لمحة تاريخية على هذة الصناعة
ينتمى البامبو للطراز الآسيوي، حيث تعود جذوره إلى مقاطعة «وارينج» بالصين. وكان ذلك في نهاية القرن الخامس قبل الميلاد حيث استخدم الصينيون فروع نبات البامبو في صنع أثاثات امتازت بالمتانة، ثم ازدهرت صناعته في الصين القديمة مما فتح مجالاً أكبر لفناني القرن السابع والثامن عشر بالتفنن فيها.
وانتهى بهم الامر الى التعامل مع البامبو كمادة ثرية لتشكيل الاثاث في قوالب محددة. ومنذ ذلك الوقت أصبح البامبو شريكاً اساسياً في الاثاث الشرق آسيوي ومنه انتقل الى كافة انحاء العالم.
عرف خشب الخيزران والبامبو منذ القدم باستخداماته المتعددة في دول شرق آسيا وإفريقيا بدءاً بتسوير المزارع وعمل جدران المنازل والأسقف،وصولاً إلى قطع الأثاث المختلفة، وفي السنوات الأخيرة أحدث مصممو الديكور نقلة فنية بإضافة أفكار وتصاميم من خشب الخيرزان شكلت مادة خصبة في عالم الديكور، وانتشر الخيرزان في الدول العربية بألوانه الطبيعية في صناعات الأثاث والديكور مما خلق نوعاً من التنافس والإبداع بين المنتجين وأصبحت لا تكاد تخلو زاوية "فيلا" أو فندق منه.
وعلل أحد المشرفين على معرض لبيع وتشكيل الخيزران والبامبو في الدمام زهير السعد السبب الرئيسي في انتشار موضة الخيزران في صناعة الأثاث والديكور بما يتميز به من قوة ومتانة مقارنة ببعض أنواع الأخشاب الأخرى، بالإضافة إلى سهولة تشكيله وتحمله لدرجات الحرارة والرطوبة العالية وسهولة تحويله من أعواد إلى قطع إبداعية جميلة.
وبين السعد أن سماكة الخيزران لا تزيد عن 3 سم و طوله 12 متر، ويتميز بخفة الوزن والمتانة في نفس الوقت، أما أعواد البامبو فيصل سمكها إلى أكثر من 8 سم و طولها إلى أكثر من 15 متراً، ومصدرها الرئيسي دول شرق أسيا، خصوصاً وأن أجواء الصيف لديهم تتشابه مع أجواء الصيف بدول الخليج العربي ، مشيراً إلى أبرز المنتجات المستخدمة من أعواد الخيزران بدءاً بصناعة الكنب والطاولات والمكتبات والستائر وبعض التحف والبازارات تعتمد بالدرجة الأولى على مهارة اليد العاملة بدءاً بمرحلة طلائها بمواد حافظة حتى تكسبها متانة أكثر وحمايتها من التسوس بإضافة مادة تذوب مع الماء في أحواض تنقع بها أعواد الخيزران والبامبو، وهذه المادة تشبه المبيدات الحشرية حتى تنفر منها الحشرات التي تتسبب في تسوسها.
مراحل الصناعة
ولا يعرف الكثيرون ان الصورة اللامعة التي تظهر بها القطع المصنوعة من البامبو تمر بعدة مراحل قبل وصولها إلى شكلها النهائي، حيث يتم استيراد فروع نوع معين من نبات القصب يصل ارتفاعه الى 3 أمتار ويتم اختيار النبات في عمر ثلاث أو أربع سنوات تقريباً، حيث يكون أسهل في عملية النقش والتشكيل وما دون ذلك ينتج مادة قابلة للكسر والتشقق عند جفافها. يتم بعدها تقطيع خشب البامبو الى قطع لتفريغه من السوائل، ثم يلف في ورق من نوع خاص ليغلى في الماء ويجفف لمدة ثلاثة أيام. ويتم التعامل مع الغلاف الخارجي بحكه بسكين خاص مصنوع من الزجاج، ثم تأتي مرحلة الصقل والتنعيم بواسطة ورق الرمل، كما يستخدم الشمع في تلميعه ليخرج المنتج النهائي بألوان تتدرج من الاصفر الليموني والسكري والبني بدرجاته الداكنة القريبة من الاسود أحيانا
انواع الاثاث المصنوعة من البامبو
ويؤكد خبراء الديكور أن استخدام البامبو لم يعد قاصراً على البيوت الصيفية أو الشاليهات والحدائق والشرفات، كونه أصبح قطعة من الممكن إضافتها إلى أحد أركان المنزل الداخلية. ففضلاً عما يتمتع به من متانة، يأتي باشكال جميلة وبسيطة، مما جعله يعود إلى الواجهة ليحتل مكانة لا بأس بها في عالم موضة الاثاث والمفروشات المنزلية بدءا من الاسرة والارائك والخزانات، مرورا بالصناديق والسلال واطارات الصور والمرايا والاباجورات.
ومن زاوية معرض آخر لبيع وتشكيل الخيزران والبامبو في الدمام أوضح اختصاصي الديكور والتراث عارف المحمدي أنه يمكن تشكيل الخيزران بعدة طرق منها تسليط النار على العيدان في أماكن معينة حتى تسود ثم تصنفر ليتسنى ثنيها باليد حسب المقاس والتصميم، أو وضعها داخل أجهزة البخار الحراري لفترة معينة ليسهل تشكيلها، مشيراً إلى أن عيدان البامبو لا يمكن ثنيها وتستخدم بشكل مستقيم، محذراً المستهلكين من مغبة الوقوع في غش بعض ضعفاء النفوس من أصحاب بعض المحلات ممن يدعون بيع أفضل أنواع الخيزران والبامبو المطلي بالمواد الحافظة والذي في الغالب يكون صناعة تجارية مستوردة من شرق آسيا.
البامبو كلما صار عتيقا زاد بريقا
أن قطع البامبو تزداد جمالاً كلما مر عليها الوقت. فالزمن يضيف اليها عراقة وجمالا، خصوصا مع تطور اشكاله وزخارفه، ومنها السلسلة والعقدة واشكال الازهار والنبات وغيرها.. المهم هو الفكرة والتوظيف الجيد وتكوين علاقات مع اللوف والاضاءة وباقي المفروشات. فتكوينات البامبو في الديكور تزداد تأثيرا في المكان كلما كانت متناغمة لتعبر عن البيئة الاصلية لها.
فعلى سبيل المثال
يمكن الاستعانة بكرسي طويل «شيزلونج» في البلكونة أو غرفة المعيشة اوبجانب المسبح وتكون مزودة بمساند عريضة للذراعين لتوفير الراحة ويفضل استخدام مفروشات ذات الوان قريبة من الطبيعة كالبيج والسكري.
واستخدام الاثاث من البامبو فى الشلايهات والشرفات
والحدائق يحتل الصدارة ويرجع ذلك لتحملة الرطوبة واشعة الشمس
وامكانية غسلة بالماء
بعض الاطقم التى يظهر فيها جمال التصاميم الحديثة وروعة
التنسيق بالالوان المختلفة التى تناسب جميع الاذواق
إضافة نباتات ذات أوراق خضراء كبيرة لاحواض مصنوعة من البامبو
كيفية العناية بالاثاث المصنوع من البامبوو
يحتاج البامبو الى عناية خاصة وحرص عند تنظيفه. فرغم انه يتحمل حرارة الشمس الا انه قد يتعرض للتلف نتيجة تعرضه للحرارة الشديدة، خاصة اذا كان في الحديقة، لذا من الافضل حمايته بأكياس خاصة من القماش السميك لحمايته من التقلبات الجوية.
ومن الافضل مسح الغبار عن البامبو بشكل يومي عن طريق فرشاة صغيرة أو بقطعة قماش صوفية ناعمة بها بعض الشمع المخصص لتلميع البامبو.
غسل قطعة البامبو بالمياه ايضا ممكنة، على أن يتم تعريضها لتيار هوائي خفيف لتجفيفه حتي لا يتشقق ويتلف على ان يتم ذلك على فترات متباعدة كل 6 أشهر مثلا.
ويحذر المتخصصون في صناعة البامبو من استخدم الكرسي البامبو عقب غسيله وقبل ان يجف بشكل تام، واذا جرت وتكسرت بعض عيدانه أو خرجت عن نسيجها يمكن تلصيقها بسهولة واستخدام طبقة من الورنيش الشفاف لتلميعها.
منتوجات اخرى من خشب البامبو
منقول بتصرف
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *ضيَاء ألصَــــــافي*
