غالبية الحالات البشرية المصابة ب "إتش5 إن1" نقل إليها الفيروس من خلال الاتصال بالدواجن الحية أو الميتة
علق العلماء مؤقتاً أبحاثهم على أنواع أكثر فتكاً من انفلونزا الطيور كانو قد قاموا باكتشافها، وذلك وسط مخاوف من إمكانية استخدامها من قبل "إرهابيين".
ودعت فرق الباحثين في خطاب نشرته مجلته "ساينس آند نيتشر" إلى عقد ندوة دولية لمناقشة الأخطار المحتملة وأهمية هذه الدراسات.
وكانت السلطات الأمريكية قد طلبت الشهر الماضي من القائمين على هذه الأبحاث تنقيح التفاصيل الرئيسية في المطبوعات القادمة.
وقالت لجنة استشارية حكومية إنه يمكن استخدام هذه المعلومات من قبل "إرهابيين."
ويخشى خبراء الأمن البيولوجي من إمكانية أن يؤدي شكل متحور من الفيروس إلى انتشار وباء أكثر فتكاً من انتشار الانفلونزا الأسبانية عامي 1918 و 1919 والذي قتل ما يقرب من 40 مليون شخص.خطوة صحيحة
واوصت الهيئة الاستشارية العلمية الوطنية للأمن البيولوجي بحذف التفاصيل الأساسية من المطبوعة الخاصة بالبحث، والتي يمكن أن تحدث ضجيجاً حول العالم.
رون فوشيير، أحد الباحثين في مركز إراسماس الطبي في روتردام قال لمجلة "ساينس إنسايدر"، "كنت أفضل لو أن ذلك لم يتسبب في كثير من الجدل، لكنه حدث ولا يمكننا تغيير ذلك".
وأضاف "لذلك أعتقد أن تلك هي الخطوة الصحيحة التي يجب اتخاذها".
وتعتبر انفلونزا الطيور مميتة، لكن انتشارها كان محدوداً حيث إنها لا تنتقل بين البشر.
لكن فيروس الإنفلونزا "إتش5 إن1" تحور حتى يستطيع الانتقال بسهولة بين الجرذان، وذلك خلال بحث مشترك بين جامعة إراسماس في هولندا وجامعة ويسكونسين-ماديسون في الولايات المتحدة.
وتريد جريدتان علميتان نشر البحث، لكن في شكل منقح، ويحاولان إيجاد طريقة بالتعاون مع الإدارة الأمريكية لجعل تلك المعلومات متاحة لمن يصفونهم "بالعلماء المسؤولين".
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان أصدرته في ديسمبر/كانون الأول إن تقييد الحصول على البحث سيضر باتفاقية بين أعضائها.
وتتكون الهيئة الاستشارية العلمية الوطنية للأمن البيولوجي من علماء وخبراء صحة عامة، منهم 23 شخصية من خارج الإدارة نفسها، و18 من داخلها."خطأ قاطع"
ولا تستطيع الهيئة إيقاف نشر هذا البحث، لكنها تصدر توصيات للباحثين.
ويقول خطاب العلماء المنشور يوم الجمعة بأن المعرفة بشأن الأصناف الأكثر عدوى قبل تحور طبيعتها مهمة للصحة العامة.
وقال البيان: "هناك حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث لتحديد كيفية تحول فيروسات الإنفلونزا في الطبيعة إلى مصادر تهديد بأوبئة بين البشر، لكي يمكن احتواؤها قبل أن تكتسب القدرة على الانتقال بين البشر، أو من أجل نشر إجراءات احترازية مناسبة إذا حدث تكيف مع البشر."
لكن البعض يقول إن وقف الأبحاث ليس كافياً.
ريتشارد إبرايت، أحد منتقدي تلك الدراسات، وهو عالم بيولوجي بجامعة روتجرز، صرح لمجلة "ساينس إنسايدر" أن الخطاب "يحتوي على عبارات خاطئة بشكل قاطع" حيث تقوم بعمل تأكيدات عن الأمان معامل أبحاث فيروس "إتش1 إن1".
وتفيد التقارير عن إمكانية عقد اجتماع يناقش تلك الأبحاث والخطوات القادمة بهذا الشأن وذلك خلال اجتماع منظمة الصحة العالمية المقرر في فبراير/شباط.