درر العراق

¥محبوب$القلوب¥ · 30/October/2014

يخوض رئيس الحكومة حيدر العبادي كما يبدو، حوارين بين فريقين متنافسين من شيوخ الانبار، احدهما في بغداد، والاخر في العاصمة الاردنية، لوضع ترتيبات حول مشاركتهم لطرد داعش، فيما يقاتل مسلحو القبائل فعليا، لمنع سقوط غرب العراق كليا بيد التنظيم المتشدد، ويقدمون ضحايا كثيرين، ويطلبون الذخيرة والسلاح وغطاء جويا اكثر فاعلية.وفيما يؤكد الفريق الذي يحاور في بغداد بانه سيتسلم خلال اليومين المقبلين، أسلحة ستوزع على عدد "غير محدود" من متطوعين يفترض ان يعملوا بنفس طريقة "الحشد الشعبي" الذي جرى تشكيله جنوبا، يقول مقربون من الطرف الآخر الذي يفاوض من عمان، دون تنسيق مع مجموعة بغداد، بانهم اقتربوا من الحصول على موافقة بتجنيد 30 الف مقاتل.
والتقى العبادي في أسبوع واحد، شخصيات عشائرية في عمان قيل انهم "مؤثرون" على الساحة الأنبارية وسيدعمون جهود تحرير المحافظة من "داعش"، كما حاور رئيس الحكومة زعامات عشائرية اخرى في بغداد للأسباب ذاتها.
وقال العبادي ضمن لقاء جمعه في بغداد بممثلين عن شيوخ عشائر الانبار، في وقت سابق من الاسبوع الحالي، ان "دول العالم ليست مستعدة ان ترسل أبناءها للدفاع عن الشعب العراقي"، مستدركاً بالقول "نعم هم يساعدوننا في مواجهته بطرق اخرى". واشاد العبادي بتصدي مقاتلي العشائر واهالي بعض المناطق في محافظة الانبار للتنظيم المسلح.
وفي العاصمة الاردنية عمان يقول سعد ابو ريشة وهو احد شيوخ العشائر في الانبار وينحدر من عائلة اشتهرت بقتال القاعدة منذ عام 2007 ثم واجهت "داعش" بعد 2014، ان "رئيس الحكومة التقى في عمان ست شخصيات من الزعامات العشائرية في الانبار"، وطلبت تلك الشخصيات –بحسب ابو ريشة- من المبعوث الأميركي الى العراق "الجنرال جون آلن"، الذي تحاورت معه ايضا في الاردن، بان يقوم بانزال قوات "برية" في الانبار، مقابل تقديم دعم محلي كبير لانهاء وجود "المسلحين" في تلك المنطقة.
ويضيف ابو ريشة في تصريح يوم امس لـ"المدى" ان "تلك الشخصيات كانت قد التقت رئيس مجلس النواب سليم الجبوري قبل ان تلتقي رئيس الحكومة"، مؤكدا بانها طلبت من كل الاطراف التي تحاورت معها بان يقوموا بتجنيد "30 الف مقاتل" في الانبار لحماية الطريق السريع والمشاركة في تحرير المدن، يشرفون عليه وعلى تسليحه واختيار عناصره بشكل مباشر.
وتلك اللقاءات التي يقول عنها ابو ريشة، بانها تمت بواسطة السفير العراقي في الاردن "جواد هادي عباس"، اثمرت عن "استجابة" قد تكون قريبة جدا للمطالب التي عرضوها.
وابرز الشخصيات التي التقاها "العبادي" في العاصمة الاردنية –بحسب ابو ريشة- هو "الشيخ ماجد علي السليمان"، وهو احد الزعماء القبليين في الانبار الذين قد أثاروا جدلا عقب اندلاع "الاعتصامات" في الانبار نهاية العام الماضي، بعد اعتراضه على قريبه "علي حاتم السليمان" والذي كان من اكثر المتحمسين للاحتجاجات في المناطق الغربية. كما كان احد الزعامات الستة "الشيخ طارق الحلبوسي"، وهو احد الحاضرين في المؤتمر الذي عرف باسم "مؤتمر المعارضة العراقية" والذي عقد في عمان عقب سقوط الموصل، واكد في بيانه الختامي على وحدة العراق، ورفض تشكيل "الصحوات" او اي قوة اخرى خارج الجيش، فيما غضبت اطراف في بغداد حينها، بسبب رفض المؤتمرين دعم حكومة رئيس نوري المالكي، وعدم ادانتهم بشكل صريح تنظيم الدولة الاسلامية.
