اخي واختي الاعزاء .
احببت ان اتطرق الى موضوع مهم وهو يتردد كثيرآ في منشورات الاخوه في اروقت التواصل الاجتماعي الفيس بوك او الكوكل وتويتر . الا وهو ( الجدال ) وقد يسميه البعض ( النقاش ) . وهناك فرق شاسع بينهما حيث ان الجدال هو طرح الفكره والاصرار عليها وعدم تقبل رأي الاخر عند الطرح وان كانت صحيحه مما يؤدي الى النفور والزعل وبعض الاحيان الى شتم احدهم الاخر ومحاولة تسقيطه بمختلف الالقاب . هذا اسلوب البائسين والذين لا فكر ولا اطلاع لهم وليس لديهم تلك العقول المتفتحه للتعلم والاستفاده من اراء الغير . اما النقاش هو اكثر مرونه وسلاسه ومحبوبيه لدى اصحابه الذين لديهم افكار وروى عقليه واطلاع اكاديمي او اجتماعي نتجة الخبره بنظرته المتفتحه للامور التي تدور من حوله . فتجده يطرح الفكره وبكل روح رياضيه يتقبل الرأي الاخر محاولتآ منه الاستفاده من خبرات الغير اولآ وايجاد الثغرات لفكرته ثانيآ من اجل تصحيحها .
وينتهي النقاش على الود والاحترام .
اعزائي : لكل شيء قاعده نرجع اليها ان كانت علميه نرجع الى اهل العلم وضمن اختصاص الموضوع الجاري البحث عنه او النقاش عليه . وهكذا ان كانت اجتماعيه نرجع لاهل الاجتماع او من هو صاحب الخبره والاطلاع عليه . والفلك كذلك . اما اذا كانت المساله دينيه عقاديه فهل يجوز لرغباتنا واهوائنا النفسيه الحكم عليها .
مع العلم ان كل مسأله يتنازع عليها اثنان او جماعه فلا يخلو من ان يكونوا من اهل الاختصاص بتلك المسأله او يكونوا من غير أهلها . فأن كانوا من غير اهلها فكلامهم فيها على غير اصل مقرر منهم . وكل كلام ومنازعه في شيء على غير اصل مقرر منهم فلا تحصيل لكلامهم فيه ولا حجه لدعاويهم . وان كان أحدهما من غير أهلها فأن منازعته لصاحبه تعد منه وظلم . وكلام صاحبه معه ايضآ تخلف منه اذ كان مع من ليس من اهل صناعته .
وان كان من اهل تلك الصناعه ( المقصود بها موضوع النقاش ) فلا يخلو من ان يكونا متساويي الدرجه فيها او متفاوتين. فان كانوا متفاوتين فحكمهما مثل ما تقدم ذكره . وان كانوا متساويي الدرجه فسبيلهما ان ان يؤاخذا فيما اختلفا فيه الى قوانيين تلك الصناعه واصولها ويقيسا عليها تلك المسأله وان كانت من فروعها . وان لم يكن في قوة نفوسهما استخراجها فسبيلهما ان يتحاكما الى من هو اعلى منهما درجه ليحكم بينهما . وان لم يجدا من يحكم بينهما فيرضيان بحكمه فليس لهما الا ترك المساله والسكوت عنها .وان لم يفعلا فستتحول الى المجادله والخصومه الى العداوه والبغضاء بينهما . وكلما ازدادا الحاحآ ازدادا خلافآ على خلاف وعداوه على عداوه وبغضآ الى يوم القيامه وهذا احد اسباب اختلاف العلماء في الاراء والمذاهب .
القصد من الموضوع انتشرت في الاونه الاخيره مساله مهمه دينيه وعقائديه ولها مساس مباشر باحياء شعائر الامام الحسين - عليه السلام - والتعبير عن الماساة التي بكت السماء دمآ لاجل سفك دماء سبط الرسول - صل الله عليه واله - والامام الثالث المنصب من السماء لامة محمد - صل الله عليه واله -
علمآ ان طريقة وطبيعة التعبير عن تمجيد وتخليد الذكرى يعبر عن ثقافة الشعوب ورقيهم وعظمة مبدأ وفكر وعقيدة صاحب الذكرى . باسلوب يتيح للاخرين الاطلاع على فكره والاسباب التي ادت الى قيام تلك المجزره البشعه التي لم يشهد لها التاريخ من مثيل .
اخوان كثر الطرح حول مسائلة التطبير وهناك من مؤيد وهناك من معترض مما ادى الى نشوب خلافات بين الاخوه وصلت الى الكلام الجارح . وهنا اود ان ادعوا الاخوه بالرجوع الى اهل الاختصاص ولكوننا نؤدي بهذا الشهر شعيره من شعار الله الا وهي احياء ذكرى عاشوراء فندعوا الاخوه الى الكف عن النقاش والرجوع كل لمرجعه . وعدم الانجرار الى رغبات النفس واهؤائها لان الدين في الاصل ضد تلك الرغبات والالتزام بفتوى المراجع الكرام حول رايهم بتلك المساله . والحمد لله رب العالمين