النتائج 1 إلى 10 من 10
الموضوع:

إشكالية التمييز بين (قصيدة النثر/الخاطرة، وقصيدة التفعيلة)

الزوار من محركات البحث: 71 المشاهدات : 854 الردود: 9
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من اهل الدار
    شذى الربيع
    تاريخ التسجيل: September-2013
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 54,573 المواضيع: 8,723
    صوتيات: 72 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 30559
    مزاجي: Optimistic
    موبايلي: Note 4

    إشكالية التمييز بين (قصيدة النثر/الخاطرة، وقصيدة التفعيلة)


    مقالة أعجبتني للمهندس محمود قحطان

    إشكالية التمييز بين (قصيدة النثر/الخاطرة، وقصيدة التفعيلة)….


    أحبُّ الشعر الحقيقي، ولا يهمني إنْ كان قصيدة عمودية أو تفعيلة أو قصيدة نثر، المهم أن يكون شعراً، فطالما أنَّ الشاعر استطاع أن يَلتحم بجسد النَّص ليخرج لنا مرآةً تعكس مكنونات نفسه أو تعبِّر عن حالةٍ وجدانيةٍ ما، حينها يستحق هذا الشَّاعر أنْ يُصبح فناناً لأنَّهُ استطاع أن يلمَسني ببراعةِ استخدامهِ للحرف وبقدرتهِ على قيادةِ المفردات. ولا نطالبهُ إلاَّ أنْ يسكبَ مشاعره البيضاء ثلجاً يذوب على أوردةِ السطر فتندى أحرفهُ بالألق .

    برغمِ إيماني بكلامي السَّابق، إلاَّ أنَّني أكره أنْ يكتبَ الشَّاعر ما يجهلهُ، صحيح أنَّني لا أهتم بنوعية الكتابة طالما أنَّها قادرة على لمسِ شغفي، ولكنِّي أكره الخلط بين الأصناف الشعرية عن جهل، مما يسبب إرباكاً للقارئ والمتلقي، الناتج عن ارتباكِ الكاتب نفسه!!

    لذا، لنبدأ بالتفريق بين الأصناف الشعرية المتداولة، لأنَّن أعتقد بوجود أصنافٍ أخرى ذات مسميَّاتٍ مختلفة، ولكنَّها تبقى ضمن هذهِ التصنيفات الأربعة الآتية:


    القصيدة العمودية: تعتمد نظام البيت الشعري المؤلف من صدر وعجز وقافية وروي، موزونة ومؤلفة من تفعيلاتٍ محدَّدة والتي تكوِّن البحور الخليلية.

    قصيدة التفعيلة: الشعر الحر، طريقة استخدام جديدة للبحور الخليلية، لا تخرج عن التفاعيل العشرة، فكان التطوير في الشكل الخارجي بحيث أنَّها لم تعد تعتمد على نظام البيت، وإنَّما اعتمادها على نظام السطر الشعري، فيتم تكرار التفعيلة بأي عدد في السطر الواحد، لذا هي قصيدة موزونة، ولكن لا يُشترط التزامها القافية (مُرسل).

    قصيدة النثر: جنس أدبي يُمكن أن نطلق عليه شعراً منثوراً أو حراً، لا تتقيَّد بوزنٍ أوقافية ولكنَّها تعتمد إيقاعاً داخلياً وصوراً شعرية مكثَّفة ومُبتكرة، نص سردي في الغالب، ويتكون من جملٍ قصيرة تُكوِّن فقرة أو فقرتين، وتبتعد عن المحسنَّات البديعية.

    النثر/الخاطرة:الخاطرة، الحقيقة لم أقرأ ما يؤصلها في كتب الأولين، ولكنَّنا نجد لها تعريفات اجتهد بعض الكتاب بوضعها، يمكن البحث عنها واستلهام خصائصها، شُبِّهت بالمقال، لذا أصنِّفها ضمن النصوص النثرية التي لا تلتزم بوزنٍ أو قافية، تجري عفوية، تبتعد عن الإسهاب وتعبِّر عن فكرةٍ أو إحساسٍ معين يجول بخاطرِ كاتبها،-ربَّما- يمكن اعتماد بعض المحسنات البديعية في هذا النوع من الكتابة، فقد يكون مسجَّعاً، وبهذا تكون الخاطرة جمعت بين الشعر والنثر.

    ألمِّحُ إلى نقطةٍ مهمة، وهي طريقة الكتابة، فمن الكتَّاب من يقوم بكتابة نصِّهِ النثري أو الخاطرة، تماماً كما يكتب قصيدة التفعيلة، أي موزَّعة على أسطر تطول وتقصر بحسب التداعي الشعوري، وأنا أرى ما تراه نازك الملائكة، من وجوب كتابة النَّص النثري بملءِ السطر، لا تقليداً للشِّعر الحر والتي تُكتب بتلكَ الطريقة الموزَّعة بناءً على تكرارِ التفعيلات.

