متطوعون يوزعون أكياس النفايات على مواكب عاشوراء
بغداد/غضنفر لعيبي
نظم مجموعة من الشباب وبالتزامن مع حلول شهر محرم حملة لنشر ثقافة النظافة في المواكب الحسينية وفي الطرق التي تشهد مسير زوار الإمام الحسين، وفيما قالوا ان حملتهم توعوية وتثقيفية جاءت بجهود ذاتية وتستهدف جميع الأماكن وفي كل الأوقات، أكدوا انهم قاموا بتوزيع اكثر من 1000 كيس لجمع النفايات على أصحاب المواكب والحسينيات، لافتين الى ان حملتهم مستمرة حتى نهاية عاشوراء.وقال الشاب مصطفى رحيم وهو أحد المتطوعين لـ "المدى"، ان "الحملة التي لاقت تفاعلا كبيرا من قبل المواطنين تمكنت لعامها الثاني على التوالي من توزيع أكثر من 1000 كيس لجمع النفايات على أصحاب المواكب الحسينية وفي الطريق العام الرابط بين منطقة الحسينية وبغداد"، مبينا ان "الحملة تطوعية نظمها مجموعة من طلبة الجامعات والشباب الذين يعتمدون على جهودهم الذاتية وأموالهم الخاصة لشراء أكياس النفايات وتوزيعها على أصحاب المواكب خلال أيام الزيارات خلال أيام عاشوراء".
وأضاف رحيم بالقول ان "عدد المتطوعين هو 25 شخصا ونقوم بدفع 5 آلاف دينار شهريا على مدار العام لنتمكن من جمع مبلغ جيد وشراء اكبر عدد من الأكياس"، مشيرا الى ان "الهدف من إقامة الحملة هو تثقيف المواطنين على ثقافة النظافة ونشر الوعي الصحي بين العراقيين".
وأوضح ان "النشاطات التي نقوم بها تستمر على مدار العام، الا ان ضعف الجانب المادي يؤثر على عمل المتطوعين الذين هم اغلبهم من الطلبة"، لافتا الى ان "بعض أهالي المنطقة ساهموا معنا في التبرع وتوزيع أكياس النفايات وحث الآخرين على نشر ثقافة النظافة خلال أيام عاشوراء وبقية الأيام".
وتابع بالقول "نحاول إيصال رسالة مفادها ان العراق هو بلد الحضارات والمقدسات ويستلزم ان يصبح قدوة للآخرين"، داعيا الى "نشر ثقافة النظافة والجمال في بغداد وجميع المحافظات الأخرى".
بدوره قال الناشط هاني علي صغير في حديث الى "المدى"، ان "الحملة تثقيفية وتهدف الى نشر الوعي بين المواطنين عموما فيما يخص جانب النظافة والتنظيم والاهتمام بجمال الشوارع والمواكب الحسينية وكل الأماكن"، مبينا ان "أصحاب المواكب الحسينية في جميع الأماكن التي عملنا بها تفاعلوا معنا وابدوا استعدادهم للتعاون معنا في الجانب التثقيفي والحث على موضوع النظافة خلال مراسم الزيارات".
وأضاف صغير بالقول ان "أعدادا كبيرة من المتطوعين ابدوا رغبتهم بالاشتراك في حملتنا وتم التعاون بين شباب منطقة الحسينية ومنطقة بوب الشام، اذ اشترك معنا خلال الزيارة الأربعينية في العام الماضي 45 شابا تطوعوا لتوزيع أكياس النفايات في منطقة بوب الشام والشارع العام الذي يشهد وجود عدد كبير من المواكب الحسينية خلال ايام الزيارات"، لافتا الى ان "الدعم المادي المتوفر لدى منظمي الحملة محدود، ولو توفرت إمكانات مادية اكبر لتمكنا من تغطية مناطق اخرى من بغداد والقيام بنشاطاتنا على نطاق أوسع".
ودعا صغير أصحاب المواكب والزائرين الى "الاهتمام بجانب النظافة خلال فترة الزيارات من اجل ان نعكس صورة جيدة للعالم الذي يشاهد الزيارات المليونية من خلال وسائل الإعلام".
وكانت محافظة كربلاء أعلنت، الجمعة الماضية، عن الانتهاء من وضع خطتها الخدمية الخاصة بزيارة العاشر من محرم الحرام ،وفيما طالبت الحكومة المركزية بمبلغ 65 مليار دينار لتوفير متطلبات تنفيذ تلك الخطة ،بينت أنها قسمت مركز المدينة الى قواطع لنشر فرقها وآلياتها لتقديم الخدمات للزائرين على مدار الساعة.
وتشهد كربلاء خلال شهر محرم من كل عام توافد ملايين الزائرين من داخل العراق وخارجه، لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، التي تحل في اليوم العاشر من محرم الحرام.
يذكر أن المسلمين الشيعة في العراق يحيون ذكرى عاشوراء في العاشر من محرم الحرام من كل عام، وتعد عاشوراء من أكبر المناسبات الدينية لدى الشيعة، إذ يحيون فيها ذكرى مقتل الإمام الحسين، في أجواء يخيم عليها الحزن، وترفع الرايات السود وسط المجالس التي تروي السيرة "التراجيدية" للحدث.