صلاح محمد احد سواق التاكسيات في بغداد، اطلق مع زملائه خدمة الانترنت المجانية للركاب عبر جهاز محمول يدعى بـ"الراوتر" الجيبي، ويقول محمد: "انها محاولة قد تساهم في نسيان الزخم المروري الذي تواجهه شوارع العاصمة ايام الدوام الرسمي".ويدفع محمد شهريا ما يعادل الـ 40 دولارا لإحدى الشركات المحلية التي توفر خدمة الانترنت لمشتركيها، وما يميز هذه الخدمة انها تستطيع استقطاب اشارة الخدمة في كل اماكن العراق.وتعبر احدى زبائن تاكسي محمد عن سعادتها وهي تتصفح (الفيس بوك) اثناء تنقلها من البيت الى مكان عملها: الانترنت يزيل عني نسبيا مشقة الانتظار الطويل في الزحامات التي تحاصر العاصمة.
ويقول صلاح محمد، ان "الزبائن الذين يركبون معي يفاجئون بوجود خدمة الانترنت داخل السيارة، ويقوم غالبيتهم بربط هواتفهم النقالة او اجهزتهم الرقمية مع خط الانترنت الذي حرصت على توفيره للركاب".
وأضاف محمد بالقول "لست الوحيد الذي قام بتوفير خدمة الانترنت في السيارة، لأن مجموعة من زملائي سائقي سيارات الاجرة قمنا بتوفير هذه الخدمة من خلال شريحة انترنت وسعرها مناسب وتفي بالغرض داخل السيارة حين يربط شخص او اثنين هواتفهم بالخط"، مبينا ان "اغلب الركاب يفرحون بوجود خط الانترنت داخل السيارة لانهم يتمكنون من قضاء الوقت اثناء الرحلة بتصفح مواقع الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعي".
ولفت الى ان "فكرة توفير خدمة الانترنت بالسيارة جاءتني بعد ان كنت استخدم الخط لي شخصيا، اذ اقوم بتصفح المواقع الالكترونية والفيس بوك عندما اكون في الزحامات، وكذلك استخدم المكالمات المجانية والاتصال باهلي واصدقائي من خلال تطبيق الفايبر، الذي استخدمه بالتواصل مع زوجتي وابنائي واصدقائي لأنه تطبيق مجاني ويوفر الكثير من المال على اصحاب الدخل المحدود"، مشيرا الى ان "وجود الانترنت اصبح ضروريا في السيارة من اجل التخلص من الزحامات الشديدة التي تشهدها بغداد وتحديدا في اوقات الذروة".
وأكد ان "اغلب الركاب يكونون سعداء عند وجود خدمة الانترنت وتحديدا الشباب والشابات، وبعضهم يلح ان يعطيني اجرة اضافية بسبب وجود الـ(واي فاي)، الا انني ارفض اي زيادة بالأجرة المتفق عليها".
سارة أمير شابة من بغداد قالت لـ"المدى"، ان "وجود الانترنت في جميع الاماكن العامة والخاصة اصبح ضرورة ملحة في الوقت الحاضر بسبب تسارع وتيرة الحياة والحاجة الماسة للتواصل مع الاهل والاصدقاء من خلال التطبيقات المجانية التي تتوفر في الانترنت"، مبينا ان "اغلب الشابات في الوقت الحاضر يستخدمن الفايبر والتانكو والواتس اب وغيرها من التطبيقات التي تتيح مكالمات مجانية توفر الكثير من المال وخصوصا للطلبة والعاطلين عن العمل".
وأضافت أمير بالقول ان "توفير خدمة الانترنت داخل سيارة الاجرة خطوة مهمة من اجل قضاء وقت الزحامات بالتواصل مع الاصدقاء وتصفح المواقع الالكترونية المختلفة"، داعية سواق سيارات الاجرة والباصات الى "توفير خط انترنت داخل السيارة للركاب، وكذلك توفير الخدمة في الاماكن العامة والدوائر الحكومية اسوة ببقية دول العالم".
في نفس السياق، يقول سعد عبد الله، وهو استاذ جامعي لـ "المدى"، ان "العصر الذي نعيشه هو عصر الانترنت، والحاجة اصبحت ملحة لوجود هذه الخدمة في جميع الاماكن لأنها تعتبر جزءاً مهماً من حياة المواطنين بصورة عامة"، مبينا ان "استخدام خدمات الانترنت يجب ان تصب في الاتجاه الصحيح واستثمارها يجب ان يخصص في الجوانب الايجابية في حياة الانسان".
ورأى عبد الله ان "توفر خدمة الانترنت في سيارات الاجرة يعد أمراً مطلوباً وهي خطوة في الاتجاه الصحيح، مع العلم ان دول العالم بلغت شوطا مهما في مجال التقنيات الالكترونية واصبحت بعض ارصفة دول الجوار تتيح خدمة الانترنت"، داعية الحكومة العراقية ووزارة الاتصالات الى "مواكبة دول العالم في مجال الاتصالات والاهتمام بالجانب التقني وتوفير هذه الخدمات الى المواطنين لأن من السهولة واليسر توفيرها في جميع الاماكن ولجميع المواطنين".
وغالبا ما تلجأ القوات الامنية الى غلق الشوارع وفرض حظر تجوال "غير معلن"، ضمن اجراءات امنية تسبق "المناسبات الدينية".
وتشهد بغداد زحامات مرورية "خانقة" في بعض المناطق نتيجة الإجراءات الامنية التي تطبقها نقاط تفتيش السيارات، فيما زادت شكوى المواطنين من تعطلهم بالساعات على مشارف هذه النقاط ومنعهم من دخول مناطقهم مع انتظار الحالات الطارئة لفترات طويلة لإكمال تفتيش السيارات من قبل هذه النقاط.
المدى