ﻗﺼﻪ ﻭﺍﻗﻌﻴﻪ ﺍﺩﺭﺟﺖ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺬﺍﺕ .
ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻣﺮﺃﺓ ﺃﺭﻣﻠﺔ ... ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻴﻦ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺛﻢ
ﻧﻔﺴﻬﺎ ... ﻟﺘﻌﻴﻞ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻌﻄﻒ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ....... ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺻﺎﺑﺮﺓ ﻣﺆﻣﻨﺔ
ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻗﻮﻳﺔ . ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻞ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻢ ﻧﻴﺎﻡ , ﺍﺷﺘﺪﺕ
ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻭﺯﺍﺩﺕ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﺘﻬﻢ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻭﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﻗﻠﻖ
ﺃﻻﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺑﻘﻴﺖ ﻣﺴﺘﻴﻘﻈﺔ ... ﺗﺤﻀﻦ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﺑﻘﺮﺑﻬﺎ ﻟﻴﺤﺼﻠﻮﺍ
ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻛﺒﺮ ﻗﺪﺭ ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻓﺊ ....
ﻭﻟﻠﺤﻈﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺃﻻﻡ ﻭﺃﺣﻀﺮﺕ ﻭﺭﻗﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻛﺘﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻀﻊ
ﻛﻠﻤﺎﺕ ... ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻖ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ... ﻭﺃﺧﻔﺘﻬﺎ ﻋﻦ ﻧﺎﻇﺮ
ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ...
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻻﻡ ﺑﺎﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﺃﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﻭﻫﻲ
ﺗﻀﻊ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﺑﺎﻟﺤﺎﺋﻂ !
ﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺗﻌﻘﺒﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ... ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻜﺒﺮ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺃﺻﺒﺤﻮﺍ
ﺭﺟﺎﻝ .. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﻣﺜﻘﻔﻴﻦ .. ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺑﻴﺘﻬﻢ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻟﻴﺴﻜﻨﻮﺍ ﺑﻴﺘﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﻣﺎ ﺇﻥ ﻟﺒﺜﺖ ﺃﻣﻬﻢ ﺳﻨﻪ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺑﻴﻨﻬﻢ .. ﺣﺘﻰ ﺗﻮﻓﺎﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ
ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻟﻠﻌﺰﺍﺀ ...
ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺫﻫﺐ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺬﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﻋﻦ ﺃﻣﻪ ﻭﻓﺠﺄﺓ
ﺗﺬﻛﺮ ﺃﺧﺎﻫﻢ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺃﻥ ﺃﻣﻪ ﻗﺪ ﻭﺿﻌﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺋﻂ ﻣﻨﺰﻟﻬﻢ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ !....
ﻓﺎﺧﺒﺮ ﺃﺧﻮﺗﻪ ﻓﻬﺮﻋﻮﺍ ﻣﺴﺮﻋﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻧﻈﺮ
ﺍﻻﺑﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﻭﺍﻟﺘﻘﻂ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻠﻖ ﻓﺘﺤﺔ ﺍﻟﺸﻖ ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﻭﺟﺪ
ﻭﺭﻗﺔ ﺑﺎﻟﺪﺍﺧﻞ ﻓﺴﺤﺒﻬﺎ ...
ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻟﺒﻴﺖ ﻳﻬﺘﺰ ﺑﻘﻮﺓ .... ﻓﺨﺎﻑ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﻘﻂ ﺍﻟﺒﻴﺖ
ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﺎﺑﺘﻌﺪﻭﺍ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ .. ﻓﻮﻗﻊ ﺍﻟﺒﻴﺖ ...
ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺣﻞ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ....
ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﻢ ﺍﻻﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ... ﻛﻴﻒ ﺑﺬﻟﻚ ﻳﺤﺪﺙ .... ؟ !
ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻫﻞ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﻣﻌﻚ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ؟
ﺇﺟﺎﺑﺔ : ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﺍﻓﺘﺤﻬﺎ ﺍﻓﺘﺤﻬﺎ !!!...
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺘﺤﻬﺎ .....ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺘﻪ ﺍﻟﻤﺮﺍﺓ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ
ﻓﻠﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﺇﻻ ﺑﻀﻊ ﻛﻠﻤﺎﺕ ..
ﻭﻫﻲ ( ﺃﺻﻤﺪ ﺑﺈﺫﻥ ﺭَﺑﻚ )
ﻳﺎﻩ ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭﻣﺎ ﺃﺭﻭﻉ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﻣﺎ ﺍﺻﺪﻕ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ...
ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﺮﺣﻢ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻬﻢ ﻭﻋﺮﻓﻮﺍ ﺁﺧﺮ ﺩﺭﺱ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺘﻬﻢ ﺇﻳﺎﻩ ﺑﻌﺪ
ﻭﻓﺎﺗﻬﺎ
ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺜﻘﻮﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺣﻖ ﺛﻘﺔ ﻭﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺛﻘﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺴﻴﺮ ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺧﻴﺮ ﻟﻬﻢ
ﺍﺷﺮﺍﻗﺔ :
ﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺃﻣﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﻏﻔﻠﻨﺎ ﻋﻨﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً .. ﻓﻤﺎ ﺃﺣﻮﺟﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺜﻘﺔ ..ﻟﻨﻌﻴﺪ ﺑﻬﺎ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺭ ..
مودتي