صفحة 1 من 11 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 102
الموضوع:

موسوعة... كربلاء الخلود

الزوار من محركات البحث: 346 المشاهدات : 7685 الردود: 101
الموضوع حصري
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    ....
    sajaya ruh
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الدولة: #ـــالعراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 25,847 المواضيع: 643
    صوتيات: 40 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 41412
    مزاجي: يبحث عن وطن
    أكلتي المفضلة: لا شيء معين
    مقالات المدونة: 46

    موسوعة... كربلاء الخلود

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    اللهم صلى على محمد وأل محمد


    عظم الله أجوركم بمصاب سيد الشهداء ووأرث علم الأنبياء الأمام الحسين (ع) وجمة من أهل بيته وأصحابة الأوفياء


    اليوم أفتتح هذه الموسوعة


    تشمل كل ما يخص الثوره الحسينيه الخالدة وما جرى في كربلاء من رزايا ومصائب


    الموسوعة حره لي ولكم كل من يود المشاركة بخصوص هذه الثورة أهلا به


    سائلين الله التوفيق
    وشفاعة أهل البيت يوم الورود
    تحياتي

  2. #2
    ....
    sajaya ruh

    اهداف ثورة الامام الحسين (عليه السلام )


    ان ثورة الامام الحسين عليه السلام ثورة ربانية اريد لها الدوام مدى الحياة ولجميع العصور حتى تنهل الاجيال من معينها القيم والاخلاق والوعي والنبل والعنفوان في كل زمان ومكان لما تحمل في طياتها من دروس رفيعة.

    وقد ذكرت لثورة الامام الحسين عليه السلام عدة اهداف منها:

    الاول : الامر بالمعروف والنهي عن المنكر:

    وهذا مستفاد من قوله عليه السلام اني لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وانما خرجت لطلب الاطلاح في امة جدي اريد ان امر بالمعروف وانهي عن المنكر البحارج44ص329.

    ملحوظة : المعروف والمنكر لا يختص بالمعروف والمنكر الفردي بل يشمل المعروف الاجتماعي والاقتصادي والعقائدي والفكري والسياسي وما الى ذلك.

    الثاني : الاعتراض على الخلافة الفاسدة الغاصبة :

    بمعنى انه عليه السلام الاحق بالخلافة من يزيد شارب الخمر وهذا مستفاد من قوله عليه السلام للوليد بن عقبة والي يزيد على المدينة حينما دعاه الى مبايعة يزيد فقال عليه السلام : انا اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحل الرحمة بنا فتح الله وبنا يختم ويزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل للنفس المحترمة معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون اينا احق بالبيعة والخلافة البحارج44ص425.

    وقال في موضع اخر لمروان بن الحكم حينما اشار عليه بالبيعة ليزيد : انا لله وانا اليه راجعون وعلى الاسلام السلام اذ قد بليت الامة براع مثل يزيد المصدر السابق.

    لهذا خرج الحسين عليه السلام كي يفضح تلك الخلافة الفاسدة لانه ابن الشريعة وسبط الرسول الاعظم صلى الله عليه واله واخر اصحاب الكساء ومن اهل البيت عليهم السلام .

    الثالث: مبايعة اهل الكوفة له وارسالهم الكتب اليه لان الامام اذا حصل على العدة والعدد وجب عليه القيام لذا قال امير المؤمنين عليه السلام : أما والذي فلق الحبة . وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر . وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لالقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها . ولالفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز .

    الرابع : هو الدفاع عن عياله وحرمه وهذا مستفاد من قوله يوم عاشوراء : الا فان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة .

    ولكن في الواقع هذا ليس سببا لنهضته عليه السلام لانه قاله في اخر يوم من ايام حياته فكيف يكون هو السبب لنهضته عليه السلام فهذا بيعد جدا جدا.
    الخامس : هو اقامة الامامة الاهية والحكومة العادة وحيث ان اقامة الدين والشريعة يحتاج الى دولة قام صلوات الله عليه ليكون الدولة التي تقيم الدين الحنيف والقيم الربانية .


