لعنة الدم؟؟
ربما ينتهي الصراع -أو قل الحرب -على سورية خلال بضعة أشهر قادمة على ماتقول (النبوءات) السياسية , لكن الحقَّ أقولُ لكم :
قد تحتاج سورية لنصف قرن -وربما أكثر- حتى تعيد بناء وتربية الانسان اخلاقيّاً واجتماعيّاً لاستعادة هويته الحقيقية كانسان وكائن اجتماعي عاقل وليس (ساطوراً أو مدفعاً)..
هذا اذا استطاعت..
سنواتٌ عديدةٌ مديدةٌ قد لاتكون كافيةً للخلاص من (لعنة الدم) التي أصابت كلّ بيت سوري ومن كلّ الأديان والطوائف والاتجاهات السياسيّة..
والأهمّ من كلّ هذا أنْ يملكَ السوريون الارادة لاستعادة (آدميتهم) التي أهرقوها بطريقة بشعة وكارثيّة بين (معارضة وموالاة)..
أنا أتكلم عن الناس ..من حيث هم “ناس” وأبناء بلد وليس عن “الذئاب” البشريّة من “داعش” وأخواتها..
فهل سيفعلون؟
يجب أن يفعلوا ,والاّ فانّ شلاّل الدم سيغرق المنطقة برمتها وليس سورية فقط , والكل مدعوّ لموقف شجاع يتعالى على الجراح, ففي مثل هذه الحروب العبثيّة التي عصفت بسورية -التي كانت جميلة- بالتأكيد ليس هناك من منتصر سوى الموت العبثي المجاني..
لم يعد ثمّة بيت واحد في سورية لم يذق مرارة الدم..ولم يتوشح بسواد الحداد..
ساعة وقوف صوت المدافع قادم..
سيتوقف الرصاص..وينضب شلاّل الدم..
ووقتذاك تبدأ الحرب الحقيقية..!
حرب استعادة “الناس للناس”..
عمّا تبقى من امكانية التلاقي بين الناس..
“وأحلى شي يابابا الناس لمّا يكونوا ناس”..!
هي أمنيّة سنتفاءل بأنها ليست صعبة المنال..
هل ترانا واهمين؟
ربما..
لكن لامناص..!
“فنحن محكومون بالأمل”..
محكومون “بالناس”..!
طوني حداد
.