Wednesday, January, 25, 2012
رسميا: الذكورة وراء كل العنف في العالم
وفقا لبحث علمي يستند على النشوء والتطور وسط الأجناس
العنف واحد... من المشجعين الى الجنود
لا يخفى على العين أن الصراعات والعنف ظلا بضاعة رجالية على مر العصور.
والآن فإن بحثا جديدا يثبت هذا وينظر في الخلفيات التي أدت لأن يكون الذكر شرسا على ذلك النحو وفي مقابله الأنثى جسرا للسلم والإلفة.
معظم الصراعات في العالم، من أصغرها إلى أكبرها... من اشتباكات الغوغاء في مدرجات ملاعب كرة القدم الى الجنود الذين يقتلون بعضهم بعضا في جبهات معارك والحروب، إنما هي نتاج مباشر لطبيعة الذكور وسط البشر.
هذه هي خلاصة بحث نفسي مكثف توصل الى أن نشوء الإنسان الذكر وتطوره البيولوجي أوصله الى أن يكون عدائيا بالفطرة إزاء الغرباء. وهذا توجه يجد جذوره في نوع الصراعات التي صارت النسيج الذي تتألف منه التجمعات القبلية.
وتبعا للبحث فقد قد وصل الذكور الى هذا الحال نتيجة ما يعرف باسم «الاتنقاء الطبيعي»، الناتج بدوره عن التنافس على والأرض والإناث والمكانة. ويتبدى هذا الأمر في أمتنا الحديثة هذه في مظاهر عدة تشمل التنافس والتناحر بين مشجعي الأندية الرياضية والعصابات والأتباع الأديان والطوائف الدينية والدول والأمم.
ويقول الباحثون إن الإناث - في الجهة المقابلة - نشأن وتطورن على نقيض الذكور فصرن يجنحن الى السلم وحل النزاعات بالتفاهم والتراضي. وفي ناموس الطبيعة، وفقا للدراسة، فقد اختارهن «الانتقاء الطبيعي» لمد جسور الصداقة والإلفة ورعاية أطفالهن وحمايتهم من أشياء تشمل عنف الذكور أنفسهم.
وفي ورقة على جورنال «فيليسوفيكال ترانسآكشنز» الذي تصدره جمعية «رويال سوسايتي بي» البريطانية يقول البروفيسير مارك فان فوت، من معهد أنثروبولوجيا المعرفة والنشوء والتطور بجامعة اوكسفورد: «لا تزال البشرية تبحث عن وسيلة لتفادي الصراعات في المقام الأول. وقد يكون أحد الأسباب في هذا هو اننا نجد أن تغيير طريقة تفكيرنا جد عسير علينا لأن هذا ظل ديدننا على مر آلاف السنين».
ويأتي في البحث، الذي يدعم مفهوم «الإنسان باعتباره محاربا طبيعيا»، أن الذكور في كل الثقافات وعلى مر عصور التاريخ «سعوا لتحقيق مطالبهم عبر العنف. وهم يفضلون إسناد ذلك الى البنيات الاجتماعية الهرمية ولذا فإن ولاءهم لها يكون أقوى وأشرس كثيرا منه لدى الإناث».
وعلى مستوى القاعدة وفرت القبيلة أفضل معين للرجال كمجموعة للحصول على أكبر عدد مممكن من النساء لغرض الإنجاب والتكاثر كما يقول فان فوت. ويضيف هذا العالم قوله: «هذا المسلك نفسه نراه واضحا وسط قرود الشمبانزي».
ويضيف قائلا: «على سبيل المثال تجد أن ذكور الشمبانزي تراقب حدود رقعتها الجغرافية بشكل متصل. فإذا ضلت أنثى من مجموعة أخرى الطريق اليها فعل هؤلاء الذكور كل ما بوسعهم لإقناعها في البقاء معهم. أما إذا كان من ضل الطريق ذكرا من مجموعة الأنثى نفسها، تعرض لخطر الاعتداء الوحشي عليه وهذا إذا أسعفه الحظ من المصير الأسوأ وهو القتل».