    السادس : اعادة العنفوان والحمية في نفوس الامة حيث ان الامة قد اصيبت في تلك الفترة بسبب سياسة معاوية وظلمه وبطشه بالخنوع فاراد عليه السلام ان يذكرها بكرامتها السابقة وجهادها وانها امة لا تخضع ولا تعرف الخنوع للطغاة وفعلا ثورة الامام الحسين عليه السلام جعلت من الحكومات التي جاءت بعدها كالسفينة الصغيرة وسط امواج عاتيه ومن طالع التاريخ يعرف عدد الثورات التي خرجت بعد ثورة الامام الحسين عليه السلام وكلها كانت تنادي باسمه واسم ثورته .
    هذا واستطيع القول ان كل ما ذكر من اهادف هي مصاديق وافراد فثورته عليه السلام تشمل جميع ما ذكر وغيرها الكثير .


    الشيخ رائد الزركاني

  3. #3
    مِلح الناصرية
    تاريخ التسجيل: February-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 17,949 المواضيع: 310
    صوتيات: 6 سوالف عراقية: 3
    التقييم: 11116
    مقالات المدونة: 79
    اللهم يوفقج
    ان شاء الله نكون من المتابعيين والمشاركين


  4. #4
    ....
    sajaya ruh

    لماذا خرج الإمام الحسين (عليه السلام) من مكة إلى كربلاء المقدسة مع علمه باستشهاده فيه




    مكة المكرمة كانت محطة وليست هدفا:

    حين غادر الإمام الحسين مدينة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى مدينة مكة لم يكن مطلقاً يفكر في اتخاذها مستقراً لإقامته، انما أراد أن يتخذها محطة يتوقف فيها مدة من الزمن، ثم يواصل بعدها المسير إلى العراق، وحين وصل الإمام الحسين إلى مدينة مكة وأقام إلى جوار بيت الله الحرام، زاره كثير من الصحابة والتابعين وطلبوا منه الإقامة في هذه المدينة.

    لو بقي الإمام الحسين (عليه السلام) لاغتاله الأمويون في مكة:

    وفي خلال إقامته في مدينة مكة لم تنقطع عنه وفود أهل الكوفة وهي تدعوه إلى القدوم إلى العراق، ولم يكن الإمام راغباً في البقاء في مدينة مكة، لأنه يعرف نوايا الأمويين وخططهم لقتله وقد أعدوا العدة لذلك، وجعلوا توقيتها في موسم الحج.

    وقد فوت الإمام هذه الفرصة عليهم بخروجه قبل وقت التنفيذ في الثامن من ذي الحجة سنة (60هـ) بالرغم من معارضة عدد كبير من الصحابة والتابعين وبني هاشم لهذا الخروج، ويبدو أن الإمام قد حسم أمره واتخذ قراره بالرحيل إلى العراق حيث المكان الموعود.

    الإمام الحسين (عليه السلام) يخرج من مكة حفاظا على حرمتها:

    فخرج لأنه لا يريد أن يكون سبباً في انتهاك حرمة هذه المدينة وبيت الله الحرام، ولهذا أجاب عبد الله بن الزبير حين قال له: لو أقمت في الحجاز ثم طلبت هذا الأمر لما خالفت عليك «إن أبي حدثني أن لها كبشاً به تستحل حرمتها وما أُحب أن أكون أنا ذلك الكبش» (الكامل في التاريخ 4 / 381).

    ويبدو مما تقدم أن الإمام كان يعرف أن الأمويين سوف يطلبونه ولن يتركوه حياً على كل حال وفي اي مكان، وقد أكد ذلك في قوله لابن عباس: «والله لا يدعونني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي، فإذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم من يذلهم» (الإمام الحسين شمس لن تغيب / 39).

    لم يكن أهل مكة ممن يتولى أهل البيت (عليهم السلام):

    وفضلاً عما تقدم من الأسباب التي دعت الإمام إلى الخروج من مكة، فهو يعرف أن بيئة مكة غير ملائمة لاتخاذها مكاناً لثورته ضد الحكم الأموي لأن أكثر الموجودين فيها لم يكن هواهم مع الإمام الحسين وفيهم من يميل إلى الأمويين، وقد أثبتت الأيام فيما بعد دقة نظر الإمام الحسـين في هذا الأمر، فقد أعلن عبد الله بن الزبير ثورته ضد الأمويين منها وانتهت نهايتها المعروفة، وانتهكت حرمة بيت الله. وفي ضوء ما تقدم لم تكن مدينة مكة ملائمة لثورة الإمام الحسين ولكنه أرادها أن تكون المنطلق الأول لإعلان ثورته على حكم يزيد بن معاوية الذي خرج على تعاليم الدين الإسلامي وأقام حكماً ظالماً لا يقوم على مبادئ الإسلام وسنة الرسول (صلى الله عليه وآله).

