المؤامرة والأمة… حقائق وخفايا تاريخية
هشام الهبيشان
بألبداية ,,هذه الحقائق موجهه لعقل المواطن العربي حتى يستطيع أن يستوعب حقيقة الفوضى التي نعيشها اليوم وان يحكم عليها وفق تصور “مؤامراتي” فالغرب المسيحي المتصهين والذي تديره اليوم مافيات ماسونية متصهينة،، كان ومازأل وسيبقى،، يستهدف ديننا الاسلامي المعتدل والمتسامح والمؤمن بالعيش المشترك مع كل الاديان،، ومن هنا علينا جميعآ كمسلمين و “مسلمين عرب تحديدآ”،، أن نفهم حقيقة واقعنا المعاش كماهو،، والعذر موجود هنا للجميع أقر بذلك،، فقد اختلطت علينا الاحداث ولم نعد نعرف أين مصلحتنا ومن عدونا ومن صديقنا،، ولكن بهذه المرحلة تحديدآ فقد جاء زمن سقوط ألاقنعة وتبيأن الحقائق،،
ومن هنا فلقد وضعت القوى الاستعمارية تصور عام لمرحلة تقسيم الوطن العربي بعد انتهاء مرحلة الاستعمار العثماني،، واستبدالها بمرحلة الاستعمار الغرب اوروبي للوطن العربي،، فبعد أن تكالبت امم الارض الغربية على العرب ببداية القرن العشرين وخصوصآ بعد انتهاء عصر الاستعمار العثماني وما ترك به العرب من حالة تمزق وتشرذم وجهل وأميه،، فبتلك المرحله برز الى الواجهة “مشروع سايكس -بيكو ووعد بلفور” وعلاقة الانكليز والفرنسيين بكل ذلك وعلاقة كل هذا بمشروع اقامة الدولة الصهيونية والدعم الامريكي لها لاحقآ وكل هذا تحتفظ به قواميسنا ومعاجمنا الحديثة نحن العرب،،
ومن هنا وفي هذه المرحلة الخطرة من عمرالامة, نرئ أستمرار لمرحلة الدور الامريكي الماسوني المتصهين واستمرار لمشروع التقسيم الجغرافي والديمغرافي للعرب،، فهذا عراب المحافظين الجدد برنارد لويس، يعلن قبل ثلاث عقود مضت انطلاق مشروعه التقسيمي للجغرافيا والديمغرافيا العربيه، ليصبح مشروعه هذا بمثابة عقيدة سياسية “للمحافظين الجدد” فيما يخص السياسات الأميركية في البلدان الاسلاميه والعربية، لاسيما المشرقية منها،، وقبل الانطلاق بالحديث عن هذا المشروع سوف اتحدث قليلآ معرفآ عن الرائد بهذا المشروع وهو “برنارد لويس” فمن هو برنارد لويس؟ وما هي رؤيته لهذا التقسيم الجغرافي والديمغرافي لامة العرب؟ وهل تحققت رؤيته بذلك؟ وما هو المتوقع كنهايه لهذا المشروع؟،،، وهنا سوف احاول قدر الامكان الاجابه على كل هذه التساؤلات،،
ولنبدأ بالتعريف عن برنارد لويس ولد “برنارد لويس” في لندن عام 1916،،
وهو مستشرق بريطاني الاصل يهودي الديانة صهيوني الانتماء،،،، امريكي الجنسية،،،
تخرج من جامعة لندن 1936 وعمل فيها مدرس في قسم التاريخ – الدراسات الشرقية الافريقية،،
كتب “لويس” كثيرا وتداخل في تاريخ الاسلام والمسلمين،، حيث اعتبر مرجعا فيه فكتب عن كل ما يسيء للتاريخ الاسلامي متعمدا،، وكتب في التاريخ الحديث نازعا النزعة الصهيونية التي يصرح بها ويؤكدها،، فرغم أن مصطلح “صدام الحضارات” يرتبط بالمفكر المحافظ “صموئيل هنتينجتون الا أن “لويس” هو من قدم التعبير أولآ إلى الخطاب العام، ففي كتاب “هنتينجتون” الصادر في عام 1996 يشير المؤلف إلى فقرة رئيسية في مقاله كتبها “لويس” عام 1990 م بعنوان جذور الغضب الإسلامي، قال فيها “هذا ليس أقل من صراع بين الحضارات، ربما تكون غير منطقية، لكنها بالتأكيد رد فعل تاريخي منافس قديم لتراثنا اليهودي والمسيحي، وحاضرنا العلماني المسيحي اليهودي المتطرف، والتوسع العالمي لكليهما ‘،،
ومن هنا فقد اهتم لويس بتاريخ الاسلام “فبرنارد لويس الأستاذ المتقاعد بجامعة” برنستون “ألف 20 كتابا عن الشرق الأوسط من بينها” العرب في التاريخ “و” الصدام بين الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط الحديث “و” أزمة الإسلام “و” حرب مند سة وإرهاب غير مقدس ‘،،
وبعد هذاالتعريف العام عن المتصهين برنارد لويس،، ننتقل بالحديث الى رؤيته لتقسيم الجغرافيا والديمغرافيا العربيه،، فقد بدأت رؤية وانطلاقة مشروع لويس في عام 1983 حيث وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع “برنارد لويس، وبذلك تم تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الإستراتيجية لسنوات مقبلة وذلك نتيجه لما كان في عام 1980 والحرب العراقية الإيرانية مستعرة فقد صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي “بريجنسكي” بقوله: “إن المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الآن (1980) هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران تستطيع أمريكا من خلالها (((تصحيح حدود))) سايكس- بيكو “،،،
وعقب إطلاق هذا التصريح وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية” البنتاجون “ومباركة الكونجرس واللوبي الصهيوني بدأ المؤرخ الصهيوني المتأمرك” برنارد لويس “بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعا كلا على حدة، ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الإفريقي .. إلخ،,,
وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت بوحي من مضمون تصريح “بريجنسكي” مستشار الأمن القومي بعهد “جيمي كارتر” عراب الصهيونيه والمروج حاليآ للديمقراطية ديمقراطية امريكا الماسونيه المتصهينه،، وهنا باختصار نستطيع ان نقول ان رؤية “لويس” تختصر،، بتصحيح مسار حدود سايكس بيكو بما يوفر الغطاء لاقامة الدوله اليهوديه،،
وقد صرح عن رؤيته هذه باحدى مقالاته ويقول فيها “أن الحل السليم للتعامل مع العرب هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أميركا بهذا الدور، فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة، لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، وإنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داع لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم وكل هذا بالنهايه سوف يخدم مشروعنا لاقامة دولة اسرائيل الكبرى ‘،،
وهنا أستد ل لويس وأستثمر بالتجربه الانكليزيه لفصل جنوب السودان عن الوطن الام،، وهي تجربه مريره فإذا كان لنا كعرب في التاريخ دروس حول التجربه التقسيميه للديمغرافيا والجغرافيا العربيه فلعلنا قرأنا ان أول خطوات فصل جنوب السودان عن شماله وضعها الاستعمار البريطاني في نهاية القرن التاسع عشر، ، فبعد سحق الثورة المهدية سنة 1899 علي يد الجيش البريطاني الذي كان يحتل مصر حينها ومعه قوات مصرية وقعت اتفاقية بين مصر وبريطانيا لإدارة السودان إدارة مشتركة،،
وحينها نجحت بريطانيا خلال نصف قرن في عزل جنوب السودان عن شماله ثقافيا ودينيا وعدم السماح بأي تواجد مصري في الجنوب ومنع بعثات الأزهر من د خوله مع فتح الباب علي مصراعيه لبعثات التبشير الغربية الكاثوليكية والبروتستينية دون الأرثوذكسية حتي لا تقوم في الجنوب جماعات قبطية مرتبطة بالكنيسة المصرية، ، ولذلك فعندما اعلن استقلال السودان في مطلع عام 1956 كان جنوبه منفصلا عن شماله لغويا ودينيا وثقافيا،،
وما هي إلا سنوات قليلة حتي بدأت الحروب الأهلية بدءا بحركة أنيانيا الجنوبية لفصل جنوب السودان في دولة مستقلة،، وما تلى ذلك من حروب أهلية عدة انتهت باتفاق ماشاكوس الذي وضع الأساس الواضح لفصل الجنوب وها هو الان فعلآ جنوب السودان دوله مستقله؟ ولهذا! استغرب حقيقة عدم أقتناع البعض بواقع المؤامره التي تعصف بالامه حاليآ! ،،
لقد وضع “برنارد لويس” مشروعه بتفكيك الوحدة الدستورية لجميع الدول العربية والإسلامية، وتفتيت كل منها إلي مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، بصوره محكمه وبعد دراسات طويله والدليل على ذلك هي الخرائط التى اوضح فيها التجمعات العرقية والمذهبية والدينية والتى على اساسها سيتم التقسيم وسلم المشروع إلى بريجنسكي مستشار الأمن القومي في عهد جيمي كارتر والذى قام بدوره بإشعال حرب الخليج الثانية حتى تستطيع الولايات المتحدة (((تصحيح حد ود سايكس- بيكو))) ليكون متسقا مع المصالح الصهيو أمريكية بالمنطقه العربيه،،،
وفي هذا السياق يقول “لويس” ((لا مانع عند إعادة احتلالنا للعرب،، هو أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة علي الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقوم أمريكا بالضغط علي قياداتهم الإسلامية- دون مجاملة ولا لين ولا هوادة – ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق علي هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزوها أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها))،،
والان وبعد توضيح هذه الحقائق حول نؤايا هذا المشروع والدور الصهيوني فيه وحقيقة أن هذا المشروع الان هو قيد التنفيذ ويتم التمهيد لفصوله واهدفه المستقبليه بشكل متسارع وأن العمل فيه يسير ألان بشكل واسع وقد تم فعلآ خلق بيئه ديمغرافيه وبؤر جغرافيه على ارض الواقع لاقامة هذا المشروع على ارض الواقع في الوطن العربي،،
وبالنهاية ,,فأن الحقيقة التي لاتقبل التشكيك اليوم ان المشروع قد أقر من ما سونيي وصهاينة العالم واليوم يتم العمل على اهدافه فصلآ فصلآ ‘،، وتتمحور هذه الاهداف حول الرؤية المستقبلية لتقسيم المنطقة العربيه وما هذا الربيع العربي المزعوم الى جزء من هذا المخطط فهل نستطيع كشعوب عربيه تدارك اخطائنا والاعتراف بحقيقة ان هذا المشروع هو امر واقع ويجب التصدي له واننا جميعآ قد اخذتنا العزه بالآثم فكنا للأسف ممهدين لهذا المشروع الذي اصبح اليوم خطرآ وزلزال قاتل يقتل كل من بطريقه،، فهل من حل يكون أساسه الاجماع على كلمه واحده وهي رفض هذا المشروع لمواجهة هذا الخطر المحدق بكل الامه؟،، وهذا السؤال برسم الاجابه نضعه امام كل عربي ……
بانوراما