بعد يومين ينتهي العمل بالتوقيت الصيفي في الولايات المتحدة .
وعلى الرغم من أن التوقيت الصيفي قد بدأ استخدامه منذ 100 سنة فقط ، فقد ظهرت هذه الفكرة قبل مدة بعيدة . ومن المعروف أن الحضارات القديمة اعتمدت التوقيت الصيفي أيضا حيث كانوا يعدلون جداولهم اليومية تبعا لجدول الشمس. على سبيل المثال، استخدمت الساعات المائية الرومانية مستويات مختلفة لشهور مختلفة من السنة.
وغالبا ما ينسب للمخترع والسياسي الأمريكي بنجامين فرانكلين اختراع الفكرة ، على الرغم أنها لم توضع موضع التنفيذ أبدا في حياته. ففي مقال له عام 1784 " مشروع اقتصادي لتقليص تكلفة الإنارة " اقترح هذه الفكرة، بأسلوب مازح طارحا الاقتصاد في استخدام الشموع عن طريق الاستيقاظ أبكر والاستفادة من الضوء الطبيعي للصباح .
ثم طرح الفكرة مجددا النيوزيلندي فرنون هادسون في 1898 والبريطاني وليام ويليت عام 1905 وهو رجل أعمال طرح الفكرة على مجلس العموم. وقد انتهت جهوده بمشروع قانون ناقشه البرلمان البريطاني في عام 1909 ورفضه.
تحقَّقت فكرة التوقيت الصيفي لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى ، حيث أجبرت الظّروف البلدان المتقاتلة على إيجاد وسائل جديدةٍ للحفاظ على الطاقة فكانت ألمانيا وحلفاؤها من دول المحور بدءاً من 16 أبريل سنة 1916 - أول من أعلن التوقيت الصيفي . وكان الهدف من ذلك حفظ الفحم خلال الحرب ، وتبعتها بريطانيا وأغلب حلفائها وكثير من الدول الأوروبية المحايدة بعد فترة قصيرة في عام 1918. انتظرت روسيا وقليلٌ من الدّول حتى السنة التالية، وتبنّت الولايات المتحدة التوقيت الصيفي. منذ ذلك الوقت، شهد العالم العديد من التشريعات والتعديلات والإلغاءات لتحسين التّوقيت.
قضت نهاية الحرب على التوقيت الصيفي. فقد استمرَّ المزارعون بكرههم لهذا التوقيت، وألغته الكثير من الدول على إثر انتهاء الحرب, وبريطانيا هي الاستثناء الوحيد, فقد احتفظت بالتوقيت الصيفي على مستوى الدولة, لكنها أجرت عليه بعض التعديلات على مرّ السنين, من ضمنها تعديل تواريخ البدء بالتوقيت لعدة أسباب، من ضمنها تجنُّب تعديل الساعة في صباح عيد الفصح في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي. وأما الولايات المتحدة فقد كانت أكثر تقليدية، حيث أبطل الكونجرس العمل بالتوقيت الصيفي بعد سنة 1919.
غالباً ما يناقش مؤيدو نظام التوقيت الصيفي مسألة فائدة النظام فيحفظ الطاقة وملائمته لأوقات الخروج للاستمتاع بالأنشطة في المساء، فهو مفيدٌ للصِّحَّة بدنياً وصحياً. بالإضافة إلى أنَّ النظام يساعد في تخفيف حركة السير والجرائم، كما أنَّه يساعد أصحاب الأعمال. إن المجتمعات التي تشجُّع هذا النظام هي المجتمعات المدنية ، بالإضافة إلى أصحاب الأعمال ورياضيّي الهواء الطلق ومشغلي الشركات السياحية وغيرهم ممَّن يستفيدون من استمراريَّة ضوء الشمس في المساء. أما المعارضون، فيقولون أن مسألة توفير استهلاك الطاقة ليست مثبتة. فالنظام يعكِّر أنشطة الصباح، والقيام بتغيير الساعة مرَّتين في السنة يُسبِّب اختلالاً في الأمور الاقتصادية والاجتماعية، وبالتَّالي أيُّ إيجابية هناك ما يقابلها من سلبية، وبالتالي ليس هناك فائدة. المزارعون هم من يميل إلى معارضة هذا النظام أكثر من غيرهم. هناك الآن حوالى 70 بلد يعتمد هذا النظام مما يعني أن العديد غيرها لا يعتقدون أن الأمر يستحق. في الولايات المتحدة هناك ولايتان لا تعتمدان التوقيت الصيفي هما أريزونا وهاواي.