أهل العراق والإمام الحسين
لقد حذّر الإمامَ الحسين مجموعةٌ
من أهل بيته أن لا يذهب الى العراق منهم أخوه محمّد بن الحنفية وعبد الله بن العبّاس،
ولكنّ الحسين واثق من أنّ أهل العراق فيهم شمائل لا تتوفّر عند غيرهم وقد عاش
الحسين هذه الشمائل عن قرب ، فأصرّ على أن يذهب الى العراق لا لأنّهم كتبوا اليه
يبايعونه بل لأنّ العراق بنظره الإستتراتيجي المحطّة التي ينطلق منها في الحفاظ
على أهداف حركته الإصلاحية مثل مافعل أبوه عليّ بن أبي طالب من قبل
إذ جازف عليه السلام ونقل مركز الخلافة الى ال...عراق وقد تكونت عنده مدرسة عملاقة
تمكّن من خلالها أن يبقي الإسلام حياً في الفكر و العاطفة وفي السلوك،
ولم يكن إتخاذ عليّ العراق مركزا لخلافته عشوائياً ومن دون دراسة
ويحدّثنا التأريخ أنّ الحسن والحسين عليهما السلام يوم كانا في أيام خلافة أبيهما
في العراق كوّنا علاقات في غاية المتانة، و لكنّ الأقدار اللئيمة التي أجبرتهما
على مغادرة العراق بعد صلح الإمام الحسن مع معاوية ، إحتوش العراق أذنابٌ لا يفهمون إلاّ مصالحهم ،
ماجعل أركان هذه العلاقات أن تتّقي التصفية والإبادة
و حين غادر الحسنان الكوفة ووصلا على مشارف الحيرة نظر الحسين وعيناه تهملان دموعاً
وهو يتمثّل أبيات اُم دينار:
فما عن قلىً فارقت دار معاشري هم المانعون باحتي وذماري
ولكنّه ما حمّ لا بدّ واقع نظار ترقّب ما يحمّ نظار
ولذا فمن الغريب جدّاً أن يسمعنا البعض كلمات تجرح مشاعرنا حين يصفون أهل العراق بأهل الشقاق والنفاق
ومن العراقيين عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين ووو عالية الناس، ومفاخر الاُمّة، وسنام الحقّ
وما الشعار الذي يخلو من الشعور الذي يرفعه الإيرانيون بعد الثورة الإسلامية
(( ما أهل كوفه نيستيم إمام تنها بمانند))
أي أننا لسنا من أهل الكوفة فنترك الإمام وحيداً إلاّ واحداً من اللالّفتات التي نرفضها لأنّنا نشمّ منها رائحة الشعوبية،
وأنّها غير مؤدّبة البتّة، وهي تفتقد القراءة الصحيحة لتأريخ العراق والعراقيين
فالعراق هو الذي حفظ للحسين معالم حركته ووقف معه ودفع الضرائب الباهظة على طريقه،
وإذا إنكفأ فصيل أو مجموعة من أهل العراق فلا يعني أن تلاحق اللعنات أهل العراق كلّهم