    ماذا نستوحي من خروجه (عليه السلام) في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة:

    لقد خرج الإمام من مدينة مكة في اليوم الثامن من ذي الحجة واختيار هذا اليوم له دلالتان:

    1 . اختار هذا اليوم ليتفادى ما يدبره الامويون من محاولة لاغتياله، وقد انتدبوا لذلك عمرو بن سعيد الأشدق، الذي فاجأه خروج الإمام الحسين وأفشل خطته، ولم تفلح كل محاولاته في منع الإمام الحسين من الخروج.

    2 . إن هذا اليوم هو اليوم الذي يفيض فيه حجاج بيت الله الحرام إلى عرفات وفي هذا اليوم يعلن الإمام سخطه وثورته على حكم يزيد، وهذا الخروج يمثل رسالة ثائرة إلى كل بقاع البلاد الإسلامية في العالم وبذلك استطاع أن يوصل إعلان ثورته إلى كل بقاع الدنيا.

    انطلاقه (عليه السلام) إلى الكوفة:

    وينطلق ركب الإمام الحسين من مكة باتجاه العراق مصبحاً ومعه أهل بيته وأنصاره في اليوم الثامن من ذي الحجة قاصداً مدينة الكوفة التي وعد أهلها بالقدوم إلى بلدهم وقد سبقه إليها ابن عمه مسلم بن عقيل الذي أخبره بإجماع الناس في الكوفة على بيعته والدفاع عنه.

    انقلاب الكوفة على مسلم بن عقيل (عليه السلام):

    ويبدو أن الأمور في الكوفة لم تستمر كما وجدها مسلم بن عقيل وأخبر الحسين بتفاصيلها، ذلك أن الأمور سرعان ما تغيرت فيها، فقد كتب بعض أهلها إلى يزيد يخبرونه أن واليها النعمان بن بشير الأنصاري ضعيف ولا قدرة لديه في مواجهة ما يجري ويطالبون بعزله، كما أخبروه باجتماع الناس حول مسلم بن عقيل رسول الإمام الحسين إلى أهل الكوفة، ونقلوا إليه خبر قدوم الإمام الحسين إلى العراق، وطلبوا منه إرسال والٍ قوي بدلاً من النعمان بن بشير، ويستجيب يزيد لهذا الطلب ويقع اختياره على عبيد الله بن زياد ليكون والياً على الكوفة بدلاً من النعمان بن بشير، ويدخل عبيد الله بن زياد الكوفة متنكراً ويدخل مسجدها ويلقي فيه خطبته المشهورة بالبتراء التي توعد فيها وهدد كل من يخالف أمره، واستعمل مع أهلها أساليب مختلفة لتغيير أفكارهم وصرفهم عن بيعة الإمام الحسين بالتهديد حيناً وبالترغيب والخداع حيناً آخر، وتنجح خطته في صرف الناس عن بيعة الحسين، وسرت بينهم الشائعات التي تضعف العزائم وتغير الأفكار، وصار لسان حالهم يقول: ما لنا والدخول بين السلاطين، ويبدأ الناس بالانصراف عن بيعة الإمام الحسين، ويجد مسلم بن عقيل نفسه وحيداً ومطلوباً وقد تفرق عنه الأتباع، ويدخل دار هاني بن عروة وهو من أنصار أهل البيت في الكوفة، وتتسارع الأحداث في هذه المدينة حتى تنتهي بمعركة غير متكافئة تنتهي بمقتل مسلم بن عقيل وقبله هاني بن عروة وهماً من أوائل الشهداء في طريق الثورة الحسينية، وهكذا تغير حال الناس في مدينة الكوفة، وبدأ عبيد الله بن زياد بعد مقتل مسلم بإعداد العدة لقتال الإمام الحسين الذي دخل أرض العراق مع أهل بيته وأنصاره، ويلقي القبض على قيس بن مسهر الصيداوي رسول الإمام الحسين إلى أهل الكوفة ويضرب عنقه، وهكذا حدثت في هذه المدينة ردة غيرت أفكار أهلها خوفاً وطمعاً، وكان هذا أول تحد يواجه الإمام الحسين في مسيره إلى العراق ويواجه ثورته ضد الظلم والانحراف.

    موقف الإمام الحسين (عليه السلام) من هذا الانقلاب:

    ويدخل الإمام أرض العراق وهو لا يعلم بما جرى في الكوفة حتى لقي هلال بن نافع وعمرو بن خالد فأخبراه بمقتل مسلم وهاني وانقلاب الناس في هذه المدينة، وقد أجابا حين سألهما عن حال الناس بقولهما: «أما الأغنياء فقلوبهم مع ابن زياد، وأما باقي الناس فقلوبهم إليك» . وقيل: إنهما قالا: «قلوبهم معك وسيوفهم عليك».

    وحين بلغ الإمام الحسين مصرع مسلم بن عقيل وهاني بن عروة بكاهما وقال: رحم الله مسلماً، فلقد صار إلى روح الله وريحانه وجنته ورضوانه، ثم نعاهما إلى بيته وأنصاره.

    ويقف الإمام الحسين ((عليه السلام)) متفكراً في هذه التحولات السريعة، وفي انقلاب نوايا الناس، وكيف يواجه هذه التحديات الخطيرة التي تواجه مسيرته، ثم يتخذ قراره الحاسم بأن ما حدث من تحول خطير في الكوفة واختلاف نوايا الناس فيها ومقتل رسوليه إليهم ومعهما هاني بن عروة لا يمكن أن يثنيه عن مواصلة مسيرته وإكمال ما بدأ به، لأنه يسير إلى مصير وعده الله به ورسوله، ولا بد أن يلاقي هذا المصير الموعود، ويأمر الإمام أهل بيته وأصحابه بمواصلة المسير إلى أرض العراق من أجل أداء رسالته التي خرج من أجلها واستكمال فصولها.

  5. #5
    عضو محظور
    ابن الأجاويد
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 2,508 المواضيع: 239
    التقييم: 697
    مزاجي: هادئ
    المهنة: مدرس
    أكلتي المفضلة: السمك
    موبايلي: s6 Edga
    آخر نشاط: 5/May/2016
    مقالات المدونة: 3
    بالتوفيق ان شاء الله
    تحياتي

  6. #6
    ....
    sajaya ruh
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *ضيَاء ألصَــــــافي* مشاهدة المشاركة
    اللهم يوفقج
    ان شاء الله نكون من المتابعيين والمشاركين

    ربي يوفق الجميع
    يسعدني حضورك والمشاركة أخي أهلا بك
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زين العابدين الشاطر مشاهدة المشاركة
    بالتوفيق ان شاء الله
    تحياتي
    التوفيق لنا ولكم أن شاء الله
    شكرا لحضورك أخي

