زوجات يتذمرن من أزواجهن تعاني الزوجة العربية في شهر رمضان من مشكلة وجود زوجها في المنزل قبل ساعات من موعد الإفطار،
وتدخله في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالمائدة، بدءاً من الأدوات المنزلية التي ستزين بها الزوجة سفرتهم إلى كمية الملح والبهار ونوع الطبخة التي يرغب بتناولها، وقد يسمع الأولاد صوتهما وهما يتشاجران حول رفضها لتدخلاته وتأنيبه لها، لأنه يريد أن يقدم لها المساعدة.
القاهرة: منير أديب
بيروت: فدى دبوس
عمان: مروة هذيل
تنسيق: رولا عصفور أزواج لا يهنأ لهم بال إلا إذا دسوا أنوفهم في شؤون المطبخ ! وزوجات يفضلن العمل بهدوء!
الدكتور يحيى الرخاوي: يعاني بعض الأزواج من عدم اتزان نفسي في نهار رمضان.
روان رفاعي: دخول والدي إلى المطبخ يثير الهستيريا للعائلة
فيصل زكي: من حقي أن أطمئن على الطعام الذي سأتناوله
أسئلة تثير الغضب !
تؤكد أسماء نبيل – من مصر: يزداد خلافي مع زوجي في رمضان خاصة في الأيام الأولى منه، حيث يكون عصبياً بصورة غريبة، ويحلو له الشجار وأنا في المطبخ،
حيث يسألني عن كل صغيرة وكبيرة، ويستفسر عن أنواع المحاشي واللحوم المحمرة أو المشوية وطبق الشوربة وأنواع المخللات،
ولابد من صينية الكنافة بالمكسرات، وليته يتوقف عند هذا الحد بل يسألني عن سلاطة الخضار والطحينة وبابا غنوج، لحظتها تثور أعصابي فأطلب منه مغادرة المطبخ لأن المكان لا يحتمل إلا شخصاً واحداً، وأمام إصراري ينسحب ويتركني أعمل بهدوء.
تهدئة الوضع المشحون
وتنزعج الأردنية ليلى عمر (15 عاماً)، من المشاكل التي تحدث بين والديها في رمضان، وتوضح: هما شديدا الغضب في هذا الشهر تحديداً، حيث تبقى الخلافات بينهما مستمرة،
فأبي عجول ويريد أن يرى الطعام على السفرة قبل الإفطار بنصف ساعة على الأقل، وهذا الأمر لا تتقبله والدتي، خاصة وأن إعداد الطعام يحتاج فترة من الوقت، وفي أثناء تلك الخلافات، أحاول أنا وأخوتي أن نهدئ الوضع،
ولكن دون جدوى، وأغلب الأحيان ننسحب جميعاً عن طاولة الإفطار مبكراً، بسبب توتر الأجواء العائلية.
خلافات عائلية
وتصاب اللبنانية روان رفاعي ( تلميذة- 16 عاماً) بهستيريا عندما تعلم أن والدها سيدخل المطبخ في شهر رمضان ليساعد والدتها، وتقول: «عوضاً عن مساعدتها يبدأ بالتدخّل في كل شيء، من العصير إلى المأكولات والحلويات،
الأمر الذي يثير جنون والدتي فيبدأ الصراخ، وأحياناً يتولّد عن هذا الصراخ مشاكل لدرجة أن والدي ينسحب عن مائدة الإفطار،
أو نجلس على المائدة والجو حزين ودون أن يتحدثا مع بعضهما، لذا نكون على علم مسبقاً بأن دخوله إلى المطبخ سيتسبب بشجار عنيف ينعكس سلبياً علينا جميعاً.
وتبين فاطمة عيد – من القاهرة: أضطر للتدخل وفض الاشتباك الذي يحدث بين أبي وأمي في رمضان، ولكني غالباً ما أنتصر لأمي التي أراها مرهقة ومتعبة ومثقلة بطلبات أبي التي لا تنتهي،
ونجحت في وضع ميثاق عمل التزمنا به جميعاً، يقضى بتوزيع المهام المنزلية، واتفقنا أيضاً على عدم دخول المطبخ نهائياً إلا بعد أن تفرغ أمي من طهي الطعام.
تجنب غضب الزوجة
وتخشى ريم أسامة ـ من الأردن ـ من أن تتكلم مع والدتها أي كلمة طيلة وقت الصيام، وخاصة وقت إعداد الطعام، وتبين: أساعد أمي في الأطباق الثانوية،
لكن الأطباق الرئيسية تقوم والدتي بإعدادها بصمت، دون أن تسمح لشخص بأن يدخل عليها المطبخ، فتكون والدتي حينها في قمة غضبها، واستفزازها، ولا تتحمل أي كلمة،
وربما ينتهي وقت الصيام دون وجبة فطور لذا نفضل جميعاً أن لانتدخل بشؤونها ونتركها تنهي عملها كيفما تشاء.
