رامبرانت فان رين
: رسام هولندي يعد من أحد عباقرة الفن في العالم , تميز بغزارة انتاجه إذ ينسب إليه نحو 600 لوحة , ورامبرانت من أقرب الفنانين إلى قلب الإنسانية لأنه عرف كيف ينقل أفراحها وأحزانها ويحيلها إلى أشكال لونية رائعة من الظلال والنور , وهو يعد من أكثر الرسامين الذين اهتموا بتصوير أنفسهم حيث بلغ عدد تلك الصور الشخصية حوالي المئة لوحة , وكان رامبرانت شغوفاً بوجه الإنسان وتعابير الوجه التي كان بارعاً في تصويرها , بالإضافة إلى اهتمامه بالموضوعات التاريخية والمناظر الطبيعية ومشاهد الحياة اليومية…
رامبرانت ..عملاق الفن التشكيلي والعاشق المعذب
يعد الرسام الهولندي “فان رين رامبرانت” أحد عباقرة الفن، ممن يشهد لهم التاريخ بالتميز والإبداع. ويمثل “رامبرانت” أحد ركائز الفن التشكيلي الأوروبي، في القرن السابع عشر، والذي طور عالم التصوير؛ برؤيته التشكيلية، وتعامله مع الظل والنور. كما أنه برع في تصوير الأشخاص، والتعابير الإنسانية العميقة، والمتداخلة، والمفعمة بالحزن والشقاء والمعاناة.. في كثير من لوحاته، المستوحاة من القصص الدينية والأسطورية.
تركز هولندا ـ في برنامجها السياحي عام 2006 ـ على الرسام “رامبرانت”؛ فتقيم احتفالاتٍ، بمرور 400 عام على ميلاده، وتتوقع هولندا أن يفد إليها نحو 1.5 مليون زائر لحضور الاحتفالات، ومن المقرر إقامة العديد من الاحتفالات والمناسبات في لايدن؛ حيث ولد “رامبرانت”. وتتضمن احتفالات هولندا زيارة الأماكن الحقيقية؛ التي عاش بها “رامبرانت”، بما فيها منزله الذي ولد فيه، والمدرسة اللاتينية التي التحق بها، وأول “استوديو” له. وسينظم مهرجان يستمر ثلاثة أيام احتفالاً بميلاده
السيرة الذاتية ولد “هارفنزون فان ريجن رامبرانت” في 15 يوليو 1606، في مدينة لايدن، في هولندا. وهو الطفل الثامن من تسعة أولاد لعائلة هولندية عريقة. التحق بكلية الفلسفة، في جامعة لايدن؛ لدراسة الأعمال الكلاسيكية، في أوائل عمره، إلا أنه خلال فترة دراسته الجامعية، وجد فى نفسه ميلاً فطريًّا للرسم، فأخذ يرسم على دفاتره وكتبه المدرسية، وقرر أن يترك مقاعد الدرس، وأن ينشغل بالرسم. واستطاع ـ بعد جهد كبير ـ إقناع والده بذلك؛ فترك الكلية ـ عام 1622 ـ وبدأ فترة دراسة فن الرسم، على يد الرسام الهولندي “جاكوب فان سوانبرغ”؛ الذي تلقى تدريسه الفني في إيطاليا. وظل “رامبرانت” مع “جاكوب”، لمدة ثلاث سنوات، اكتسب خلالها مهاراتٍ فنية كبيرة. وخلال هذه الفترة، كان “رامبرانت”، يرسخ صلته بزميل له يكبره سنًّا، ألا وهو “جان ليفز”، وقد انغمس الاثنان في علاقة صداقة خاصة، وبعد ذلك توجه “رامبرانت” إلى أمستردام للدراسة، على يد “لاستمان”؛ الذى ذاع صيته في تلك الفترة، وهكذا غادر ابن السابعة عشرة إلى أمستردام، فقضى قرابة ستة أشهر في استوديو “لاستمان”.. تعلم خلالها اللغة الإيطالية، واطلع على حياة المجتمع الإيطالي والروماني. وعاد “رامبرانت” إلى لايدن ـ عام 1625 ـ لكي ينشىء “استوديو” خاصًّا به؛ ليباشر أعماله، وتزوج من “ساسكيا” ـ عام 1634 ـ وقد تبددت ثروته بعد وفاة زوجته ـ عام 1642 ـ وعاش منزويًا ومدينًا. وفي عام 1657 بيعت مجموعات “رامبرانت” بالمزاد العلني؛ إلا أن المبالغ المحصلة لم تكف لسداد ديونه، وفي ـ عام 1660 ـ بدأ “رامبرانت” يعيش حياة العزلة في منزل ابنه، ولكنه استمر في تلبية الطلبات التي كانت ترده من محبي فنه، مثل لوحة “أعضاء نقابة صانعي الملابس”؛ التي أكملها ـ عام 1662 ـ وفي عام 1668 تزوج ابنه “تيتوس”، ولكنه توفي بعد زواجه بستة أشهر، فأصيب “رامبرانت” بحزنٍ عميق، وتراكمت عليه الديون؛ ليقضي حياته فقيرًا كما ولد. وتوفي “رامبرانت” في الرابع من أكتوبر 1669. مأساة حبه من قصص الحب التي تجمع بين الفرح والحزن.. بين الضحكات والدموع.. بين الرومانسية والتراجيدية، قصة حب الفنان الهولندي “رامبرانت”، لما لها من آثار على إبداع وحياة هذا الفنان. فلم يكن حبه للفتاة “ساسكيا” مجرد