الاسم الذي اذهل سكان الارض والسماء, الحسين الثورة 1
بسم الله الرحمن الرحيم
إن عطر الجهاد والمعرفة والشهادة يفوح اليوم كالسابق وهو متزيّن بزينة الإسلام وعشّاق الحسين والمخلصين للإسلا والثورة.
إن إسم الحسين بن علي عليه السلام لإسم عجيب، فلو ألقيتم نظرة عاطفية لوجدتم أن ميزة إسم ذلك الإمام بين المسلمي العارفين هي جذب القلوب إليه.
ومن لا يتمتع بهذه الحالة، في الحقيقة هو محروم من معرفة الإمام الحسين عليه السلام، ومن جهة ثانية هناك الكثير من غير شيعة آل البيت عليه السلام تذرف دموعهم وتتقلّب قلوبهم بذكر إسم الحسين عليه السلام فقد جعل الباري تعالى في إسم الإمام الحسين عليه السلام تأثيراً بحيث لو ذكر إسمه لسيطرت حالة من المعنوية على الأفئدة والأرواح وهذا هو المعنى العاطفي لذلك الوجود وتلك الذات المقدّسة، مثلما كانت هكذا عند أهل البصيرة منذ البداية، فقد كانت لهذا الوجود العزيز خصوصية منفردة وكان موضع حبّ وعشق في بيت النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام كما يفهم من الروايات والسيّ والأخبار والتاريخ، واليوم هو كذلك.
ومن ناحية المعارف أيضاً، فقد كانت تلك الشخصية وكان ذلك الإسم الشريف مشيراً إلى ذلك المسمّى العظيم الشأن هكذا، فإ أهم وأسمى المعارف كامنة في أقوال هذا الإمام.
ومن الناحية التاريخية أيضاً، فإن هذا الإسم وهذه الخصوصية والشخصية هو مقطع تاريخي وكتاب مستقل، طبعاً ليس تاريخا مبسطاً وسرداً للأحداث، بل تفسير وبيان للتاريخ ودروس في الحقائق التاريخية.
والعبرة في قضية الإمام الحسين عليه السلام هي عندما يتأمّل الإنسان في تاريخ المجتمع الإسلامي، ذلك المجتمع الذي كان يرأسه شخص غير عادي كرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هذا النبي الذي كان يتمتع بقدرة تفوق إدراك البشر، والمرتبط بالوحي الأزلي والحكمة الفريدة اللامتناهية، والمجتمع الذي حكمه بعد ذلك علي بن أبي طالب عليه السلام، حيث أصبحت المدينة والكوفة مركزي هذه الحكومة العظمية، فما الذي حدث بعد ذلك، وأيّة جرثومة دخلت بدن هذا المجتمع حتى قتل الحسين بن علي عليه السلام في ذلك المجتمع وبين هؤلاء الناس وبتلك الصورة بعد مضي نصف قرن على وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعشرين سنة على شهادة أمير المؤمنين عليه السلام ؟ فما الذي حدث وكيف ؟ ! وما حدث ليس بحقّ إبن مجهول بل بحقّ من كان يحتضنه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ف الصغر، ويصعده معه على المنبر ويخطب في الناس، بحقّ من قال في حقّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " حسين مني وأنا من حسين" هكذا كانت العلاقةوثيقة بين الأب والإبن، ذلك الإبن الذي كان ركناً من أركان حكومة أمير المؤمنين عليه السلام في الحرب والصلح والسياسة، وكان كالشمس الساطعة.
إن العامل الرئيس في وقوع هذه القضية هو استشراء حب الدنيا والفساد والفحشاء، بحيث سُلِبت الغيرة الدينية والشعور بالمسؤولية الإيمانية. فإننا عندما نؤكد علي قضية الفساد والفحشاء، والجهاد والنهي عن المنكر وأمثال هذه الأمور،فإن أحد أسبابها الرئيسية هو تسببها في تخدير المجتمع، فالمدينة المنورة التي كانت القاعدة الأولى لتأسيس الحكومة الإسلامي تحوّلت بعد فترة قصيرة إلى مركز لأفضل الموسيقيين والمغني وأشهر الراقصات، بحيث عندما كان يراد دعوة أفضل المغنين إلى بلاط الشام، كانوا يبعثون على أفضل المغنين والعازفين ف المدينة وهذا التجاسر لم يحدث بعد مائة أو مائتي عام، إنم حدث في زمن استشهاد بضعة فاطمة الزهراء عليه السلام وقرّة عين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بل حتى قبل ذلك، أي في زمن معاوية، ولهذا أصبحت المدينة مركزاً للفساد والفحشاء، ووقع أبناء الشخصيات والأعيان حتى بعض شباب بني هاشم في الفساد والفحشاء أيضاً، وقد أدرك رجال الحكومة الفاسدة ما يجب فعله ووضع البنان عليه والترويج له، وهذه البلية لم تنفر بها المدينة فقط، بل وقعت فيها مناطق أخرى.
ومن هنا تظهر أهمية التمسك بالدين والتقوى والمعنوية والورع والعفة.