  7. #7
    ....
    sajaya ruh

    هل كان بإمكان الإمام الحسين عليه السلام الرجوع عن قراره وعدم الذهاب إلى كربلاء؟

    نص الخطبة:
    «أيُّها النّاسُ، إنَّها مَعْذِرَةٌ إلى الله عَزَّ وَجَلَّ وَإلَيْكُمْ؛ إنِّي لَمْ آتِكُمْ حَتَّى أتتني كُتُبُكُمْ، وَقَدِمَتْ عَلَيَّ رُسُلُكُمْ أنْ أقْدِمْ عَلَيْنا، فإنّه لَيْسَ لَنا إمامٌ لَعَلَّ الله يَجْمَعَنَا بِكَ عَلَى الهُدَى، فَإنَ كُنْتُمْ عَلَى ذلِكَ فَقَدْ جِئْتُكُم، فَإنْ تَعْطُونِي ما أطمَئِنُّ إلَيْهِ مِنْ عُهُودِكُمْ وَمَواثيقُكُمْ أقْدِمْ مِصْرَكُمْ، وَإنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَكُنْتُمْ لِمَقْدَمِي كارِهِينَ انَصرفْتُ عَنْكُمْ إلى المَكانِ الَّذي أقْبَلْتُ مِنْهُ إلَيْكُمْ».
    المعنى العام:
    خاطب الإمام عليه السلام الناس بأن مجيئه إليهم بناء على طلبهم، ولهذا أراد أن يلقي الحجة عليهم ويرفع اللوم عن نفسه أمام الله تعالى وأمامهم، فذكرهم أنه لم يجئ إلا بعد أن جاءت رسائلهم ووصلت إليه رسلهم، وكان مضمون هذه الرسائل أن أقبل علينا، فإنه ليس لنا رئيس أو خليفة أو قائد غيرك، فنرجو من الله تعالى أن يضمنا إليك على الرشد والإيمان والاستقامة فإن ثبتم على ذلك سأقدم إليكم، وإن تمنحوني ما تسكن إليه نفسي من التزاماتكم وحفظكم لاتفاقاتكم أحضر إلى ولايتكم ومدينتكم، وإن لم تفعلوا وكنتم لمجيئي باغضين ذهبت عنكم إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو إلى المكان الذي أتيت منه إليكم.
    إلقاء الحجة:
    ينطلق الإمام الحسين عليه السلام في بيان سبب قدومه إلى العراق من كونه حجة الله على العباد وخليفته في الأرض، فألقى على سامعيه الحجة لكي لا تكون لأحد حجة عليه ولكي لا يقع الناس في اللبس والطمس للحقائق الذي مارسه الأمويون وأتباعهم من نشر الإشاعات بين الناس وإخفاء الحقيقة كقولهم: إن الإمام الحسين عليه السلام جاء إلى العراق طالبا للحكم وراغبا في السلطة، فهو بذلك يطلب الدنيا ويحرص عليها، وكقولهم: إن الإمام الحسين عليه السلام شق عصا الأمة، وأراد الفرقة دون سبب وجيه أو تبرير مقنع، فأعلن لهم عن سبب قدومه، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أراد الإمام الحسين عليه السلام بهذا الطرح أن يسد الباب على من يدعي رفض الظلم ويرغب في محاربته، لو وجد القائد الذي ينشر راية الحق ويتصدى للظلم والظالمين، فوطن نفسه وبذل مهجته وأعلن حربه ضد الظالمين بنصره للمظلومين، ومن جهة ثالثة عمل الإمام بتكليفه الشرعي الذي يراه واجبا، لاسيما بعد أن استصرخته الأمة، واستغاثت به، ودعته لذلك فخرج ملبيا دعوة الحق التي دعا إليها الله سبحانه في كتابه الكريم كما في قوله تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)[1].
    وقوله تعالى: (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)[2].
    وغيرهما من الآيات الكريمة التي تحث على دفع الظلم وبسط العدل ونصرة المظلومين كقوله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ)[3].
    وقوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)[4].
    فبخروجه على الظالمين وتلبيته لدعوة المظلومين ألقى الحجة على كل ذي لب وبصيرة، وامتثل لقول أبيه أمير المؤمنين عليه السلام إذ يقول:
    «وَلَعَمْري، ما عَلَيَّ مِنْ قِتالِ مَنْ خالَفَ الحَقَّ وخابَطَ الغَيَّ مِنْ إدهانٍ وَلاَ إيْهانٍ، فَاتَّقوا اللهَ عِبادَ اللهِ، وفِرّوا إلى اللهِ مِنَ اللهِ، وامْضوا في الّذي نَهَجَهُ لَكُمْ، وَقوموا بِما عَصَبهُ بِكُمْ، فَعليٌّ ضامِنٌ لِفَلْجِكُمْ آجِلاً إنْ لَمْ تُمْنَحُوهُ عاجِلاً»[5].
    ــ هل يجوز للإمام الرجوع؟
    ورد عنه عليه السلام في خطبته قوله: (فَإنَ كُنْتُمْ عَلَى ذلِكَ فَقَدْ جِئْتُكُم، فَإنْ تَعْطُونِي ما أطمَئِنُّ إلَيْهِ مِنْ عُهُودِكُمْ ومواثيقكم أقْدِمْ مِصْرَكُمْ، وَإنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَكُنْتُمْ لِمَقْدَمِي كارِهِينَ انَصرفْتُ عَنْكُمْ إلى المَكانِ الَّذي أقْبَلْتُ مِنْهُ إلَيْكُمْ).
    عند التأمل في هذا المقطع من الخطبة المباركة يظهر لنا أن الإمام الحسين عليه السلام يشير إلى إمكان تبديل موقفه والرجوع إلى بلده وكأنّ شيئا لم يكن، فتقع في قلب أهل الجهل والتعصب أسئلة كثيرة:
    1ــ هل يصح في حق إمام معصوم أن يدخل مدخلا دون التأكد من سلامته وعواقبه، فيسأل الناس بعد أن طوى مراحل كثيرة في مسيرته ووصل ما وصل إليه الآن، ألا ينبغي أن يتأكد من ذلك قبل قدومه؟
    2ــ ألم يكن خروج الإمام عليه السلام ضد الظالمين ثورة لا يصح التراجع عنها؟
    3ــ هل يصح للإمام عليه السلام أن يضع قراراته المصيرية بين أيدي الناس، إما أن يقدم أو يرجع؟
    4ــ إذا كان خروج الإمام عليه السلام ضد الظالمين تكليفا شرعيا فهل يجوز له ترك التكليف؟
    5ــ إذا رجع الإمام عليه السلام عن موقفه فلا ضير عليه من قبل السلطة الحاكمة؛ لما يتمتع به من منزلة عظيمة في الأمة تمنحه الحصانة التامة، ولكن ما هو مصير من خرج مع الإمام عليه السلام؟ ألم يقع في حرج وخوف؟
    6ــ ألا يَعُدّ هذا التراجع خذلانا للحق وللمظلومين؟
    7ــ ألا يَعُدّ هذا التراجع تأكيدا على حب السلامة والنجاة وهذا بدوره يعد حرصا على الدنيا؟
    8ــ ألا يَعُدّ هذا التراجع تأكيدا لمدعى من يتهم الإمام بحب السلطة والحكم، وليس إقامة العدل والاصلاح كما هو شعار الإمام عليه السلام؟
    ولعل هناك أسئلة أخرى تجول في خواطر الآخرين، لاسيما المشككين والنواصب والجاهلين بمقام الإمامة.
    ولكي يتضح الجواب على هذه الأسئلة وغيرها نورد بعض الالتفاتات نلفت إليها نظر المنصفين:
    1ــ إن الإمام الحسين عليه السلام إمام معصوم بنص آية التطهير وآيات أخر كآية المودة وغيرها.
    2ــ إن الإمام الحسين عليه السلام إمام معصوم بنص حديث الثقلين وأحاديث أخرى كحديث الإمامة وحديث السيادة في الجنة وغيرها، وهذا يؤكد أن الإمام عليه السلام إنما ألقى هذا الخطاب لحكمة هو أعرف بها فضلا عن إلقاء الحجة عليهم.
    3ــ اتضح من سيرة الإمام الحسين عليه السلام أنه حكيم في فعله وقوله وقراراته فلا يقدم على أمر بهذه الخطورة دون حكمة أو هدف سامٍ.
    4ــ لم يكن علم الإمام الحسين عليه السلام بحقيقة العواقب ودرايته بمصيره مانعا عن إلقاء الحجة على هؤلاء القوم لكي لا يكون لأحد عليه حجة.
    5ــ نعتقد أن الإمام المعصوم لا يقوم ولا يقعد إلاّ بحساب، فيلزم من هذا أنه عليه السلام ما قال ذلك إلاّ وهو يعلم أن هذا القول لا يخرج عن مرضاة الله تعالى، ولا يترتب عليه مفسدة أو خلل أو نقص، فلذا لا يمكن أن ترد هذه التشكيكات حول حكمة الإمام وصحة قوله ودقة موقفه.
    6ــ من يقف على سيرة الإمام الحسين عليه السلام وحركته من المدينة إلى العراق يتضح له موقف الإمام الحاسم الذي لا تردد فيه، فحينئذ يفسر قوله هذا بأنه إلقاء الحجة عليهم من خلال دعوتهم إلى نصرته أو تركهم إياه يرجع إلى مكانه.