شعور عاطفي، بل إنها حركت في نفسه آيات الإبداع، وفجرت طاقات فنه. تزوج “رامبرانت” من “ساسكيا” في 22- 5- 1634. وكانت “ساسكيا” فتاة جميلة تشبه النساء في لوحات الرسام الفلمنكي “بول روبنز”، واتخذ “رامبرانت” من “ساسكيا” تعبيرًا عن الدفء والألفة الممتلئة بالعاطفة، وكان كلاهما يأمل في حياة سعيدة، بهذا الزواج، إلا أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن؛ فقد مات وليدها الأول والثاني والثالث، وكانت الضربة القاصمة لـ”رامبرانت” بالمولود الرابع؛ فقد عاش المولود هذه المرة، ولكن أمه “ساسكيا” هي التي ماتت في 14 يونيو عام 1642. كانت وفاة “ساسكيا” نقطة تحول في حياة “رامبرانت”؛ فقد انقلبت حياته حزنًا وألمًا على فراقها، ولم تعد الحياة بعدها سهلة على “رامبرانت”؛ الذي جمع ثروة هائلة لإسعاد “ساسكيا”، ثم ما لبث أن انطوى على نفسه.. يعيش حزنه الأزلي الدفين؛ فتبددت ثروته الهائلة؛ التي جمعها طوال حياته، وهو الذي ولد لأبوين فقيرين، وعاش مكافحًا طوال عمره، إلى أن جمع ثروة هائلة ـ بسبب شهرته؛ التي انتشرت في كل مكان ـ إلا أن موت زوجته “ساسكيا” أثر على حياته، وكأنه لم يعد له أمل في الحياة فضاعت ثروته.
أعماله الفنية تميزت أعمال “رامبرنت” بطبيعة خاصة مؤثرة، ويبدو ذلك من خلال رسم الشخصيات، والموضوعات الدينية الكثيرة، المقتبسة من الإنجيل والتوراة، وأيضاً كان للأساطير نصيبٌ وافر من أعمال “رامبرانت”، إلى جانب صور شخصية “بورتريه” جاوز عددها ست عشرة لوحة، معروفة ومنتشرة في عدد من متاحف العالم. وحظيت باكورة أعمال “رامبرانت”، بإشادة الفنانين، والخبراء الفنيين، ونقاد الفن. وعد رسّامًا من الطراز الأول، حتى إن عمدة مدينة ليدن السيد “جوهانز أورليز كرس” قد خصص صفحة كاملة لحياة “رامبرانت”، في الطبعة الثانية من كتابه “وصف مدينة ليدن” جاء فيها: كانت موهبته عظيمة جدًّا، لدرجة أنه أصبح أحد أشهر الرسامين، وإن أعماله قد لقيت قبولاً وإعجابا من جميع سكان أمسترادم.
أبرز اللوحات التى رسمها “رامبرانت” هي: “التاجر نيقولاس روتس”، و”الشاعر جان كرول”، و”امرأة شابة”، و”رجل جالس على مقعد”. ورسم “رامبرانت” ثماني لوحات لوالديه، واثنتي عشرة لوحة لشقيقته “إليزابيث”، وخمس لوحات لزوجة شقيقه “دراين”، ورسم الكثير من اللوحات والتخطيطات لزوجته “ساسكيا”، ورسم نحو 40 صورة لنفسه، وبين السنتين 1626 و1627 رسم “رامبرانت” لوحاته: “حمار بالما”، “القديس بول”، و”البخيل”، وتأثرت هذه اللوحات بالفن الإيطالي. وفي عام 1632، رسم رائعته الشهيرة “درس التشريح للدكتور تولب”، ورسم لوحته “اختطاف كانميد” الموجودة حاليًّا في متحف ليدن، كما رسم ـ في عام 1632 ـ لوحة “وجه سيدة في الثانية والستين من العمر”، ولوحة “وجه رجل ذي لحية يرتدي معطفًا أحمر”. وفي عام 1642 ـ بعد إكمال لوحته الشهيرة “الحراسة الليلية” ـ توفيت زوجته “ساسكيا”؛ فانفطر قلب “رامبرانت”، وبدأ يصنع محفورته “100 غالدر”. وبعدما لاقت أعماله التخطيطية شعبية كبيرة، وفي عام 1652 أكمل لوحة “أرسطو طاليس يتأمل بالتمثال النصفي لهوميروس”،
وتوفي “رامبرانت”، قبل أن يكمل اللوحة “سمعان”، و”الطفل يسوع في الهيكل”.
وقال أحد النقاد ـ عن أعماله: “أظهرت كافة اللوحات التي رسمها “رامبرانت” ـ في الثلاثينيات من القرن السابع عشر ـ مهارة فائقة في الملاحظة، كشفت عن الصلة الروحية لـ”رامبرانت” مع “فان دايك” و”روبنز”، في ذلك الوقت احتل “رامبرانت” مركز الرسام المرموق للشخصيات. كان يرسم لوحاته عادة على خلفية رمادية فاتحة، وكان شكلها بيضاويًّا، وفي بعض الحالات غريب الشكل”. ويؤكد المختصون أن “رامبرانت” برع في تصوير الأشخاص، والمشاعر العميقة والمتداخلة، والمفعمة بالحزن والشقاء والمعاناة ..
Man with a Magnifying Glass
in; The Metropolitan Museum of Art, New York
The return of the prodigal son
c. 1662 (210 Kb); Oil on canvas, 262 x 206 cm; The Hermi***e, St. Petersburg