نـدَاءُ القلْب
غافِلٌ مَن أَمِن الدَّنيا ..و اغْترَّ بالأمَاني
تُلَوِّن له الأحلامَ و ينْسى بِذاكَ أنَّ العُمر فَانِي
و تُزيِّن له المعَاصي ..فيُقْدِم علَيْها بقلْبٍ خالٍ مِن الإِيمَان
يتَكبَّد المشَقّات لجمْع الفَاني و صِياغَة تاجِ السُّلطان
كُلُّ هَمِّه العيْشُ في رَغَد ..فَغفِلَت جوارِحُه عن ذِكْر الرّحمَان
لمْ يسْعى إلى ذلِك إلا ذُو جَهْل بالدِّين و سُنَّة العَدْنان
و من تغَاظَى عَن تذْكِرَة الله في القُرآن
و عَجِزَت عَيْنُ قلْبِه عن رُؤية نُور الحَقّ و البيَان
سَلَّم مفاتِيحَه لِلشَّيْطَان
بِئْس الوَلِيّ و سَاء رفِيقًا للانْسَان
مَنْ يَحْسَب أنَّ الموْت علَيْه بِبَعيدٍ
فيَرْتَقِب الغَد و صُحْبة الخِلاّن
كُلُّ ظنِّه .. بَلْ يقِينُه أَنَّ الموت للمُسِنّين عُنوان
و الشّبَاب و الصّحَةَ يشفَعَان له
فَلاَ يمُوت إلاَّ الشّيْخ و العَلِيلُ ذو الأحْزان
فَلْنَدْعُ الله الكريمَ ذو الرّحمَة و الغُفْران
أنْ يهْدي مَنْ ضَلَّ مِنّا
و يجْعَلنا مِن أهْل الجِنَان
و أنْ يصْرفَ عنَّا عذَاب النَّار
و يُدخِلنا مِن بابِ الرّيَان
آمين يا رب العالمين