نعم َ المواسي
***********
ضـاقت ســماء الشعر فـي معناهُ
وغـدتْ تعفّـر خـدَّها بثــراهُ
تُبـدي اعتـذار مُقصّر ٍ فــي حقِهِ
مهمـا جَلـَتْ مـن فضله وعلاهُ
والـفكر أعيـا الخـائضين بسـرّه ِ
وتخلـّف العظمـاء عـن مرماهُ
بحرٌ تـرامى لا يٌطـال لــه مدى ً
نــجمٌ تنـائى لا يُنــال ذراهُ
بـدرٌ مطلّ جــلّ فـي إشــراقهِ
روضٌ تقــدّسَ وردُهُ وشــذاهُ
لكنــه دان ٍ لــمن رام الحِمــى
ولكـل آت ٍ لا يُســدّ ُ حِمــاهُ
ويشـع نورا ً فـي القلوب من الهدى
يحيـا بـه أهـل التقـى محيـاهُ
ولنـاظريه فـي العيــون تحيـة ٌ
فـي الليل بـاد ٍ والنهـار سـناهُ
ومفتّح الأبـواب فـي وجـه الورى
مـن كـل ملهوف ٍ أتـى يغشاهُ
يُدعى أبـو الفضـل المسوّم بالنـدى
وابـن الكـرام ِ المُـلهمين نـداهُ
والأصـل تتبعـه الفـروع سجيّـة ً
والإبـن يحكي فـي الخصال أباهُ
*************
مـن دوحـة الأطهار طابت مولدا ً
وسليـل حيـدر لا أميـر سـواه
المستجيـر بـسيفهِ يــوم الوغـى
سـبط النبـي المصطفى مـولاهُ
مٌحيـي الشـريعة بـالفداء ومن غدا
للديـن والإسـلام سـرّ َ هـداهُ
واسـاه بـالنفس العزيـزة حِسـبة ً
وبكـل شـيءٍ فـي الجهاد فداهُ
يــوم الطفــوف جليّة ً صـولاتهُ
لـولا القضاء بمـا جرى وقضاهُ
لمحـى الجمــوع بسيفه لكنمــا
حكم القضــاء مسلـِّـما ً إيـاهُ
ليخط ّ فـي التـاريخ أروع صفحة ٍ
عـز النظير لهـا بمـا أعطـاهُ
يكفـي المصرِّحُ صـادقا ً فـي قوله
عـن فضله يـوم الوغـى أبداهُ
نــعم المواســي عمنا لإمــامهِ
فجـزاؤه مــن ربــه يلقـاهُ
أوفـى جزاء الصابرين ومن وفـى
فــي بيعــه لله إذ وفـّــاهُ
ســاقي عطاشى كربـلاء ومن له
بالفتـح معقـودٌ يكـون لــواهُ
مـن جـاء يسعى فـي حِماه مؤمّلا ً
يجد الحِمـى مبسـوطة ً كفـّـاهُ
**************
مـن كـل مـا يٌرجى هنيّا ً فيضُـه
للمـرتجي لا لـن يخيب رجـاهُ
ويظل فـي ثغر الزمان على المـدى
صـوتَ الشهـادة لا يُردّ صـداهُ
له مـن عُلاها اليوم معنى قد عـلا
كــلَّ العـلاء بدينـه وتُقــاهُ
لـلآنَ ســـر جـلاله وكمــالهِ
شـيءٌ يعــزّ ومـاله أ َشبـاهُ
يـا ناصر السبـط المحيّـر أمـرُهُ
طبْت المقـام مـع الحسين نـراهُ
مـا بين بـابك فـي المقـام وبابهِ
مـا بين مرْوةَ والصفـا ممشـاهُ
جبـلان ِ صـرْتا للحجيج مـؤوَّلا ً
بكمـا الكتـاب وأنتمـا معنــاهُ
مـن جاء يسعى كـل حيـن سعيـه
متكلفـا ً جهـدا ً يطـول عنَـاهُ
وأتـى حثيثـا ً لا يـروم رضاكمـا
فهبـاءُ يذهب بـاطلا ً مسعــاهُ
ويـردُ محرومـا ً بغيـر كرامـة ٍ
هيهـات مـن حج ٍ ينـال منـاهُ
لكمُ الشعائـر قـد أ ُقيـمت حيـة ً
لله مشــروط ٌ بـكم مرضــاهُ
مهوى الفـؤاد لـمن أتـى متلـّهفا ً
فـي كل حين ٍ صبحـه ومسـاهُ
***************
حاشــا مقـامك أن يـرد مؤمـلا ً
مستعبـرا ً يدعـو وطـال دعاهُ
لينـال أحسن مـا يكون من المنـى
فـي يومك المحزون من دنيـاهُ
ثـم الشفاعـة وهـي غـاية مطلبٍ
للطــالبين الزائـرين حمــاهُ
بـاب الحوائـج يـا مـلاذ الملتجي
وابـن الوصـي المرتضى مأواهُ
فهو الشفيـع ابـن الشفيـع لمذنب ٍ
وسبيل خلد ٍ فـي الجِنان ِ رضاهُ
مـن ليس يعـرف فضـله ومقـامه
فـي الدين إذ يـأتي غـدا ً يلقاهُ
يعمـى ولا يـدري سبيـل نجـاته
ومصيـرهُ بئس المصيـرُ يـراهُ
لكـن لنــا فــي حبهم وولائـهم
أمـلٌ ولـولا ذاك مـا جئنــاهُ
بــدر الهواشـم والمكـارم دأبـه
فـي يـومه المشهود مـن ذكراهُ
ونُعزي المولـى الـمغيّبَ شخصُـهُ
فــي هـذه الذكرى ولا ننسـاهُ
ونعزي الإسـلام فـي كـل الدنا
حُزن الإلـه بأرضـهِ وسمـاهُ
فعسـى لموعودنا ٍ المهدي ِ يــومه ُ
يبدو جـديدا ً سـاطعا ً بضيـاهُ
******************
للشاعر / ضياء علي
رد مع اقتباس