الذبح العظيم والإمام الحسين عليه السلام

في حديث عن الإمام الرضا عليه السّلام
في قوله تعالى: وفَدَيناه بذِبحٍ عظيم
قال: بكبشٍ أملح... كان يرتع قبل ذلك في رياض الجنّة أربعين عاماً، وما خرج من رَحِم أنثى قطّ، وإنّما قال الله جلَّ وعزّ له: «كُن» فكان، ليفتدي به إسماعيل، فكُلُّ ما يُذبح بمِنى فهو فديةٌ لإسماعيل إلى يوم القيامة
وصف الله عز وجل هذا الذبح بالعظيم دليلاً على بطلان كونه الغاية هو الكبش ، فإنَّ الكبش لا عظمة فيه في نفسه ، وظاهر الآية أنَّ العظيمَ وصفٌ يرجع إلى ذات المفدَّى به
وفي حديث آخر عن الإمام الرضا عليه السّلام أنّ إبراهيم عليه السّلام تمنّى أنّه لم يُؤمَر بذبح الكبش مكان ولده، ليستحقّ بفجيعته بولده وصبره على مصابه به أرفع درجات الثواب، فأوحى الله تعالى إليه: «أذَبْحُ وَلَدِ حبيبي محمّد صلّى الله عليه وآله أوجَعُ لقلبك أو ذَبح ولدك بيدك في طاعتي ؟ قال: يا ربّ، بل ذبح ولده على أيدي أعدائه أوجَعُ لقلبي. فأوحى إليه أنّ طائفة تزعم أنّها من أمّة محمّد صلّى الله عليه وآله ستقتل الحسين عليه السّلام مِن بعده ظلماً وعدواناً كما يُذبح الكبش، فيستوجبون بذلك سخط الله. فجزع إبراهيم عليه السّلام لذلك وتوجّع، فأوحى الله تعالى إليه: قد فَدَيت جزعَك على ابنك إسماعيل لو ذبحتَه بيدك بجزعك على الحسين وقتله، وأوجبتُ لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب،
فذلك قول الله عزّ وجلّ: وفَدَيناهُ بذبْحٍ عظيم الصافات:107
و الآيات في هذه السورة تشير إلى حقيقة مهمة أخرى وهي أنّ هذا الحدث سيكون له نظير في الأمة الخاتمة وذلك في قوله تعالى (وتركنا عليه في الآخرين).اي امة محمد صلى الله عليه واله
وقد أكدّت سورة الفجر هذه الحقيقة في قوله :
وَالْفَجْرِ( 1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ (5) الى قوله تعالى يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)
فقوله: والفجر المراد به فجر يوم النحر وهو عاشر ذي الحجة الذي أراد إبراهيم فيه ذبح ابنه إسماعيل امتثالاً لأمر الله وهذا فجرٌ يستحق أن يُقسِمَ الله به وقوله وليال عشر الليالي العشر من أول ذي الحجة إلى عاشرها. وقوله والشفع والوتر يقسم الله هنا بالشفع والوتر والمراد بالوتر هو ذلك الحدث الفريد المتمثل بتقديم النبي إبراهيم عليه السلام ابنه إسماعيل عليه السلام للذبح في اليوم العاشر من ذي الحجة امتثالاً لأمر الله وهذا الحدث الوتر قد شفعه الله بحدثٍ نظير له وهذا الحدث النظير كما تشير إليه روايات أهل البيت هو ما حدث للنبي محمد صلى الله عليه وآله وحفيده الحسين عليه السلام لمااطلع الله نبيه في الرؤيا أنّ هناك قوم بعده سينزلون على منبره ويرجعون الناس عن الدين القهقرى
وهو ما يشير إليه قوله تعالى:
"وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا "(60))
فغمه صلى الله عليه وآله ضياع هذا الدين بعد كل تلك الجهود
فهبط عليه جبرئيل (عليه السلام)، فقال: يا رسول الله، ما لي أراك كئيبا، حزينا؟ قال: يا جبرئيل، إني رأيت بني امية في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي، و يضلون الناس عن الصراط القهقرى فقال: و الذي بعثك بالحق نبيا، إن هذا شيء ما اطلعت عليه. فعرج إلى السماء، فلم يلبث أن نزل عليه بآي من القرآن يؤنسه بها، قال:
أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ،وانزل عليه
إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
وجعل الله ليلة القدر لنبيه (صلى الله عليه و آله)، خيرا من ألف شهر، (ملك بني امية)».
ثم أطلع الله نبيه على أنه لا سبيل لحفظ هذا الدين إلاّ بتضحية كبرى وهذه التضحية تتمثل بأنّ يقدِّم ابنه الحسين عليه السلام للشهادة فقبل صلى الله عليه وآله ذلك ثم أطلع ابنه الحسين على الأمر فقبل بهذه التضحية فداءً لدين الله فكافئ الله الحسين عليه السلام بأن جعل الإمامة في ذريته
والنفس المطمئنة إنما يعني الحسين بن علي (عليهما السلام)، فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية و أصحابه من آل محمد (صلوات الله عليهم) الراضون عن الله يوم القيامة و هو راض عنهم، و هذه السورة (الفجر) نزلت في الحسين بن علي (عليهما السلام) و شيعته، و شيعة آل محمد خاصة،
فإذاً كما أنّ الله في الماضي قد فدى إسماعيل بذبح الذي هو الكبش فإنه سبحانه وتعالى في هذه المرة قد فدى دينه بذبح عظيم وهو الحسين عليه السلام
ولهذا قال الرسول الكريم حسين مني وانا من حسين
الحسين منى تفهم بلا عناء ولكن "انا منه" كيف تفسر ؟
"انا منه" تعنى انه لو لم يفدى الله سيدنا اسماعيل بالامام الحسين لمل كان النسل لسيدنا اسماعيل لأنه كان سيذبح وبالتالى لن يكون له نسل والنبى هو من ذلك النسل
اذا الذبح العظيم هو الامام الحسين (( علية الصلاة والسلام))
ولذلك كان النبى يقبل امامنا الحسين من رقبته
يا الله ما هذه العظمه التى عليها هذا الامام ...
اللهم العن من قتلة وظلمة
وارحمنا به واعتق رقابنا من النار به كما اعتقت رقبة سيدنا اسماعيل به
اللهم آمين