يتحدّين الصعاب ويبلغن أرفع المناصب بتفرد! في كتاب حياتنا صفحات لأسماء سيدات عربيات وعالميات تحدّين الصعاب وقفزن الحواجز وحققن نجاحات كبيرة في مجالات عديدة على المستويين العربي والعالمي،
منهن عالمات في الذرة والطب والاقتصاد والبزنس والهندسة ورائدات في السياسة والدبلوماسية والثقافة وسفيرات فوق العادة، بعضهن بلغن أعلى المناصب، وحصلن على أرفع الأوسمة والجوائز في بلادهن وخارجها، نعرض من خلال التحقيق التالي نماذج لأبرز السيدات العربيات اللائي تركن بصمة حقيقية من خلال قصص نجاح ملأت السمع والبصر، وما واجهنه من صعاب،
كما نرصد أهم ما يتميزن به من صفات ومقومات كالذكاء والإرادة والطموح وقوة الشخصية، فضلاً عن العوامل التي ساعدتهن في الوصول إلى مكانتهن سواء من جانب الأهل أو الزوج أو الوطن.
مصرية من عاملة إلى وزيرة
وبنت الصعيد أصبحت سفيرة
الأميرة أميرة الطويل خير سفير للسعودية
القاسمي أنجح وزيرة إماراتية
عالم اجتماع: قوة الشخصية مفتاح نجاح المرأة
من بلاط «صاحبة الجلالة» قفزت الصحافية توكل إلى نوبل!
قدرات خارقة
تقول د.علياء توفيق من مصر: «المرأة لها قدرات خارقة لو تم توظيفها بشكل جيد، والنماذج المشرفة في المجتمع ليست حصراً لكل النساء المميزات فآلاف غيرهن ممّن لم تتح لهن الفرصة موجودات».
شعلات نشاط
أكد القاهري صالح سليم مدير شركة خاصة: «أتعامل بحكم موقعي في إدارة شركة مع رجال ونساء، وكثيراً ما أجد الحماسة عند النساء فهنّ شعلات نشاط ويبحثن دائماً عن التميز»، مضيفاً: «من أهم معوقات المرأة في العمل وجود مدير أو مسؤول مباشر عنها يكون غير مقتنع بالمرأة عموماً فيثبط همتها ويحاربها حتى تفقد أي طاقة نحو التميز».
منافسة الرجل
من بيروت تقول رشا حامد 27 عاماً موظفة: «أثبتت المرأة في السنوات الأخيرة قدرتها على فرض نفسها في المجتمع ومنافسة الرجل من خلال مساهمتها في العديد من الأنشطة على جميع الصعد الاجتماعية والسياسية والثقافية والإنسانية بما تميزت به من شخصية قوية وحضور مميز، وطموح كبير وتطوير دائم لنفسها.
تتحدى الإعاقة
أما العشرينية مرام مهيدات شابة في مقتبل العمر من الأردن، تواصل حياتها بمثابرة وإصرار متخطيةً حواجز اليأس والنقص نتيجة الإعاقة تقول: «خلقت دون ذراعين، لكني حملت طموحي على كتفي، لتحقيق ذاتي في ظل الظروف الصعبة التي أعيشها خاصة أنني البنت المتعلمة الوحيدة من بين أحد عشر شقيقاً وشقيقة أصحاء»،
وتبين: «لا أعتبر نفسي مختلفة عن الآخرين، وأستطيع القيام بكل مستلزماتي في حياتي اليومية دون مساعدة من أحد، وأستخدم قدماي في الأكل والشرب والكتابة وحمل الأشياء وتجاوزت نظرة المجتمع منذ سنوات، ولأهلي الفضل الأكبر في منحي الثقة بنفسي، وتخطي كل الصعوبات».
