يتألف هذا الموضوع من محورين :
الأول عبارة عن مقدمة تمهيدية موجزة.
الثاني الدخول الى صلب الموضوع بذكر موجز عن صلاة الامام الحسين عليه السلام ، وماتتضمن من الدروس العظيمة ، والمعاني الجليلة.
مقدمة تمهيدية :
إن الشخص الذي يختاره الله تعالى لحمل رسالته للناس لابدّ أن يوكون متصفا بصفات الكمال ، وكذا الحال لأوصياء الأنبياء عليهم السلام ، وأنهم حكماء في كل تصرف يصدر منهم ، فإن سكناتهم وحركاتهم ، وكلامهم وصمتهم ، وقيامهم وجلوسهم ، كلها بحسبان ووفق موازين الحكمة .
ولاسيّما الامام الحسين عليه السلام الذي هو أحد الائمة الاثني عشر، ومن الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فإن جميع الأفعال التي تصدر منه يجدها الباحث مليئة بالحكمة البالغة ، ولاسيما اصراره على أداء الصلاة يوم العاشر في رشق سهام الأعداء.
ومن هنا يطرح السؤال نفسه ماهي دروس الحكمة من اصرار الامام الحسين عليه السلام على اداء فريضة الصلاة رغم الظروف التي لامثيل ولانظير لها في؟؟
فقال الراوي حينما حضر وقت صلاة الظهرقال ابو تمامة الصيداوى للحسين عليه السلام:
يا ابا عبدالله نفسى لنفسك الفداء هؤلاء اقتربوا منك لا والله لا تقتل حتى اقتل دونك واحب ان القى الله ربى وقد صليت هذه الصلاة
فرفع الحسين عليه السلام راسه الى السماء وقال :
(ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين , نعم هذا اول وقتها )
ثم قال : (سلوهم ان يكفو عنا حتى نصلي ) ففعلوا .
فقال لهم الحصين بن نمير : انها لا تقبل , فقال حبيب ابن مظاهر :
زعمت ان لاتقبل الصلاة من آل رسول لله صلى الله عليه وآله وانصارهم وتقبل منك ؟!
فحمل عليه الحصين و حمل عليه حبيب فضرب حبيب وجه فرسه بالسيف فشب به الفرس ووقع عنه الحصين فستنقذه اصحابه وشدوا على حبيب فقتل رجالا منهم .
وقال الحسين عليه السلام لزهير بن القين وسعيد بن عبد الله الحنفي : ( تقدما امامي حتى اصلي الظهر).
فتقدم امامه في نحو من نصف من اصحابه حتى صلى صلاة الخوف فوصل الى الحسين عليه السلام سهم .
فتقدم سعيد بن عبد الله الحنفي ووقف يقيه من النبال بنفسه وما زال يرمى بالنبل حتى سقط الى الارض وهو يقول : اللهم العنهم لعن عاد وثمود , اللهم ابلغ نبيك عني السلام وابلغه مالقيت من الم الجراح فاني اردت ثوابك في نصرة ذرية نبيك .
وفي رواية : انه قال : اللهم لايعجزك شيء تريده فابلغ محمدا نصرتي و دفعي عن الحسين وارزقني مرافقته في دار الخلود ثم قضى نحبه (رضوان الله عليه) فوجد فيه ثلاثة عشر سهما سوى ما به من ضرب السيوف و طعن الرماح .
نعم هكذا صلى امامنا المعصوم عليه السلام لغريب العطشان صلاة الظهر يوم عاشوراء برشق السهام .
وأقول : من هنا كان اصرار الامام الحسين عليه السلام يحمل بين طياته الدروس الكبيرة والحكم العظيمة :
الاول : الاصرار على أداء شعائر الله وأنها من تقوى القلوب ، قاصدا بها رضى الله تعالى وان استهزء بها المستهزؤون.
الثاني : المحافظة على أداء الصلاة في وقتها ، والمحافظة على حدودها وواجباتها.
الثالث : أيصال رسالة للأجيال المؤمنة أنه ليس بين الكفر والايمان سوى ترك الصلاة .
الرابع : أن إقامة الصلاة هي أهد أهم أهداف نهضة الامام الحسين عليه السلام ، وقد ورد في زيارة وارث العبارة ( أشهد أنك أقمت الصلاة ) ، فبجهاده وتاكيده على الصلاة قد بث روح أقامة الصلاة في قلوب المؤمنين.
الخامس : أن اقامة الصلاة يعني إنتصار النبي الاكرم صلى الله عليه واله ، وانتصار ثورة الامام الحسين عليه السلام ، لأن الصلاة يتقدمها الأذان ، والأذان يتضمن عبارة ( لا إله إلّا الله) وهي تعني نسف عقيدة ابي سفيان جد يزيد لأن معبودهم كان هو الوثن، ونسف عقيدة أبيه معاوية ، وبالتالي انتصار العقيدة المحمدية العلوية ، عقيدة التوحيد ، على عقيدة الأوثان ، وكما أن عبارة ( أشهد أن محمدا رسول الله ) تعني إنتصار رأس الاسلام وهو النبي الأكرم صلى الله عليه واله جد الامام الحسين عليه السلام ، على رأس الشرك والإلحاد ابي سفيان جد يزيد لعنهما الله .
منقول
رد مع اقتباس