سناه بين الغبارِ إذ شد بهم برقا
يطوي الجيوش كسهم بينهم مرقا
إذ ما لاقى كتيبةً أرخى العنان
وراح يبتر الاعضاء والهام يفلقا
بينه وبين النهر جيوشاً تسمرت
ظنوا بكثرتهم يرعب الطود ويقلقا
باسم الثغر حين أذنت له الحربِ
بسيفه فتح الجحيم وللجنة باباً أغلقا
أخذ يُفتي لهم الوضوء بالطلِ حلال
فغاص ببحرٍ من الدمِ والموتِ خنقا
عدَ الموت قتلاهم وتكاثرت الاسراب
وكثيرا ما تعب الموت بالقتلِ وارهقا
صرخ الموت يا عباس أمهلني لراحةٍ
اليوم نروي البطولة أشلاءٍ منهم ومزقا
اليوم نكتبُ للثوارِ منهجاً وللاحرار نورا
وكيف يكون إلاباءُ لحناً بالعقولِ يطرقا
نحن فتيةً أمنوا باللهِ لانهاب فيه الموت
وعلى خدِ محبينا سيشق الدمع طرقا
يتلونا في كل آنٍ وكأننا ألانفاس لهم
ونحابيهم بعشق والهةٍ إذ شد لنا اللقى
سأرسم الموت بسمةً تعلو الشفاه لهم
ويرسمون معانٍ من الحب لنا صادقا
وتشهدُ لهم كيف الاكفِ للزيارة تقطعُ
ومعوزٍ بلا مالٍ يبيع الغالي لإجلنا وينفقا
هكذا الطف يا سامع فأعرف من محبوه
بهم الشوق علا وعلا بالروح حبا وطفقا
-------------------------------------
للشاعر عقيل العراقي