من أهل الدار
حيـدرية الهــوى
تاريخ التسجيل: September-2011
الدولة: العراق .. بغداد
الجنس: أنثى
المشاركات: 3,498 المواضيع: 489
صوتيات:
9
سوالف عراقية:
0
مزاجي: عادي
المهنة: طالبة
موبايلي: Samsung Galaxy S3
آخر نشاط: 27/June/2018
الســــــــــر في تقبيل التربـــــــــــــــــه الحســـــــــــــــينيه
اللهم صل على مُحمد وآل مُحمد وعجل فرجهم واهلك عدوهم من الجن والإنس من الأولين والآخرين
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر العظيم المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك
السر في تقبيل التربة الحسينية إنّما هو اقتداء بما فعله رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، إذ ثبت من طرق العامّة ـ كما رواه جمع من حفّاظهم ـ بأنّ رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم لمّا جاءه جبرئيل عليه السلام بقبضةٍ من تراب كربلاء،
شمها وقبلها وأخذ يقلّبها بحزن بالغ حتى قالت له أُمّ سلمة: ما هذه التربة يا رسول
الله؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: « أخبرني جبرائيل أنّ ابني هذا ـ يعني الحسين
عليه السلام ـ يقتل بأرض العراق
فقلت لجبرائيل: أرني تربة الاَرض التي يقتل بها، فهذه تربتها » (1) .
وفي رواية أنّه صلى الله عليه وآله وسلم أمر أمُّ سلمة بحفظها قائلاً: « هذه التربة
التي يقتل عليها ـ يعني الحسين ـ ضعيها عندك فإذا صارت دماً فقد قتل حبيبي الحسين ».
وفي خبر أُخرى عن أبي وائل شقيق أُمُّ سلمة، ثم قال لها رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: « وديعة عندك هذه ـ فشمّها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: ـ ويح كرب وبلاء ».
ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: « يا أُمّ سلمة، إذا تحولت هذه التربة دماً، فاعلمي أنّ ابني قد قتل ».
قال أبو وائل: فجعلتها أُمّ سلمة في قارورة، ثم جعلت تنظر إليها كلّ يوم وتقول: إنّ يوماً تتحولين دماً ليوم عظيم (2) .
____________
فالشيعة يقبّلونها كما قبّلها النبي الاَكرم صلى الله عليه وآله وسلم ويشمّونها كما
شمّها كأغلى العطور وأثمنها، ويدّخرونها كما ادّخرها، ويسكبون عليها الدموع كما
سكب عليها دمعه اقتفاءً لاثره صلى الله عليه وآله وسلم واتّباعاً لسُنّة الله وسُنّة
رسوله وأهل بيته عليهم السلام، ولكلِّ مسلم في رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم اُسوة حسنة، وآهاً لها من تربة سكب عليها رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم دمعه قبل أن يهراق فيها دم مهجته وحبيبه.
ولا شك في أنّ الاقتداء بسُنّة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الواجبات الثابتة
عند جميع المسلمين بلا خلاف، قال تعالى: ( لقد كان لكم في رسول الله اُسوة حسنة ) (3) .
وروي أن الاِمام أمير المؤمنين عليه السلام لما نزل كربلاء في مسيره إلى صفين،
وقف هناك ونظر إلى مصارع أهله وذريته وشيعته ومسفك دماء مهجته وثمرة قلبه،
وأخذ من تربتها وشمّها قائلاً: « واهاً لكِ أيتُها التربة، ليحشرنّ منك أقوام يدخلون الجنة بغير حساب ثم قال: طوبى لك من تربه
عليك تُراق دماء الاَحبة » (4) .
بل وحتى لو لم يرد في ذلك شيء عن الرسول الاَكرم
صلى الله عليه وآله وسلم وعترته المعصومين عليهم
السلام، فلا ضير في تقبيل التربة الحسينية أصلاً، وأي
محذور في تقبيل شيء يذكّرك بمُثُل الاِسلام العليا وقيمه
الراقية التي تجسدت في شخص الاِمام الحسين عليه
السلام. على أن تقبيل التربة الحسينية لا للتربة ذاتها،
وإنما لاضافتها إلى الامام الحسين عليه السلام الذي تكمن
في اسمه كلّ فضيلةٍ مع ما توحيه تلك التربة لكل غيور
على الاِسلام من ضرورة الجهاد في سبيل الله والدفاع عن
حياض العقيدة مع نصرة الحق أينما كان.
نعم، لو لم يرد في تقبيلها شيء من السُنّة لكان أصل
التقبيل محبباً عقلاً، لاَنّه التعبير الصادق عن الوفاء والحب ...
بحار الاَنوار 44
نسألكم الدعاء