    إذن يتضح أنَّ محاولة صنع القافية أو استدراجها، يدل على موهبةٍ شعرية، ولكن يغيب عن أذهان بعض الشعراء أنَّ القافية لا تأتي إلاَّ مع القصائد الموزونة، سواءً التفعيلة منها أو العمودي، ولا تأتي أبداً مع قصائد النثر، وهذا ليس كلاماً عابراً يُمكننا التغاضي عنهُ، وليس جديداً، فلو قرأنا (نقد الشعر لابن قدامة، وعيار الشعر لابن طباطبا، والعمدة لابن رشيق القيرواني، ودلائل الاعجاز وأسرار البلاغة للجرجاني،..إلخ) لاتضح لنا أنَّ القافية موجبة للوزن، فمثلاً من كتاب "العمدة"، يحدد ابن رشيق الشعر، بأنَّهُ يقوم بعد النية من أربعةِ أشياء، هي:اللفظ، الوزن، المعنى، والقافية. وعن الوزن بالذات يقول …

    "…….، مع أنَّ "الوزن أعظم أركان حدِّ الشعر، وأولاها بهِ خصوصية، وهو مشتمل على القافية، وجالب لها ضرورة" إلاَّ أنَّهُ وحده، لا يخلق شعراً". بمعنى أنَّ الإصرار على القافية يشترط الوزن، أمَّا مسألة الشعرية فموضوع آخر.

    والحقيقة أنَّهُ عندما تضع القافية على قصيدتك النثرية أو خاطرتك، فأنت الذي تضع شرط القافية وأنت غير ملزم بها، والسبب أنَّك لا تدركُ نوع الفن الذي تكتبه.

    وأحبُّ أن أفرِّق بين مصطلحين، (السجع، القافية)، فكثيراً ما يدَّعي البعض أنَّهُ لم يتعمَّد القافية، وأنَّ القافية هي التي تتداعى من تلقاءِ نفسها، وهذا كلام لا يصح، وإن أمعنَّا بسؤالهِ، نجده يدَّعي أنَّ ما يكتبه لا يمثل قافية وإنَّما سجعاً، والحقيقة، أنَّ السجع هو: توافق الفاصلتين أو الفواصل في الحرفِ الأخير. أما القافية هي: المقاطع الصوتية التي تكون في أواخر أبيات القصيدة، أي المقاطع التي يلزم تكرار نوعها في كلِّ بيت.

    والفاصلة في النثر، كالقافية في الشِّعر، وموطن السجع النثر، وموطن القافية هو الشعر الموزون.
    ولكن ما المقصود بالسجع هنا؟

    الخطب، يمكن أخذها كمثال للنثر، وهناك المقامات ، وجميعها تستخدم السجع، وهو من المحسنات البديعية التي لا تستخدم إلاَّ في النثر، وقليلاً جداً ما يلجأ له الشاعر، كقول أبي تمام حبيب ابن أوس:

    تدبير معتصم بالله منتقم

    لله مرتقب في الله مرتغب

    وهنا نلاحظ أنَّ السجع في البيت الشعري يتم بجعل كل من شطري البيت مسجوعاً سجعة تُخالف السجعة الّتي في الشطر الآخر، فالشطر الاوّل سجعته الميم والثاني الباء. والحقيقة لا أعرف إنْ كانَ هذا شرطاً لازماً أم لا.

    أمَّا في النثر فمن المستحسن أن يكون مسجوعاً لاستمالة الأذن، مثل خطبة قس بن ساعدة الإيادي حين يقول: (أيُّها النَّاس، اسمعوا وعوا، إنَّهُ من عاشَ ماتَ، ومن ماتَ فاتَ، وكل ما هو آتٍ آتٍ، ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج،..إلخ).

    فنجد أنَّ السجع باتفاق آخر الجمل حيث يُعطي تأثيراً موسيقياً جميلاً، مع وجوب التزامه في كل جملتين أو أكثر. وذلكَ هو السجع المقصود في الكتابةِ النثرية، لا كما يقوم بهِ بعض كتَّاب النثر والخواطر، بتقليد أسلوب قصيدة التفعيلة في التقفية وفي الشكل، وأنا قد أقبل الشكل، ولا أقبل التقفية.

    أخيراً، ليس عيباً أن تأتي بعض جمل أو أسطر النَّص منتهية بألفاظ تنتهي بنفس الأصوات أو بنفس الجرس الموسيقي، ولكن بشرط أنْ تكون المشاعر الحسية والعاطفة الفردية تفرضها فرضاً، فالعيب أن يكونَ الإستعمال من بابِ التكلُّفِ والتصنُّعِ الذي يفقد النَّص عفوية التعبير وصدق الوجدان، فيدخلهُ في متاهةِ ألفاظ تورثُ السآمة وثقل التعبير.


    فهلاَّ كتبنا بطريقةٍ صحيحةٍ، بألاَّ نخلط بين الأصناف الشعريةِ، ونعطي كل صنفٍ خصائصهِ وشروطهِ التي تميِّزه عن آخر؟
    أتمنَّى.!

  2. #2
    مراقب
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسوبوتاميا
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 40,731 المواضيع: 3,592
    صوتيات: 131 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 43670
    المهنة: طالب جامعي
    أكلتي المفضلة: حي الله
    آخر نشاط: منذ 3 أسابيع
    مقالات المدونة: 19
    لا اعرف ماذا اقول لك يا شذى

    شكرا لك للنقل المميز

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    eng-power
    تاريخ التسجيل: July-2013
    الدولة: iraq
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 37,900 المواضيع: 2,891
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 31036
    مزاجي: عصبي
    أكلتي المفضلة: fish
    مقالات المدونة: 2
    شكرا ع الطرح الرائع..

  4. #4
    من اهل الدار
    شذى الربيع
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عراق الاحبة مشاهدة المشاركة
    لا اعرف ماذا اقول لك يا شذى

    شكرا لك للنقل المميز
    لي الشرف بحضورك الراقي وردك المميز
    جزيل الشكر والامتنان للتقييم

  5. #5
    من اهل الدار
    شذى الربيع
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Murtadha AL-hilfy مشاهدة المشاركة
    شكرا ع الطرح الرائع..
    خالص الود والتقدير لمرورك العطر
    نورت مرتضى

  6. #6
    من أهل الدار
    رسول الخير
    تاريخ التسجيل: June-2013
    الدولة: اليمن السعيد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,047 المواضيع: 94
    التقييم: 740
    مزاجي: شاكر للة
    المهنة: موظف حكومى
    أكلتي المفضلة: غذاء جسمى من الارض وغذاء رو
    موبايلي: جلاكسى
    آخر نشاط: 8/October/2024
    الاتصال: إرسال رسالة عبر MSN إلى ساجد والقلب ذاكر
    مقالات المدونة: 118
    هو موضوع مهم
    وما فهمته أنا هو بأختصار التالى:

    1-الشعر العمودى
    أ-الشعر القديم: واقعى -موزون مقفى
    ب-الشعر الحديث:خيالى-موزون مقفى
    2-الشعر الحر
    أ-قصيدة التفعيلة:موزونة - مسجعه - موسيقية-واضحة
    ب-قصيدة النثر:ليست موسيقية - غامضة -

    أما الخاطرة:
    قد تكون غامضة
    وقد تكون واضحة

    أما النثر:
    المهم انه يراعى قواعد اللغه العربيه الفصحى

  7. #7
    ترك اثرا طيبا فينا..في ذمة الله2/2/2022
    He Is The One
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: أرض السواد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 13,073 المواضيع: 433
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 12781
    مزاجي: أوقد شمعه للذكريات ..
    آخر نشاط: 24/October/2021
    مقالات المدونة: 12
    شرح مستفيض وباسلوب مفهوم
    شكرا لك سيده الذوق

    مودتى

  8. #8
    من اهل الدار
    شذى الربيع
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Khaled Aglan مشاهدة المشاركة
    هو موضوع مهم
    وما فهمته أنا هو بأختصار التالى:

    1-الشعر العمودى
    أ-الشعر القديم: واقعى -موزون مقفى
    ب-الشعر الحديث:خيالى-موزون مقفى
    2-الشعر الحر
    أ-قصيدة التفعيلة:موزونة - مسجعه - موسيقية-واضحة
    ب-قصيدة النثر:ليست موسيقية - غامضة -

    أما الخاطرة:
    قد تكون غامضة
    وقد تكون واضحة

    أما النثر:
    المهم انه يراعى قواعد اللغه العربيه الفصحى
    اسعدني مرورك وردك الرائع الذي اضاف للموضوع قيمة
    شكرااا لك .. دمت بخير

  9. #9
    من اهل الدار
    شذى الربيع
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رجل كل العصور مشاهدة المشاركة
    شرح مستفيض وباسلوب مفهوم
    شكرا لك سيده الذوق

    مودتى
    اشرق متصفحي بطلتك المميزة دكتور
    شكرا لتواجدك

  10. #10
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 24 المواضيع: 0
    التقييم: 7
    آخر نشاط: 25/April/2024
    مقالات المدونة: 2
    موضوع راقي احسنت النشر

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال