حوار بين العباءة الزينبية والعباءة الحديثة
العباءة الحديثة:
أيتها البالية ويا بقية القرون الخالية, أما آن لك أن ترحلي عنا لم نعد نطيقك فقد مللناك, جرفتك الموضة إلى بئر عميق وواد سحيق..عزفت عنك النساء فليس فيك إغراء.
العباءة المحتشمة:
تسمي نفسك حديثة وأنت دعية خبيثة, دستك بيننا أيد خبيثة جعلتك لشهواتها مطية, أنزلوك عن الرؤوس إلى الأكتاف ثم جعلوك من قماش شفاف وقالوا..لا..، خير ما دام في القلب عفاف.
العباءة الحديثة:
أما أنت فلم نعد نراك إلا على رؤوس العجائز أو ظهور الجنائز, هجرك بنات هذا الزمان الريان ذوات العقد الفتان والحذاء الرنان, لا مكان لك في عصر الحرية إنك رمز الرجعية وعنوان الهمجية .
العباءة المحتشمة:
يا خبيثة نقشوا منك الأكمام وزينوك من الأمام، جعلوك في أيديهم ألعوبة وفي كل يوم لك أعجوبة, فلست ستراً لكل حِسَان بل أنت فتنة هذا الزمان ورمز للفسوق والعصيان. يا داعية السفور وبريد الفجور يا لعنة كل العصور، حامت حولك العيون وطمع فيك كل مفتون.
العباءة الحديثة:
تضحك ها قد طرقت كل باب ولبستني كل كعاب فسحرت الشباب وسلبت الألباب ضيقت عليك الخناق, فكسدت في الأسواق.
العباءة المحتشمة:
يا لعينة كم هتكت للبيوت من ستر، وجررت للخزي من حر، كم أهجتِ من عِبَر، وغرزت من إبر، وكسرت من جر. زرعت فينا الإسفاف، وقوضت أركان العفاف يا فتنة عصية يا شر بلية، تزعمين أنك عصرية وترمزين للحرية ستعلمين غداً إذا نزعوك بالكلية فليس في حريتهم عباءة، إنما هي عريّ ودناءة.
العباءة الحديثة:
يا بالية غداً أراك تقبرين وإلى غير رجعة ترحلين فمصيرك في هذا الزمان الفناء فعبثاً تحاولين البقاء يا لون الخنفساء يا شكل الخباء.
العباءة المحتشمة:
وأنت لا شكلك المحبوك ولا سترك المهتوك يرضي لهم أي صعلوك وسيجرفك سيل الحضارة ليجعل مكانك نضارة, تقي شعاع الشمس وتصبحين حديث الأمس .. هذا حالك مع أصحابك، أما أصحابي فلا يرضون سواي بدلاً ولا يرضون عني حولاً.
العباءة الحديثة:
يا قديمة ليس فيك من الذوق لمسة ولا من السحر همسة, ألا ترين تعدد ألواني وأنواعي وإقبال البنات على إغرائي وإبداعي؟!!
العباءة المحتشمة:
أتعيرنني بأني كاسده وأنا حجاب كل عابدة، أما أنتِ صممتك أفكار الشيطان فأبعدتك عن هدي القرآن. أنت بنت دور الأزياء وأنا وليدة عصر النقاء.
العباءة الحديثة:
أرى أن لابِسَتِك تجرك جراً وتزيدها من الحر حراً وتضيفين إلى عمرها من السنين عشراً.
العباءة المحتشمة:
تقولين أني أجر جراً هل غاب عنك الحديث " يرخين شبراً " وتشتكين الحر والله تعالى يقول :{ِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً}
العباءة الحديثة:
أرضيت كل الأذواق وكشفت جمال الأعناق، أظهرت سحر الأرداف، وكشفت حسن الأطراف. أبديت المليح وسترت القبيح فلو لبستني قردة أصبحت كالوردة.
العباءة المحتشمة:
أنت في شرعنا حرام وليس لك بيننا مقام وأن تسابقت إليك الفتيات كما إلى النار الفراشات.
العباءة الحديثة:
لا تعجبي غداً إن تركوك أو حتى مزقوك لأن بقاءك محال ولا تصلحين على أية حال فارحلي بسلام أو انتظري الموت الزؤام.
العباءة المحتشمة:
إنك زيف باطل لا محالة زائل يا شكل الغراب يا أحقر من الذباب يا فريسة سهلة للذئاب لو كان الأمر بيدي أحرقتك وفي النيران سعرتك فاعرفي قدرك أراني الله عن قريب قبرك.
منقول