رغم مرور حقب زمنية طويلة الا ان العلم حتى الان لن ياتي بتفسير نهائي ودقيق لظاهرة الاشباح او اسطورة الطنطل كما يعتقد العامة من الناس، ومع هذا فقد حاول بعض الباحثين ان يفسرها وفق بعض الفرضيات وقبل الدخول في عالم هذه الفرضيات لابد من تعريف ماهية ((الشبح)) او الطنطل فهو وفقا للتعريف الشعبي روح شخص متوف تتجسد بشكل شفاف وغالبا ما تكون ملامحه غائبة جزئيا ويسكن في مواقع معينة او مع اناس لهم صلة معه خلال ايام حياته او عند وقت استحضاره، هذا التعريف ليس علميا ولكنه يعتمد على رأي من شاهدوه او عاشوا تجارب معه فالاسلام له تعريف مختلف للشبح فمعظم الاراء الفقهية تستند على ان روح الميت لا يمكن ان تظهر للحي في حالة يقظته وانما قد تزوره في منامه وهذا الراي لايزال يثير جـــدلاً دينــياً كمــا ان هناك تفســــيراً بانه يحمل شكل المتوفي او نيابة عنه على انه القرين وهو روح من الجن يرافق الانسان طوال حياته ومن المعروف دينياً ان للجن قدرة على التجسد بأي شكل ان اراد ذلك، والاشباح انواع فبعضها لايقتصر على اشكال البشر بل يأخذ شكل حيوان وحتى جماد مثل القطارات والسفن كذلك يمكن ان يكون جيشاً في معركة حدثت منذ زمن طويل، وعموما فقد تأثرت الثقافة الشعبية بقصص الاشباح فتم تناولها في افلام السينما وفي الكثير من الادبيات كالروايات والمسرحيات مثل مسرحية (هاملت) للكاتب الانكليزي وليم شكسبير عندما راى هاملت شبح والده الملك، كما تم التركيز عليه في الكثير من الاساطير والميثولوجيا الشعبية وبعض الديانات المختلفة وفي الظواهر البعيدة لوجود الشبح هو ما حدث في القلاع البريطانية حيث ظهرت منذ قرون لبعض الناس العاديين زوجات الملك هنري التي اعدمت احداهن نتيجة الخيانة الزوجية وقد شاهدها البعض كما تقول بعض الحكايات بانهم شاهدوها وهي تتجول بثيابها وهنا يبرز دور العلم وفرضياته ففي الولايات المتحدة الاميركية اظهر علم ماوراء النفس (البارسيكولوجي) ومجموعة بحثية تقصت الحقائق عن ما وراء الطبيعة ان الطيف المرئي مجهول المصدر او ما يسمى الشبح وفي كندا اظهر الباحثون ان الحقل المغناطيسي الارضي الذي ينشأ عن طريق صفائح قشرة الارض يضاف اليه النشاط الشمسي والرياح الشمسية يمكن لها ان تنبه الدماغ وبالتالي تولد ظهور مثل هذه الصور وخاصة في المناطق المسكونة كما هي النتائج التي اظهرت وجود صلة وثيقة بين حــدوث الاحــلام مــع الحقـل المغناطيسي والمتغيرات الطقسية.وفي العراق ومدنه البعيدة تناقل الكثيرون ظهور هذه الاشباح ومنها كائن الطنطل الذي يظهر لاناس معينين مرة بهيئة شبح او أمرأة جميلة وغيرها من الصور وفي الجنوب خصوصاً في اطراف ميسان مازال الكثيرون من سكان الاهوار هناك يعتقدون بوجود شخصية "حفيظ" ومملكته تحت القصب والماء ومجموع حراسه الذين يظهرون لمن يقترب من اطراف ملكه وما يضمه من مجوهرات واشياء ثمينة كما كان الاعتقاد سائدا لدى الكثيرين من العامة بأن صورة الزعيم عبد الكريم قاسم قد شاهدوها فوق وجه القمر بعد اكتماله .بغداد - كاظم لازممنقول