تقبل الأمر الواقع
نهى سمير – من القاهرة، توضح: أشعر بتوتر الخلافات التي تنشب بين أمي وأبي بسبب دخوله المطبخ وتدخله في أمور الطهي، وتزداد حدة الخلافات كلما اقترب موعد الإفطار، وتنتهي لحظة أذان المغرب،
والحقيقة أننا تعودنا على هذا الوضع حتى أصبح علامة من علامات الشهر الفضيل، ونتناول الموضوع من باب الترفة والمزاح.
كابوس الصوت العالي
وتقول سهام عوض – من القاهرة: أحترم رغبات زوجي في أوقات كثيرة وأجبر على تلبيتها، ولكنني أعترض عليها عندما أجدها قد زادت عن الحد، وهنا يكون الخلاف، وتضيف: عندما يطلب زوجي تعديلاً على الطعام استجيب له وأطلب منه مغادرة المطبخ بحجة أنني لا أستطيع العمل مع وجود شخص يباشر ما أقوم به،
وبهذه الطريقة تخلصت من كابوس الصوت العالي والمشاجرات التي كانت تنشب بيننا بشكل دائم، ووجدته بعد فترة يتفهم وجهة نظري ويساعدني في ذلك حتى نجحنا في القضاء على مشاكل ما قبل الإفطار.
تنفيذ رغبات الزوج
وتخبرنا غزالة علي – من بيروت عن معاناتها قائلة: أتشاجر وزوجي في رمضان على عدة أمور، سببها العصبية التي يصاب بها معظم الرجال في هذا الشهر بسبب التعب والعمل،
وتكثر المشاكل قبل موعد الإفطار بساعات قليلة، حيث يتدخّل بالطعام ويصرخ في حال وجد أنني متأخرة في إنجاز الأكلات الرئيسية، ولتفادي المشكلة أدعه يتدخّل وأنفّذ ما يطلبه لأنني أعرف أنه في حالة عصبية طبيعية ستزول بعدما يتناول الطعام.
تقدير واحترام
ويشير زهير عبدالقادر – من الأردن: يلعب أسلوب الزوج وذكائه دوراً أساسياً في تحديد الحالة المزاجية لزوجته، فعلى سبيل المثال أنا أحاول أن أساعدها دوماً في إعداد المائدة،
لكن ما أن أشعر بأن وجودي يسبب لها قلقاً، أعلن انسحابي على الفور، والأهم هو أنني أحاول أن أشعرها بفضلها وأهمية وجودها في حياتي.
مع سبق الإصرار
وبسؤال فيصل زكي – من مصر، عن سبب تدخله في إعداد سفرة الطعام؟ يقول: أرغب في مساعدتها وتسلية صيامي خاصة وأنني لاأجد ماأفعله في انتظار مدفع الإفطار،
ويؤكد: من حقي أن أطمئن على الطعام الذي سأتناوله على الإفطار، وأن أذكرها بالأشياء البسيطة كي لاتنساها مثل ملح الطعام أو إضافة زيت الزيتون والخل والفلفل الحار، وذلك كي أضمن أن يكون طعمه مثلما أشتهي، وأستغرب أنها تثور وتتهمني بالتدخل فيما لا يعنيني!
تفهم ردة الفعل
ويحبذ جهاد العلي – من بيروت، التدخّل في قائمة طعام هذا الشهر بالذات لأنه يجيد الطهي، ولأنه ينتهي من عمله باكراً ولا يوجد شيئاً يسليه أو يضيع به وقته، ويقول: ألجأ إلى المطبخ لمساعدة زوجتي علّني أملأ الفراغ،
لكنها تغضب من تدخلي في أدقّ التفاصيل، خاصة وأنها على عجلة من أمرها وتريد الانتهاء من عدة أطباق، ولا أنزعج وأتفهم سلوكها لذا أخرج من المنزل وأتركها تنهي عملها وأعود قبل موعد الإفطار بدقائق.
ضحية التدخل
ويذكر محمد رضوان – من الأردن، معاناته في شهر رمضان قائلاً: بعد مرور عامين على زواجي تعلمت بأن لا أفكر بالدخول إلى المطبخ قبل موعد الإفطار بثلاث ساعات على الأقل، كي لا أكون ضحية في هذا اليوم،
فزوجتي لا ترى أمامها شيئاً وقت إعداد الطعام، خاصة إذا كانت تجهز الإفطار لضيوف، حيث تبدو متوترة وقلقة من أن يكون كل شيء وفق رؤيتها وتشعر أن أي كلمة مني بمثابة نقد لأدائها.
سيطرة الخلاف
ويضيف أحمد يحيى – من القاهرة: تدخلي في إعداد المائدة مرتبط بوجودي في المنزل في أي شهر من أشهر السنة، فكلما توفر وقت لوجودي في المنزل أضطر للتدخل، وأقوم أحياناً بإعداد طبق السلطة بنفسي، وذلك بسبب الفراغ والملل ولرغبتي بالمشاركة في إعداد الطعام والأكل، مما صنعت يداي،
ولكني أحياناً أستجيب لمطلب زوجتي في الخروج من المطبخ ومرات أخرى أرفض ذلك، وأضطر للتفاعل مع انفعالها، وفي النهاية يظل الخلاف بيننا طيلة رمضان سيد الموقف.
تحضير الطعام باكراً
وتعاني اللبنانية فريهان توسك عند تحضير الطعام بسبب تدخل زوجها اللامحدود وتوضح: بالرغم من أنه يثق بطريقة الطهي التي أقوم بها إلا أنه يحاصرني بملاحظاته،
وتكبر المعاناة في شهر رمضان بسبب عصبيته ونتيجة للفراغ الذي يشعر به بعد عودته من العمل، ولإنهاء الخلاف ابتدعت طريقة مميزة وهي تحضير الطعام باكراً قبل عودته من العمل، وبذلك أكون قد تفاديت المشاكل وأنهيت تدخّله الطبيعي.
الرحمة مطلوبة
هبة تمام – من مصر تؤكد: المشاكل تحدث بسبب رغبة الأزواج بكل أصناف الطعام على مائدة الإفطار يوميا،ً والكارثة أنهم لا يأكلون إلا القليل ولا يقبلون بطعام الأمس،
ويتصرفون وكأنهم الوحيدون الصائمون ولسنا نحن أيضاً! ومعظمهم لا يعرفون الرحمة ولا يقدرون مدى تعب الزوجات وكثرة تحملهن لأعباء البيت والأولاد، لهذا أقول لهم نحن بشر مثلكم ولسنا ماكينات، ارحمونا من تدخلاتكم، وناموا حتى المدفع يرحمكم الله!
الشعور بالامتنان
وتدافع نسرين طارق – من الأردن: رغم روحانية الشهر وبركته، إلا أن وقت الإفطار يكون على شفا حفرة من خلاف عائلي كبير، بسبب طول فترة الصيام، وبقاء المسلم بدون طاقة في وقت النهار،
وبهذا وعند اقتراب الموعد الذي تبتل فيه العروق تكون الأعصاب مشدودة، خاصة للنساء اللواتي يعملن في المطبخ، بسبب كثرة طلبات أفراد العائلة، لذا أنصح أفراد العائلة بعدم التدخل بعملها، والتقليل من طلباتهم، ومنحها الإحساس بالامتنان لما تقوم به وهي صائمة.
احــــتـــواء الــــزوج لـــزوجــتـــه
يؤكد الدكتور يحيى الرخاوي - أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة: يعاني معظم الأزواج والزوجات من عدم اتزان نفسي في نهار رمضان نتيجة الانقطاع طوال اليوم عن الأكل والشرب والشهوات الأخرى،
ويؤثر ذلك سلباً على أصحاب النفوس الضعيفة، ويؤدي بهم إلى الغضب والتوترات العصبية، لهذا هم مطالبون بضبط النفس وهدوء الأعصاب والتحلي بالصبر، خاصة الأزواج حتى يمتصوا حالة الغضب التي تعيشها الزوجات نتيجة الضغوطات النفسية والعصبية،
وعلى الزوج أن يحتوي زوجته بسعة الصدر والحب وإنكار الذات وعدم الأنانية، ويدرك أن تدخلاته في شؤون المطبخ تأتى من قبيل الهواية والترف بعكس زوجته التي يمثل لها المطبخ ضغطاً نفسياً وعصبياً وعضلياً.
الغذاء المناسب يخفف من التوتر
تقول الدكتورة كريستيل يمين - إخصائية تغذية: لا يوجد قواعد غذائية معينة يمكن لها أن تكون حلاً في إنهاء المشاكل الزوجية في رمضان، فكل سيدة تعرف أنواع الطعام التي يحبها زوجها، وتعلم معايير الملح والبهار وكل هذه الأمور البسيطة، لذا يجب عليها أن تعرف ما يحبّه وتخصص قائمة طعام يومية، تضع فيها ماذا يريد وماذا يحبان معاً، ويتمّ تنفيذ هذه القائمة يومياً بالتوافق، كما يمكن لهذه الطريقة أن تخفف قليلاً من حدة المشاكل الزوجية في الشهر الفضيل، وتعتبر هذه المشاكل طبيعية بسبب نقص المغذيات الرئيسية، لذا يجب تقديم المواد الغذائية اللازمة أهمّها السوائل والأطعمة التي تحتوي على فيتامينات لمساعدة الجهاز العصبي وبالتالي تخفيف حدة الخلافات.
على الزوجة عدم تعكير صفو الصيام
يبين إختصاصي علم النفس الدكتور جلال الفاعوري: على الرغم من الأجواء الروحانية والبركة والخير في هذا الشهر، إلا أن ساعة الإفطار تكون الأشد حساسية عند الصائم، وخاصة على السيدات اللواتي يتكلفن في إعداد السفرة،
ويحترن ما بين السرعة في الإعداد، وبين المذاق، والكمية، والتقديم، بينما يأتي الرجل الذي لا علاقة له بالمطبخ وأداوته، ويبدأ باستفزاز زوجته بعبارات لا منطقية،
وهنا على الزوجة أن تتمالك نفسها، ولا تسمح للطاقة السلبية أن تعكر صفو بركة الصيام، وألا تغضب، فبمجرد أن يملأ الزوج معدته، يعود إلى أفضل حالاته، وينسى ما قاله من عبارات استفزازية قبل ذلك.
تقرير روتانا