فمن اسباب التكبر : مغالاة الانسان في تقييم نفسه ، وتثمين مزاياها وفضائلها ، والافراط في الاعجاب والزهو بها ، فلا يتكبر المتكبر الا اذا آنس من نفسه علماً وافراً ، او منصباً رفيعاً ، او ثراءاً ضخماً ، او جاهاً عريضاً ، ونحو ذلك من مثيرات الانانية والتكبر .
الاخلاق البشرية كريمة كانت او ذميمة ، هي انعكاسات النفس على صاحبها ، وفيض نبعها ، فهي تشرق وتظلم ، ويحلو فيضها ويمر تبعا لطيبة النفس او لؤمها ، استقامتها او انحرافها ، وما من خلق ذميم الا وله سبب من اسباب لؤم النفس او انحرافها .
وقد ينشأ التكبر من بواعث العداء او الحسد او المباهاة ، مما يدفع المتصفين بهذه الخلال على تحدي الاماثل والنبلاء ، وبخس كراماتهم والتطاول عليهم ، بصنوف الازدراءات الفعلية او القولية ، كما يتجلى ذلك في تصرفات المتنافسين والمتحاسدين في المحافل والندوات .