أنصار الامام الحسين عليه السلامينقسم أنصار الإمام الحسين عليه السلام إلى قسمين؛ فهناك أنصار (عامة) وأنصار (يوم عاشوراء). وهناك أيضاً (شهداء النهضة الحسينية) و(شهداء الطف)، فهناك من جاهد بين يدي الإمام يوم الطف ولم يستشهد كالحسن المثنى. وهناك من استشهد بين يدي الإمام عليه السلام ولم يحضر عاشوراء كمسلم بن عقيل، وهانيء بن عروة وميثم التمار وقيس بن مسهر، وعبد الله بن بُقطر، وغيرهم.. وقد بلغ عدد أنصار الإمام الحسين عليه السلام الذين شهدوا معه واقعة الطف واستشهدوا إثين وسبعون رجلاً:
عدد الهاشميين سبعة عشر ما بين رجلٍ وفتى.
عدد صحابة الإمام الحسين عليه السلام في واقعة الطف حوالي سبعة عشر ممن صحب الرسول صلى الله عليه وآله،
وروى عنه أومن أدركه وراه. عدد أصحاب أمير المؤمنين علي عليه السلام عشرين رجلاً.
الموالي الذين استشهدوا بين يدي الإمام عليه السلام بلغ عددهم ستة عشر رجلاً.
وقد روي أن عدد الملتحقين بمعسكر الإمام عليه السلام من جيش ابن سعد حتى ليلة العاشر بلغ اثنين وثلاثين رجلاً.
وتؤكد الروايات أن عدد الكوفيون في جيش الإمام الحسين عليه السلام ثمانية وستين مع مواليهم، أما البصريين بلغ فعددهم تسعة مع مواليهم
رسالة الإمام الحسين عليه السلام إلى البصريين:
"وقد بعثتُ رسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيه، فإن السُنّة قد أميتت، وإن البدعة قد أحييت، وإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد". وأرسلها مع سُليمان بن رزين لثقته به واعتماده عليه، وقد قتله عُبيد الله بن زياد بعد خيانة المنذر بن الجارود العبدي الذي كانت ابنته عبرية زوجةً لعبيد الله، زاعماً أنه قد خاف أن يكون الكتاب من عبيد الله نفسه، فصلبه عبيد الله وقتل رسول الإمام الحسين عليه السلام سليمان ليكون الشهيد الأول في النهضة الحسينية، وذلك قبل يوم من ترك عبيد الله البصرة لتوليه سلطة الكوفة بأمر من يزيد.
الموالون في البصرة
وإذا كانت البصرة قد شهدت من أكثر رؤساء الأخماس تردداً في نصرة الإمام عليه السلام وشهدت إعراضاً عنه، ما عدا تحرك يزيد بن مسعود النهشلي من تحريك وتوجيه المشاعر القبلية من خلال مزجها بذكاء بمشاعر دينية باتجاه نصرة الإمام الحسين عليه السلام. لكن ما شهدته البصرة في السر اختلف كثيراً عن العلن، فقد اجتمع بعض الموالون وهم من قبائل شتى على أساس الولاء لأهل البيت عليهم السلام والبراءة من أعدائهم، وقد تذاكر فيه المجتمعون أمر الإمام عليه السلام وما آل إليه الوضع الراهن، وتداولوا ما يجب عليهم القيام به أداءً للتكليف الديني، وقد نتج عن هذه اللقاءات انطلاقة تسعة رجال من البصرييين برغم أعين الرصد وحواجز الحصار، مسرعين نحو مكة المكرمة ليلتحقوا بالركب الحسيني، وهم: الحجاج بن بدر التميمي السعدي، قعنب بن عمر النمري، يزيد ابن ثبيط العبدي وابناه عبد الله وعبيد الله، الأدهم بن أمية العبدي، سيف بن مالك لعبدي، عامر بن مسلم العبدي ومولاه سالم ...
خطبة الإمام عليه السلام الأولى في أصحابه
لمّا أيقن الإمام الحسين عليه السلام أن القوم قاتليه، جمع أصحابه وقام بهم خطيباً، فبعد أن حمد الله وأثنى عليه قال: " قد نزل بنا ما ترون من الأمر، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت، وأدبر معروفها، ألا ترون أن الحق لا يعمل به. وأن الباطل لا يتناهى عنه. ليرغب المؤمن في لقاء الله، وإني لا أرى الموت إلا سعادة. والحياة مع الظالمين إلا برما.
.................................................. ........................
من مواقف الأصحاب مع الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء:
الصحابيين سيف بن الحرث الجابري الهمداني ومالك بن عبد الله الجابري الهمداني جاءا إلى الإمام الحسين عليه السلام مع ابن عمّه وأخيه لأمّه ، فلمّا رأيا الحسين عليه السلام في يوم العاشر بتلك الحال ، جاءا إليه يبكيان فقال لهما : « أي ابنيأخويّ ما يبكيكما ؟ فوالله إنّي لأرجو أن تكونا بعد ساعة قريري العين » فقالا : جعلنا الله فداك ، لا والله ما على أنفسنا نبكي ، ولكن نبكي عليك نراك قد أحيط بكولا نقدر على أن نمنعك بأكثر من أنفسنا ، فتقدّما للبراز يتسابقان إلى القومويلتفتان إلى الإمام الحسين عليه السلام ويقولان : السلام عليك يابن رسول الله
.
الوفاء المطلق لإمام زمانهم
ومن خصائصهم شدة وفائهم لإمام زمانهم، ذلك الوفاء الذي انعدم نظيره. لقد رسموا للتاريخ أروع صور الوفاء لقائدهم وسيدهم الإمام الحسين. يقع مسلم بن عوسجة على الأرض صريعاً وبه رمق، فيأتي إليه سيد الشهداء (ع) ومعه حبيب، فيقول له حبيب: عزّ عليّ مصرعك، يا مسلم ابشر بالجنة. فقال بصوت ضعيف: بشرك الله بخير. قال حبيب: لو لم أعلم أني في الأثر لأحببت أن توصي إليّ بما أهمك، فقال مسلم: اوصيك بهذا ـ وأشارَ بيده إلى الحسين ـ أن تموت دونه. وموقف آخر لا يقل روعة وعطاءً ووفاءً عن موقف مسلم الا وهو موقف جون مولى أبي ذر الغفاري. فقد جاء يستأذن الحسين، فقال (ع): يا جون، إنما تبعتنا طلباً للعافية، فأنت في اذن مني! فوقع على قدميه يقبلهما ويقول: أنا في الرخاء ألحس قصاعكم، وفي الشدة أخذلكم، إنّ ريحي لنتن، وحسبي للئيم، ولوني لأسود، فتنفس عليّ بالجنة؛ ليطيب ريحي، ويشرف حسبي، ويبيض لوني، لا والله لا افارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم. فاذن له الإمام الحسين ع، فقتل خمساً وعشرين وقتل، فوقف عليه الإمام الحسين وقال: اللهم بيّض وجهه، وطيّب ريحه، واحشره مع محمد (ص) وعرّف بينه وبين آل محمد (ص). فكان من يمر بالمعركة يشم منه رائحة طيبة أذكى من المسك. لقد كان من شدة وفائهم أنّ الرجل منهم كان يقف أمام سيد الشهداء يقيه النبال والسهام ثمّ يلتفت إلى الإمام وهو مثخن بالجراح ويقول له: أوفيت يا بن رسول الله. فيقول له الإمام: نعم، أنت أمامي في الجنة. لقد رسم جميع أصحاب أبي عبد الله الحسين عليه السلام في يوم الطف أروع صور البطولة والفداء، رجالاً ونساءً، وزينوا تاريخ البشرية بلوحات مدهشة وصفحات مشرقة ليس لها نظير، ولو كانت قد وجدت مثل هذه الصور البطولية في تاريخ الغرب لرأيت كيف يعظمونها ويصنعون منها نماذج مشرقة.
منقول بتصرف
لا تخافين يختي انه عندي اصحاب واحدهم غيور ومثل ليث الغــــــاب
جدي واعداني بيهم وما خـــــــاب كلي كربله مكتوبه ليك اكتــــــاب
ويزيد الرجس ايلم عليك اذيـــــاب وظل ثابت وصابر وبد لاترتـــــــاب
ولنصرك اصحابك مثل ريح الهـــاب يفزعولك فزع مابين شيب وشاب
تهتف كلنه ربعك يابن داحي الباب وليوم القيامة محسبين حســــاب
ترويهم بجفك يا نسل الطياب