وكان من الشخصيات التي التقاها العبادي ايضا، "الشيخ خميس الفهداوي"، و "الشيخ احمد عبود عيادة الجليباوي"، و"الشيخ حميد الشوكة"، وهو رئيس ما يعر ف بـ"مجلس عشائر الانبار"، فضلا عن "الشيح حامد رشيد العلواني".
وكانت معلومات قد تسربت عن ان شيوخ الانبار "الستة" قدموا ورقة مكونة من 11 مطلبا، مكتوبة لرئيس الوزراء حيدر العبادي، ركزت على الغاء قانون اجتثاث البعث، ومقاضاة المتهمين بموجب قوانين العقوبات لا على اساس الانتماء الحزبي، وتشكيل الحرس الوطني، والغاء تجربة الصحوات.
في موازاة ذلك يقول "الشيخ مزهر الملا" الذي يخوض حوارات في بغداد مع رئيس الحكومة "حيدر العبادي" وعدد من المسؤولين العراقيين والأميركيين برفقة عدد من شيوخ عشائر الأنبار والمسؤولين المحليين، أن "العبادي وعدنا بارسال تعزيزات فورية من عتاد واسلحة لدعم القطاعات العسكرية التي تقاتل المسلحين في الانبار".
واضاف الملا في تصريح يوم امس لـ"المدى" ان رئيس الحكومة وافق على تشكيل "حشد عشائري" في الانبار على غرار "الحشد الشعبي" في محافظات الوسط والجنوب، والتي يقول عنها الشيخ الانباري بانها "تمتلك السلاح والاليات والكاميرات ويدفع لهم رواتب، على عكس ابناء العشائر الذين كثير منهم يقاتل منذ عشرة اشهر ولم يصرف له فلس واحد".
ويؤكد الملا وهو مرشح سابق عن الانبار ضمن قائمة وزير الدفاع السابق بالوكالة "سعدون الدليمي" ان "القوات العشائرية الجديدة ستتسلم الاسلحة خلال اليومين المقبلين"، فيما لم يحدد حتى الان عدد تلك القوات. ويقول "الملا" ان "العبادي لم يتحفظ على طريقة اختيارنا لاسماء المتطوعين"، ولم تضع الحكومة اي شرط امام المقاتلين المحليين، كما يؤكد ان عدد المتطوعين "مفتوح".
ويكشف الشيخ أنه ومجموعة العشائر التقوا في بغداد السفير الاميركي وطلبوا من واشنطن "ارسال قوات برية" الى الانبار، لكن الأخير -حسب كلام الملا- رفض طلبهم لانه ليس من صلاحياته، وانما هي صلاحيات حصرية بيد الرئيس الامريكي "باراك اوباما"، كما اعتذر عن تقديم اي دعم إلى العشائر الا "بموافقة الحكومة الاتحادية".
الى ذلك طالبت النائبة عن الانبار لقاء وردي في تصريح لـ"المدى" ان "يتم تسليح العشائر بشكل أصولي، بأن يأخذ تعهد من المقاتلين باستلام السلاح، منعا لوصوله إلى يد المسلحين".وتشير النائبة عن ائتلاف صالح المطلك الى ان العراق دخل في تجربة "امتلأت بالأخطاء" عبر تشكيل الصحوات، ولا ينبغي اعادة تلك القوات غير الحكومية الى الواجهة مرة أخرى. مؤكدة ان اي دعم للعشائر يجب ان تسبقه الإجابة على اسئلة من قبيل "من الجهات التي ستقاتل، وما هي المهمات التي ستكلف بها، ومن المسؤول عن تسلحيها؟".

للمزيد تفضلوا
من هنا