القوات العراقية تبذل جهودا عسكرية وأمنية لضمان أمن مراسم عاشوراءNovember 2, 2014
بغداد- (أ ف ب): دفعت السلطات العراقية مع اقتراب ذكرى عاشوراء بحشد من قواتها العسكرية بهدف “تطهير” مناطق جنوب بغداد لتأمين طريق الزوار الشيعة الى مدينة كربلاء المقدسة، وتعتزم نشر عشرات آلاف رجال الامن لمحاولة حمايتهم هذه السنة من الخطر المتزايد الذي يمثله تنظيم “الدولة الاسلامية”.وتأمل السلطات أن يحول ذلك دون تكرار التفجيرات الدموية التي أودت بحياة مئات الزوار خلال الاعوام الماضية، لا سيما عبر الهجمات الانتحارية.وشكلت استعادة جرف الصخر وهي منطقة زراعية ممتدة على مساحة نحو 200 كلم بين محافظات بغداد وبابل (جنوب) والانبار (غرب) وقريبة من الطريق بين بغداد وكربلاء، محورا اساسيا في هذه الخطط. ويستخدم هذه الطريق مئات آلاف الشيعة لزيارة مرقد الامام الحسين في كربلاء.ويقول قائد عمليات الفرات الاوسط الفريق الركن عثمان الغانمي في تصريحات للصحافيين، ان جرف الصخر “كانت وكرا من اوكار الارهابيين لتفخيخ السيارات وتصنيع العبوات التي تستهدف كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) والحلة (95 كلم جنوب العاصمة) في موسم الزيارات الكبيرة”.اضاف ان “تحريرها ساعدنا في تنفيذ الخطة الامنية هذا العام خلال ايام محرم الحرام وزيارة يوم العاشر”، مؤكدا أن “الطريق الرابط بين بغداد وكربلاء (…) بات اكثر امانا في هذه الزيارة”.ويقول ضابط برتبة عقيد في وزارة الداخلية العراقية لوكالة فرانس برس ان “تطهير جرف الصخر (…) يؤمن حماية اضافية للزوار”، اذ ان “طريق الحلة جرف الصخر هو الطريق الوحيد للزوار الى كربلاء”.وبدأ الشيعة في العراق احياء مراسم شهر محرم الأحد الماضي، على أن تتوج الثلاثاء بمسيرات ضخمة داخل بغداد وكربلاء احياء لذكرى مقتل الامام الحسين، ثالث الائمة المعصومين. وتبلغ المراسم ذروتها في أربعين الامام بمسيرة ضخمة تضم مئات الآلاف، من بغداد إلى كربلاء.وغالبا ما تعرض الشيعة لهجمات دامية خلال محرم وذكرى عاشوراء. وقتل العشرات من الزوار العام الماضي بسلسلة تفجيرات غالبيتها انتحارية، استهدفت المواكب العاشورائية وخيم العزاء في العاصمة ومناطق اخرى.وفي حين تبقى غالبية هذه الهجمات من دون تبن رسمي، يعتقد ان معظمها، لا سيما الانتحارية منها، يقف خلفها عناصر متطرفون من تنظيم “الدولة الاسلامية”.ومنذ هجومه الكاسح في حزيران/ يونيو، تمكن هذا التنظيم الذي عرف سابقا باسم “دولة العراق الاسلامية” ولاحقا “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، من السيطرة على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، بعضها على مقربة من العاصمة.وتوعد التنظيم اثر الهجوم بمواصلة “الزحف” نحو بغداد وكربلاء، وتمكن عناصره في الاسابيع الماضية من تحقيق تقدم اضافي في محافظة الانبار (غرب)، رغم الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.ويقول العقيد في وزارة الداخلية ان “مستوى الخطر أعلى من السنوات الماضية. في السابق كان ثمة ارهاب، الا انه لم يصل إلى هذه الدرجة”.ويضيف عميد في قيادة عمليات الفرات الاوسط لفرانس برس ان “الخطورة (…) هي حاليا اكثر من قبل. التهديد أكبر والتخطيط كان بحسب ما يتعرض له العراق”.وتابع هذا العميد الذي فضل عدم كشف اسمه ان “خطورة التهديد وكيان داعش (الاسم الذي يعرف به تنظيم “الدولة الاسلامية”) الارهابي، تجعل القطاعات الامنية تبذل المزيد” من الجهود لحماية المؤمنين الشيعة خلال هذه الفترة.وفي دلالة على هذا الخطر، قتل اكثر من عشرين شخصا السبت في تفجير بشاحنة مفخخة عند نقطة تفتيش رئيسية في منطقة الدورة عند المدخل الجنوبي لبغداد، والواقعة على طريق الزوار إلى كربلاء. كما قتل عشرة آخرون على الاقل في تفجير سيارة مفخخة أمام خيمة عزاء حسينية في شرق العاصمة.وقال الفريق الركن عثمان الغانمي ان “خطة محرم الحرام يشترك فيها اكثر من 25 الف عنصر من الجيش والشرطة، اضافة الى 1500 مئة متطوع من الحشد الشعبي”، في اشارة الى المجموعات المسلحة الشيعية التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية ضد “الدولة الاسلامية”. وسينتشر هؤلاء العناصر في كربلاء وعلى الطريق اليها من بغداد.اضاف ان “الاعداد كبيرة هذا العام لكون التهديدات الارهابية كبيرة على العراق، والمعركة معركة اثبات وجود بيينا وبين عصابات داعش”.وسينتشر هؤلاء العناصر مدعومين بأجهزة لكشف المتفجرات على الطريق بين بغداد وكربلاء، وفي داخل المدينة التي تشهد تجمعات ضخمة خلال محرم. وتعرضت كربلاء واطرافها لتفجير أربع سيارات مفخخة في 20 تشرين الاول/ اكتوبر، ما ادى الى مقتل شخصين على الاقل.في بغداد، ستعزز القوات الامنية المنتشرة اساسا بأعداد كبيرة، اجراءاتها عبر الدفع “بعناصر من الاجهزة الامنية بملابس مدنية” لرصد محاولات التفجير الانتحارية وسط المواكب العاشورائية، بحسب العقيد في الداخلية.وفي حين لم يكشف العقيد عدد العناصر الذين سيتولون تأمين المراسم اكد ان الرقم سيكون “أعلى” من 2013، حين قارب العدد 30 ألف عنصر.رغم ذلك، تبقى الهجمات المحتملة عامل قلق. ويقول العقيد “اغلب التفجيرات هذه السنة نفذها انتحاريون، وهذا يصعب السيطرة عليه”.