صحافية كفيفة
تقول رُبي الرياحي من الأردن: «رفضت الاستسلام بعدما فقدت بصري وأنا صغيرة، وحصلت على الشهادة الجامعية في اللغة العربية وبتقدير جيد جداً، وعندما لم أجد وظيفة تحدثت مع إذاعة محلية وعرضت مشكلتي،
وفوجئت بعرض من إحدى الصحف لكتابة مقال أسبوعي»، مضيفة: «كنت متحفظة في الاندماج ببيئة عملي الجديدة، لكن زميلاتي بالعمل ساعدنني على تخطي الخوف، وأكدن لي أنه بإمكاني أن أكون أول صحافية كفيفة في الوطن العربي،
وبعد ذلك كسرت الجليد وبدأت الاندماج أكثر، واستفسرت عن كل صغيرة وكبيرة، واستقر بي الحال بأن أكتب قصة حياتي، منذ أن فقدت البصر في طفولتي، وصولاً إلى الفترة الجامعية وما بعدها، وعن الصعوبات التي يتعرض لها الأكفاء في البيت والشارع والمدرسة والجامعة، وكيف أنه لا توجد مرافق وخدمات خاصة بهم؟ إضافة إلى الكتابة عن النقاط التي أراها مضيئة في حياتي،
والأشخاص الذين أثروا فيّ، وكانت أول مادة أكتبها تحمل عنوان «حكاية أمل»، سردت فيها تجربتي، واندهش الجميع من أسلوبي الأدبي، وزاد ذلك من ثقتي بنفسي، كما لعبت عائلتي دوراً مهماً في تقوية عزيمتي».
أول سفيرة للنوايا الحسنة
تحمل الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية الإماراتية منذ فبراير 2007، درجة البكالوريوس في علوم الحاسب الآلي من جامعة كاليفورنيا، وشهادة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في الشارقة، كما حصلت على شهادة فخرية من الجامعة أخيراً،
وهي أول سيدة إماراتية تتولى حقيبة وزارة الاقتصاد والتخطيط في عام 2004 ثم وزيرة للتجارة الخارجية في 17 فبراير 2007، وتعتبر لبنى القاسمي أحد أعضاء العائلة الحاكمة في إمارة الشارقة، فهي ابنة أخ الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الإمارة، وهى معروفة بمبادراتها المميزة وجهودها الكبيرة في دعم قضايا المرأة عالمياً وتمكينها في مختلف المجالات، حصلت على لقب سفير للنوايا الحسنة عام 2003، وجائزة الأعمال الأمريكية لعام 2004، وجائزة مجموعة دبي للجودة، وجائزة أفضل إنجاز شخصي.
11 سنة وزيرة
الدكتورة فايزة أبو النجا، هي أول امرأة مصرية تتولى منصب نائب رئيس الوزراء ووزيرة التعاون الدولي، على مدى 11 عاماً رغم تغير الحكومات عدة مرات ورغم قيام الثورة المصرية، نظراً لكفاءتها ولنشاطها وقدراتها المتميزة، ولم تصل الدكتورة أبو النجا إلى وزارة التعاون الدولي من فراغ،
فقد كانت مندوبة مصر الدائم في الأمم المتحدة في جنيف ومندوب مصر الدائم لدى منظمة التجارة العالمية ومؤتمر نزع السلاح، كما سبق أن دخلت السلك الدبلوماسي منتصف السبعينات ونبغت في تقديم ما لديها، إلا أنها تركته عندما رشحت نفسها لعضوية «البرلمان» حتى حازتها.
دبلوماسية من الصعيد
أما الدكتورة ميرفت التلاوي التي تشغل الآن منصب رئيس المجلس القومي للمرأة بمصر فقد نشأت في صعيد مصر، ودفعها طموحها إلى التفوق في دراستها والالتحاق بالجامعة الأمريكية في بداية الستينات من القرن الماضي، ثم التحقت بالسلك الدبلوماسي، وتولت مناصب دبلوماسية وسياسية عديدة،
فكانت أول سيدة تحظى بلقب ودرجة سفير ممتاز، كما كانت سفيرة مصر باليابان لسنوات، وتولت منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس التنفيذي لمنظمة الأسكوا عام 2001، ثم وزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية.
سيدة القصر
مع تولي الدكتور محمد مرسي رئاسة الجمهورية لمع اسم ونجم الدكتورة باكينام الشرقاوي عندما عينها مساعداً له للشؤون السياسية لتصبح أول سيدة تدخل قصر الرئاسة وتشغل منصباً سياسياً مهماً وواحدة من صناع القرار السياسي في مصر بعد أن كانت مجرد أستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية،
والذي لاشك فيه أن القيادة السياسية لم تختر الشرقاوي من فراغ، ولكن للكفاءة والقدرة والتميز وقوة الشخصية والحنكة التي صنعت منها أحدث وأقوى وجه نسائي في قصر الرئاسة.
سيدة العالم في الكيمياء
حصلت الدكتورة المصرية زينب شعبان أبو النجا على لقب «سيدة العالم في الكيمياء» من جامعة جاكوب الألمانية بعد اكتشافها مركباً كيميائياً يطرد ويقتل البعوض، ويحافظ على صحة الإنسان،
وجاء هذا التكريم بمناسبة الذكرى المئوية لمنح سيدة جائزة نوبل في الكيمياء وهي مدام ماري كوري، كما رشحتها إحدى دور النشر العالمية المتخصصة في البحوث العلمية لجائزة نوبل.
أول مدققة نظم أمن عالمياً
تعد منال الشريف أول سعودية تحصل على شهادة نظم أمن معلومات وأول سيدة في العالم تحصل على شهادة مدقق نظام أمن المعلومات ISO 2700 وتعمل مستشار أمن معلومات في شركة أرامكو السعودية وهي ناشطةَ في مجال حقوق المرأة، كما أسهمت في إطلاق مبادرة «سأقود سيارتي بنفسي».
«نوبل» ذهبت إلى توكل
في سابقة هي الأولى لنساء العرب حصلت الصحافية والناشطة الحقوقية والسياسية اليمنية توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام، وتوكل عبدالسلام كرمان أو كما اشتهرت إعلامياً «توكل كرمان» مواليد 7 فبراير 1979 في محافظة تعز اليمنية، كاتبة وصحافية ورئيسة لمنظمة صحافيات بلا قيود، كما تعد إحدى أبرز المدافعات عن حرية الصحافة وحقوق المرأة والإنسان في اليمن.
أول وزيرة لبنانية
لا يمكن الحديث عن السيدات المميزات في لبنان، دون ذكر ليلى الصلح حمادة، كأول وزيرة لبنانية تسلمت حقيبة الصناعة في 26 أكتوبر 2004، بعدما أتت من خلفية اجتماعية وسياسية طويلة، وقد تميزت الوزيرة حمادة بأعمال الخير التي كانت تقوم بها من خلال منصبها كنائب رئيس «مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية»،
وكانت تقوم بإنجازات عدة في معظم المناطق اللبنانية دون تفرقة بين منطقة وأخرى، كما تمتعت بقوة الشخصية، وبالقدرة الخطابية، وطرح اسمها في عديد من المراحل لتشكيل حكومة، نظراً لوجود شبه إجماع على شخصيتها المعتدلة داخل كل النسيج السياسي اللبناني.
رئيسة «ماراثون» بيروت
من النساء الرائدات في لبنان يبرز اسم مي الخليل رئيسة جمعية ماراثون بيروت التي انطلقت في مشوارها الطويل من خلال الرياضة والتي أعطتها الكثير من الحضور الاجتماعي، ونالت عدة جوائز وتقديرات عالمية وكرمت في أكثر من بلد.
لم يقتصر نشاط الخليل على النواحي الرياضية فقط بل تعداها إلى المجالات الإنسانية والاجتماعية، حيث كانت ناشطة في قارة أفريقيا، واشتهرت كمشرفة على تنظيم «ماراثون» رياضي سنوي أخذ شهرة عالمية، حيث كان يجمع عدائين لبنانيين وعرب ومن كل أقطار العالم.
أول طبيبة شرعية
تعد إسراء الطوالبة أول طبيبة شرعية في الأردن منذ عام 2003، وهي حاصلة على الاختصاص من الجامعة الأردنية، وعلى شهادة الطب البشري من جامعة الفاتح في ليبيا عام 1998، ومتزوجة ولديها ثلاثة أطفال، هي الآن مسؤولة عن عيادات إدارة حماية الأسرة.
الجميع يحبونها
سيدة الأعمال الناجحة ثريا العوضي تركت أثراً عميقاً في نفسي فهي دقيقة في مواعيدها لأبعد الحدود وابتسامة الثقة لا تفارقها، تدير فريق عملها بمنتهى الهدوء والاحترافية، منفتحة على تجارب الآخرين ولا تخجل من التعلم منهم،
صبورة ومثابرة لتحقيق أهدافها، والأهم من كل هذا تواضعها الشديد وهو ما أكسبها حب الجميع.
باحثة عن الجمال
أما المخرجة السينمائية المتألقة فاطمة مسلم فهي عنوان للمرأة العاشقة لوطنها تبحث عن الجمال في كل مكان وتوثقه، تؤمن بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة وتعرض قضيتهم في كل مكان، اختارت الطريق الصعب، ورفضت أن تكون نموذجاً عادياً ومكرراً وأعتقد أن طموحها هو سر نجاحها.
وكيلة وزارة العمل
مريم محمد خلفان الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية في الإمارات حاصلة على بكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة الإمارات وشغلت عدداً من المناصب في المجالات التعليمية والأكاديمية والمجتمعية،
كما إنها شغلت منصب وكيلة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية منذ فبراير 1999م حتى دخولها الحكومة الجديدة وزيرة للشؤون الاجتماعية، كما إنها عضو مجلس إدارة مدينة دبي الطبية، وعضو مجلس إدارة صندوق الزواج.
إماراتية في «الغرفة»
فاطمة الجابر تشغل منصب الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة الجابر، قيادية بارزة في مجال الصناعة في منطقة الخليج العربي، وتترأس مجلس إدارة المجموعة، عملت الجابر سابقاً في مختلف الوظائف الفنية والإدارية مع حكومة أبوظبي.
حصلت الجابر على عديد من الجوائز والأوسمة من جهات عدة مثل مجلة فوربس العربية وفي مؤتمر القمة العالمي العربي للبناء، حيث تعتبر من أهم سيدات الأعمال العرب. وفي عام 2010 كانت أول إماراتية تنتخب في مجلس إدارة غرفة أبوظبي للتجارة والصناعة،
وحصلت على المرتبة الثانية عشرة من ضمن 100 في قائمة أكثر النساء العربيات تأثيراً التي نشرتها مجلة CEO الشرق الأوسط في عام 2012 على الرغم من التحديات التي تواجهها المرأة في العمل في مجال الاقتصاد، أصبحت الجابر رئيس مجلس أبوظبي لسيدات الأعمال في عام 2008، ومجلس سيدات أعمال الإمارات، وتشغل الجابر رئيس مجلس إدارة أبو ظبي لسيدات الأعمال.
العامل النفسي في صناعة النجاح
يقول، الدكتور أحمد عكاشة، الخبير النفسي: «النجاح وليد من يسعى لصناعته، بعيداً عن نوع الشخص أو جنسه، ولكن الدراسات أثبتت أنّ المرأة لديها قدرة نفسية على صناعة النجاح وتحدي الصعاب تفوق الرجل بمراحل، لذلك هي قادرة على تحقيق النجاح، مضيفاً أنّ العامل النفسي مهم جداً في صناعة النجاح،
ومن ضمن الصفات التي تبدو إيجابية وسلبية في ذات الوقت عدم رضا المرأة عن نفسها، وهو ما يدفعها دائماً لتطوير نفسها، فبالتالي تفاجأ بأنها تحقق نجاحاً تلو النجاح وتنافس في ذلك الرجال».
المرأة تتقدم والرجل يتراجع
يعتبر الإخصائي في علم الاجتماع غسان قطيش أن «المرأة المميزة في المجتمع هي من تملك شخصية قوية في الأساس وتحت هذه الشخصية هناك عوامل أخرى أيضاً تسهم في تطويرها ومنها الثقافة والعلاقات العامة والتعليم، إضافة إلى أن الصدف تلعب أحياناً دوراً في مساعدة المرأة في هذا الإطار».
ويرى قطيش أن «المرأة لم تعد كما كانت في الماضي، وهي تشهد تقدماً كبيراً في دورها مع تراجع في دور الرجل، خصوصاً في المجتمعات الشرقية، حيث إن حضورها في الغرب مميز في الأساس»، ويلفت قطيش إلى أن الإقطاع المنتشر في بعض البيئات المحلية يعطي أهمية للمرأة بحكم النسب، إلا أنه وحده لا يكفي إذا لم تكن هناك مقومات تساعد المرأة على النجاح.
واجهة مشرفة
تعد الأميرة أميرة الطويل نائب رئيس مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية، حرم الأمير الوليد بن طلال، خير سفير للمرأة السعودية وواجهة مشرفة لبلدها في العالم، إنها شخصية سعودية متفردة وشعلة قوية من النشاط، حيث تلعب دوراً شعبياً واجتماعياً متنامياً، وازدادت إطلالاتها في الأوساط العامة بفضل دعم وتشجيع الأمير الوليد الذي رافقته في رحلاته العالمية لمقابلة حُكّام وقادة الدول،
ولمعاينة المناطق الفقيرة حول العالم، وبصفتها نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية، تتولي عدداً كبيراً من ملفاتها، وتضطلع اليوم بدور خاص بها، ألا وهو قيادة الحملة الهادفة إلى التغيير، وهو دور يناسبها تماماً، فهي تتمتّع بالثقة بالنفس، كما إنها مصدر إلهام لمن حولها، والمؤكد أنها ولدت لتتولى زمام القيادة.
تقرير روتانا
رد مع اقتباس
