِهِ كرنبةً (( ملفوف )) مِن زرع يديه !
أتحسبُ أنّهُ يتمتّعُ بأكلها فحسب ؟
إنّما يتمتّع في وقتٍ واحد بذكرى تلك الأيام السعيدة التي قضاها في زرعها !
فيذكُرُ الصباح الجميل الذي غرسها فيه ، والليالي العذاب التي أمضاها في سقيها ، وما كان يشعرُ به من غِبطةٍ ورِضًا حين كان يراها مباركةً ناميةً !
•••••••••••
٧١
بؤساً لأولئك الذين يتّخذون من سلطانهم على بعض القلوب سبيلاً إلى حرمانها تلك المسرّات البسيطة التي تنبعثُ من تلقاء نفسها !
•••••••••••
٩٢
ليس في العالم ما يجعل الإنسان ضروريا لأخيه الإنسان إلا المودة !
•••••••••••
١٣٠
ليس في العالم شيء لم يتحاسدوا عليه !
ولم يتنازعوه : الصحة و السمعة و المسرّة والراحة !
وأغلب ما يصدرُ ذلك منهم عن سخافةِ عقلٍ وقِصَرِ نظر وضيق فكر .
ولئن سألتهم عن ذلك ليقولنّ إنّما فعلناه عن نيّةٍ حسنة وطوِّيةٍ خالصةٍ .
إنّه ليقوم بنفسي أحيانا أن أجثو أمامهم تضرعا إليهم ألاّ يمزقوا أحشاءهم ، وألّا يحرقوا دماءهم ، بذلك الإسراف في الغضب !
•••••••••••
١٣٩
قلبي هو مصدر كبريائي وإعجابي ومنبع كل شيء فيّ !
هو منبع كل قوة وكل غبطة وكل ألم !
... العلم الذي أعرفه يستطيعُ كُلٌّ أن يجمعه ويُحصِّله ، ولكنّ القلبَ الذي أحملهُ لا يتسنّى لغيري أن يحمله !!
•••••••••••
١٤١
إنّي أسخرُ مِنْ قلبي ثُمَّ أُتابِعُهُ على ما يريد !!
•••••••••••
١٥١
يقوم بنفسي أنْ أمزِّق صدري ورأسي كلما رأيت الناس لا يغني بعضهم عن بعض شيئا !
فلا يستطيع أحدهم أن يمُدَّ الآخر بشعاع مِن فكره ، ولا بعاطفة مِن قلبه ، ولا بإثارة من حُبّه .
وهل في قدرة إنسان أن يحبوني الحب والمسرة والحرارة واللذة إذا ما عدمت ذلك في نفسي ؟!
وهل في قدرتي أنا وقلبي فيّاضٌ بالغبطة والسعادة أن أُسعد إنسانا آخر قد وقف أمامي جامدا باردا لا قوّة فيه ولا حساسية !
•••••••••••