النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

شهر محرم مدرسة التطهير والتزكية

الزوار من محركات البحث: 3 المشاهدات : 317 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    حيـدرية الهــوى
    تاريخ التسجيل: September-2011
    الدولة: العراق .. بغداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 3,498 المواضيع: 489
    صوتيات: 9 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 1408
    مزاجي: عادي
    المهنة: طالبة
    موبايلي: Samsung Galaxy S3
    آخر نشاط: 27/June/2018

    شهر محرم مدرسة التطهير والتزكية




    اللهم صل على محمد وآل محمد


    إن قضية عاشوراء تفرض نفسها على الإنسان، ولا ريب أن كثيراً من الناس يدخلون في هذا الشهر الحرام مثقلين بالذنوبوالأمراض القلبية والخلافات الاجتماعية ثم يخرجون منه وقد طهرت قلوبهم، وزكت نفوسهم، وغفرت ذنوبهم، وأصبحوا أكثر حباً لاخوتهم، وأقدر على التعاون والعمل، وأبعد ما يكونون عن الكسل، والمحروم من محرم من لم يستفد من هذه المناسبة الفضيلة، والمحروم هو الذي لا يخشع قلبه لذكرى الحسين عليه السلام فيجلس ويستمع ولكن جدران قلبه من حديد، فيجعل بينه وبين الظاهرة التاريخية جداراً ضخماً، وحصناً قوياً.


    حتى الأعداء بكوا على مأساة الحسين

    إن مأساة الحسين عليه السلام أبكت حتى أعداءه، وقد روي أن حرملة الذي قتل الطفل الرضيع قد بكى أيضاً! فعندما جيء به إلى المختار الثقفي سأله المختار قائلاً: أما رق قلبك للحسين وأطفاله ونسائه؟

    فقال حرملة:
    بلى رق قلبي عندما رأيت الطفل الرضيع يتفجر عنقه دماً ثم التفت إلى أبيه وتبسم في وجهه، في تلك الساعة رق قلبي لمنظر الحسين عليه السلام ولمنظر الطفل الرضيع وهو يذبح على يديه!!


    وهكذا فقد أبكى الحسين عليه السلام أعداءه بمأساته،
    فإن كنت لا تبكي، ولا تستفيد من هذه المأساة عبرة وخشوعاً في القلب ومعالجة لقسوته فلابد أن تنعى الإنسانية في نفسك، وإلى هذا يشير تعالى في قوله: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِن ذِكْرِ اللَّهِ )(الزمر/22)، ذلك لأن قسوة القلب هي أشد أنواع الشقاء عند الإنسان، فعندما يكون قلب الإنسان قاسياً موغلاً في القسوة فإنه سوف لا يتأثر بأي شيء يزيل هذه القسوة.


    ومن هنا فإن هناك بعض الإرشادات التي لو اتبعت فإن حكمة هذه الذكرى العظيمة سوف لن تكون بعيدة عنا إن شاء الله تعالى.

    كيف نعيش ذكرى الحسين عليه السلام دوماً؟

    1- حاول أن تعيش المأساة في شهر محرم الحرام بكل أبعادها وكأنك تعيشها.


    2- عليك أن توحي لنفسك باستمرار أن الحسين عليه السلام وأصحابه وأهل بيته كانوا بشراً مثلنا ولكنهم رغم ذلك ارتفعوا إلى هذا المستوى من الشجاعة والتضحية والفداء، فلقد استشهد جميع أعزة الحسين عليه السلام أمام ناظريه إلا أنه كان كما يقول الراوي: فوالله ما رأيت مفجوعاً قط كالحسين كلما أصيب بمصيبة ازداد عزماً وقوة. وهذه هي الشجاعة الحقيقية التي هي أن تقتحم الموت خطوة فخطوة بكل إيمان وعزم دون أن تتردد لحظة واحدة.


    وقد كان الإمام الحسين عليه السلام إلى آخر لحظة من لحظات حياته شديدة العزم حتى وهو واقع على تراب كربلاء يعالج الموت في اللحظات الأخيرة. فلنتعلم الشجاعة منه عليه السلام ، فمن العار علينا أن لا نكون شجعان ونحن ندّعي السير على دربه، وانتهاج نهجه، فلنسأل أنفسنا: لماذا كان الحسين عليه السلام شجاعاً، بل لماذا كان القاسم بن الحسن بتلك الدرجة الرفيعة من البطولة دفعته إلى أن يقول للإمام الحسين عليه السلام حينما سأله: يا بني كيف الموت عندك؟ قال: يا عم، أحلى من العسل.22


    وهكذا الحال بالنسبة إلى الآخرين من أهل البيت، فما الذي جعل علياً الأكبر شجاعاً، وما الذي جعل العباس وفياً، وما الذي دفع زينب إلى أن تكون صبورة؟

    فلنسأل أنفسنا: كيف نسير في دربهم حتى نصل إلى هذه النتيجة، كيف نربي هذه الشجاعة والإيمان والوفاء في أنفسنا؟ كيف نتصل بنور الله سبحانه وتعالى، حتى نصبح مثل الحسين وأصحابه وأهل بيته؟

    3- علينا أن نتعرف على فلسفة الحسين عليه السلام ، أي الفكر الذي يلخّص كل هذه المأساة. إن فلسفته عليه السلام تتمثل في أنه تنازل عن ذاته من أجل هدفه حتى أصبح المثال الأكمل في هذا المجال، ونحن أيضاً يجب أن لا نفكر في أنفسنا، فهناك الكثير من الناس يجعلون أنفسهم جزء من قضيتهم، فيسيرون بذلك على معادلة خاطئة ويتشدقون واهمين أنهم هم الذي يطبقون الحكومة الإسلامية، وأنهم هم الذي يجسدون تطلعات الأمة، وبذلك يتحول هدفهم من هدف مجرد عن الذات إلى هدف ممزوج بها، فيبتعدون عن تعريض أنفسهم للمشاكل والصعوبات لأنهم -حسب زعمهم- يتصورون أنهم إذا أصابهم قرح فإن الأمة ستفقد الذي يطبق حكم الله في الأرض، وتخسر الذي ينصح الناس ويعظهم، وهكذا تراهم دوماً وأبداً يبعدون أنفسهم عن الجهاد، ويعتبرون المحافظة على أنفسهم أهم من المحافظة على الدين!


    ومن هنا فإن الإمام الحسين عليه السلام هو بطل هذه المعادلة ، فلقد عرف كيف يقول (لا) لنفسه. فعندما عرف عليه السلام أن شهادته هي الطريق إلى تطبيق حكم الله لم يطرح نفسه رغم أنه إمام الأمة بنص رسول الله (ص) : (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا)23، فمع أنه عليه السلام كان يعلم أنه الإمام الحقيقي للأمة، ولكنك تراه يندفع إلى التضحية بنفسه، وبما يملك من أجل الدين، ذلك لأن الدين أهم من الإنسان وإن كان هذا الإنسان متمثلاً في الحسين عليه السلام ، فكيف بي وبك؟


    وهكذا فإن علينا في كثير من الأحيان أن نتجرد عن ذاتنا، وأن نواجه المخاطر والصعوبات بكل رحابة صدر، إذ ليس من المعقول أن يحتفظ الواحد منا بنفسه وأهله وأولاده وماله بحجة أنه يمثل الدين، كلا ، فالإنسان لا يكون متديناً إلا عندما يتجرد عن ذاته.

    وهكذا فإن المأساة ينبغي أن تفتح الطرق إلى قلبك، أما إذا برّرت الأمور بطريقة ما وقلت أن الإمام الحسين عليه السلام كان إماماً وأنا لست إماماً، وأنه عاش في زمان غير زماني وما
    شاكل ذلك من التبريرات الواهية، فإنك ستحرم نفسك من دروس وعبر هذه الملحمة التاريخية.



    اسم الكتاب: الإمام الحسين عليه السلام مصباح هدى وسفينة نجاة

    المؤلف: آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي

    منقول

  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: October-2014
    الدولة: العراق
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 2,641 المواضيع: 131
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 536
    مزاجي: جيد
    موبايلي: Galaxy s4
    آخر نشاط: 5/August/2015
    مقالات المدونة: 1
    السلام على الحسين
    شكرا على النقل

  3. #3
    من أهل الدار
    حيـدرية الهــوى
    شكرا لمرورك الكريم

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال