أشارت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ التغيُّرات البسيطة في نموذَج المشي، عند مرضى باركنسون (الشلل الرعَّاش)، يُمكن أن تتنبَّأ بمُعدَّلات التراجُع في قُدراتهم الإدراكيَّة؛ وذلك بعدَ مُقارنة طريقة المشي عند هؤلاء المرضى مع طريقة المشي عند أشخاص أصحَّاء.
مرضُ باركنسون هو حالةٌ ذات 3 ملامح تقليديَّة؛ وهي الرُّعاشُ والتصلُّب الشديد في العضلات وبطء الحركات، مع تثاقل في المشي وبطءٍ ملحُوظ فيه. وهناك أعراضٌ أخرى لهذه الحالة أيضاً، مثل الخَرف عندَ هؤلاء المرضى، رغم صُعوبة التنبُّؤ بمن سيُصاب بالخَرف من بينهم.
أراد الباحِثون معرِفةَ ما إذا كانت مُقارنةُ الاختِلافات في طريقة المشي والإدراك، بين 121 شخصاً جرى تشخيصُ إصابتهم مُؤخَّراً بمرض باركنسون مع 184 بالغاً سليماً، ستُؤدِّي إلى حُصولهم على أيَّة معلومات جديدة.
ومثلما هو مُتوقَّع، وجد الباحِثون أنَّ قياسات المشي والإدراك معاً كانت أسوأ عندَ مرضى باركنسون، بالمُقارنة مع البالغين السليمين.
قام الباحِثون بعدَ ذلك بمُقارنة مرضى باركنسون، الذين لديهم مشاكلُ في طريقة المشي بشكلٍ رئيسيّ، مع المرضى الذين لديهم مشاكلُ تتعلَّق بالرُّعاش في أغلب الأحيان.
لم يجد الباحِثون اختلافاتٍ في القُدرات الإدراكيَّة بين هاتين المجموعتين، لكنَّهم وجدوا عندَ مجموعة المرضى الذين لديهم مشاكل في طريقة المشي أنَّ هناك صِلةً بين هذه المشاكل ووظائف الإدراك لديهم. أي أنَّه كلَّما ازدادت المشاكلُ المُتعلِّقة بطريقة المشي، ازدادت معها المشاكلُ المُتعلِّقة بالإدراك.
قال الباحِثون إنَّ النتائجَ ستُساعِدُ الأطبَّاء على أن يفهموا بشكلٍ أفضل كيف يمكن أن ترتبطَ طريقةُ المَشي مع الإدراك عندَ مرضى باركنسون؛ حيث تُشيرُ إلى أنَّ تفاقُمَ مشاكل المشي قد يترافق مع تراجع في الإدراك.
لا يُوجد حالياً عِلاجٌ لمرض باركنسون، لكن التعرُّفَ إلى الأشخاص الذين يُواجِهون زيادةً في خطر هذا المرض يُمكن أن يُساعِدَ على تفسير التغيُّرات المُزعِجة التي تحدُث في المزاج والسلوك عادةً؛ وبذلك يفتح المجالَ أمام المُعالجة في وقتٍ مُبكِّر قبل استفحال الحالة.
More information
SOURCE: National Health Services, UK – Oct. 22, 2014