    الكاتب: الشيخ علي الفتلاوي.
    ــــــــــــــــ
    [1] سورة النساء، ألآية: 76.
    [2] سورة التوبة، الآية: 29.
    [3] سورة الشورى، الآية: 39.
    [4] سورة الروم، الآية: 47.
    [5] نهج البلاغة: الخطبة 24. ميزان الحكمة: ج2، ص744، ح3470.

  8. #8
    من المشرفين القدامى
    eng-power
    تاريخ التسجيل: July-2013
    الدولة: iraq
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 38,274 المواضيع: 2,891
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 31796
    مزاجي: عصبي
    أكلتي المفضلة: fish
    مقالات المدونة: 2
    موسوعة مباركة..بوركتي..
    لي عودة..

  9. #9
    صديق فعال
    يـا مهـدي ادركنا
    تاريخ التسجيل: August-2014
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 599 المواضيع: 89
    التقييم: 376
    مزاجي: اللهم عجل لوليك الفرج
    آخر نشاط: 5/September/2016
    مقالات المدونة: 2
    احسنت

  10. #10
    ....
    sajaya ruh
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Murtadha AL-hilfy مشاهدة المشاركة
    موسوعة مباركة..بوركتي..
    لي عودة..
    بارك الله بحضوركم
    عودة موفقة أن شاء الله
    شكرا لك أخي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسة امل مشاهدة المشاركة
    احسنت
    أحسن الله للجميع غاليتي

صفحة 1 من 11 123 ... الأخيرةالأخيرة
تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال