إننا مقبلون على اجتماع ضخم سيحدث في الأيّام القريبة القادمة؛ عندما تجتمع ملايين الشيعة في محرم وتجدّد لقاءها السنوي في رحاب سيّد الشهداء (عليه السلام).
هذا الاجتماع لن تجده عن غيرنا من الطوائف الإسلامية، وبالتالي لا ينبغي تضييع هذه الفرصة والاقتصار على تأجيج العواطف فقط.
الأخوة الخطباء مدعوون إلى إعداد محاضرات تنسجم مع هذا التجمع الكبير، فلا ينبغي الاكتفاء باستدرار الدمع فقط، بل ينبغي أن تناقش أوضاع الناس وهمومهم، وأن يتم نقد الظواهر السيئة في مجتمعاتنا، وفوق هذا وذاك ينبغي أن يبقى دور المنبر الحسيني بارزاً في التوعية وتثقيف المجتمع لرفع مستواه الديني والفكري والاجتماعي وتحصينه من الظواهر الشاذة، وأن يبقى المنبر مصباحاً لهداية الناس إلى الله تعالى ونبذ الطائفية وتوحيد الصفوف، خصوصاً وأن المسؤولية مضاعفة في هذه السنة نظراً لما يمر به البلد من هجمة وحشية ظالمة.
والأخوة المؤمنون الكرام ينبغي أن يكونوا أكثر وعياً في اختيار المجالس التي يحضرونها، لتحقيق الفائدة القصوى من هذه الاحتفال السنوي العظيم.
وليتذكر الجميع بأن الحسين (عليه السلام) قد أعلن فلسفة نهضته بشكل واضح، فهو لم يقل أنا خارج لتأجيج العواطف فقط، بل قال:
«إني لم أخرج أشراً ولا بطراً؛ وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي»