السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )
لا تكن بطلا بل كن حكيما ، فالحكيم يتعظ من تجارب الأبطال
كان هناك أخوان يحبان بعضهما محبة عظيمة، ويعيشان بانسجام تام في
مزرعتهما التي يعملان سوياً في زراعتها والعيش من خيرات الله فيها.. حتى جاء يوم
اختصما فيه وعظمت المنازعة رغم أن البداية كانت بسوء تفاهم بسيط.
اتسعت الهوَّة بينهما، وانفصلا عن بعضهما فعاش كل منهما على طرف من
المزرعة كي لا يقترب أحدهما من الآخر أو يكلمه وكان يفصل بينهما جدول ماء
بعد فترة من الزمن طرق باب الأخ الأكبر رجل يبحث عن عمل وقال إنه يعمل
في البناء.. ففكر صاحبنا في الأمر ملياً ثم قال له: أترى ذلك المسكن الذي
على الطرف الآخر من الجدول؟ هناك يسكن أخي ونحن متخاصمان ولا نكلم بعضنا
منذ فترة، بعد أن أهانني بكلامه بصورة جارحة، وأريدك أن تبني لي جداراً أمام
بيتي بحيث لا أراه ولايراني
وانا سوف اسافر لمدة قصيرة وعندما أعود تكون قد أنهيت عملك، وبذلك أُظهر
له أن بإمكاني أن أنتقم منه لفعلته.
فأجابه البنّاء: أظنني أتفهم الوضع.
وسافر الأخ في رحلته.
**********
بعد أسبوعين عاد وكان معلم البناء قد أتمّ عمله؛ ولكن المفاجأة كانت عظيمة.
لقد قام البناء ببناء جسر فوق النهر بدل الجدار الفاصل، وبالصدفة في نفس
لحظة وصول أخينا الكبير كان الأخ الأصغر خارجاً من بيته فرأى أخاه فجرى
بسرعة وعبر الجسر وهو يصرخ فرحاً: أنت فعلاً إنسان عظيم.. تبني جسراً بيننا
بعد كل ما فعلته معك؟ أنا فعلاً فخور بك.
وهكذا لم يجد الأخ الأكبر نفسه إلا وهو يصالح أخاه ناسياً كل الأحقاد، وتسامحا بكل ود.
**********
فلله در هذا البناء لحكمته وفضله
علينا أن نكون بنّائي جسور محبة ومودة بين البشر...
ولا نبني أبداً جداراً فاصلاً...
عندها نصل إلى المصالحة الحقيقية...
وصلى الله وسلم على حبيبنا وسيدنا و نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم.
”اللهم لاتؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا “ ”اللهم آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار"