كيف يؤثر الإيقاع أو السجع على تدفق الخاطرة ؟؟؟
د. محمد أحمد الأسطل
بداية لنقف عند المصطلح ومعناه ليتسنى لنا الاجابة بطريقة أكثر توضيحا وتفصيلا .
الإيقاع : ورد في الثقافة كمصطلح للدلالة على مكون من مكونات الموسيقى ولم يرد في الكتب التي تتحدث عن الشعر عند أهل البلاغة وهنا يقابله عندهم مفهوم الوزن الشعري ولكن حديثا ومع ظهور قصيدة النثر في العصر الحديث بدأ التحدث فيها عن وجوب تواجد الإيقاع الداخلي - على إعتبار أن الإيقاع الخارجي هو موسقة ؛ والإيقاع الداخلي بدوره تم التعارف على نوعين منه ألا وهما ؛ الإيقاع على مستوى الشكل والإيقاع على مستوى المعنى .
أما السجع : فهو توافق الحرف الأخير في فقرتين أو جملتين فأكثر ومنه الترصين عندما تتضمن الفقرة أو الجملة الواحدة سجعتين أو أكثر .
والخاطرة هي نثر أدبي تعتمد على رسم المشهد الذي يجول في الخاطر وتمتاز بكثرة استخدام المحسنات البديعية التي تمنح القارئ متعة تلقي التعبير الجمالي والتصويري المتماسكان فكريا ووجدانيا
وفي الخاطرة تكون الفكرة واضحة والجمل متوازنة ومترابطة والألفاظ مترادفة ضمن أسلوب واضح وغير مكثف وضمن تكامل فني من بدء وعرض وخاتمة .
بالعودة إلى الإيقاع والسجع :
الإيقاع لا يعتبر خاصية من خصائص الخاطرة الأدبية لكنه مقبول إن لم يكن متكلفا كنوع من الترف المبتذل الذي يخدش المشهد وهنا أريد أن أتحدث عن نوعين من الإيقاع :
- إن كان إيقاعا داخليا على مستوى الشكل أو على مستوى المعنى فلا ضير في استخدامه وبشكل ناعم ورقيق وهادئ بل إن حسن استخدامه قد يكون محببا وجذابا للقارئ وهذا يعتمد على براعة الكاتب وملكة الأدب لديه ولكن أكرر أن التكلف في ذلك سيخدش النص وسيبدو مبتذلا للقارئ .
- مايسمى بالإيقاع الخارجي أو الموسقة فهو غير مستحب في الخاطرة وإن كان لابد من استخدامه فليكن محصورا جدا في النص وطبعا غير مبتذل .
- السجع أيضا ممكن استخدامه بطريقة غير متكلفة على ألا يكون سمة ظاهرة من سمات الأسلوب ولكن استخدامه بكثرة سيخدش المشهد ويشوش النص الذي نصنفه على أنه خاطرة .
نصيحة للأعضاء :
- الخاطرة صنف رئيسي من صنوف الأدب وعلينا إن أردنا كتابتها أن نتعرف جيدا على خصائصها ومعرفة الفرق جيدا بينها وبين صنوف الأدب ؛ فإن منحنا الله ملكة الأدب علينا أن نبني ثقافتنا الأدبية ليخرج منتجنا الأدبي بالشكل اللائق .
تقديري ومحبتي وأبعد