اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم عجل لوليك الفرج و عجل في طلب ثأر الحسين
العبــــــــاس ..! اسم تهفوا إليه القلوب، وترق وتنكسر .. هو شخصية عجيبة في الوفاء، حتى إننا لم نجد شبيهاً لها في كل صفحات التاريخ
، ولا لشجاعتها في ابرز الملاحم التاريخية نظير، فهو حامل لواء أخيه الحسين وحامل الراية، فأصبح بعد شهادته راية الوفاء الخفاقة،
وهو حامي حرم الحسين والمدافع الذي كان بركان الغيرة والحمية .
كان العباس عليه السلام قلب أخيه الحسين بل كان روحه التي بين جنبيه ، لذلك عندما طلب منه الرخصة للقتال
بكى الحسين بكاءً شديدا حتى تخضبت لحيته الشريفة بالدموع، وعندما سقط عليه السلام شهيد،
قال الحسين عليه السلام مقولته الشهيرة (الآن انكسر ظهري) معبراً عن حجم الألم الذي أصابه عليه السلام عند فقده .
للعباس مواقف عديدة في ملحمة كربلاء، اثبت فيها مدى حبه، وإخلاصه، ووفائه،
وطاعته للأمام الحسين عليه السلام، فهو الذي قدم لأخيه الحسين قربان الأخوة،
عندما قدم بين يدي الحسين أخوته الثلاثة -عثمان، وجعفر، وعبد الله- للدفاع عن الحسين عليه السلام
، ومرة أخرى عندما حمل القربة طالباً الماء من شط الفرات للأطفال،
إلا أن أعدائه حالوا دون ذلك، وقتلوه عليه السلام قبل أن يسقي الأطفال .
إيصال الماء إلى الخيام كانت رسالة العباس عليه السلام، ولم يبالي في أن يقتل دونه،
فجسد لنا الطاعة المطلقة للقيادة الإلهية المتمثلة بالإمام الحسين، ولم تكن للعواطف دوراً في حمله هذه الرسالة،
وإنما كان يرى في الحسين القائد والإمام المفروض الطاعة، فحمل على عاتقه مهمة جلب الماء
، وخرج دون أن يبالي، ولم يكن أمامه هدف آخر في تلك اللحظات سوى إيصال الماء إلى الخيام
، وعندما ضربه أعدائه زاد إصراره
، وكأنه أراد أن يفتدي قربة الماء بنفسه، وقطعوا كفيه، ولا زال الإصرار
والأمل إمامه عليه السلام في إيصال الماء، ولكن بعد أن كثرت الجراحات والطعنات .
بدأ يفقد الأمل في تحقيق الهدف المنشود، وراح يدعوا ربه ويناجيه في تلك الحالة،
طالباً منه الصبر والثبات ، فكان شهيد في سبيل رسالته، وفي سبيل الله، والإسلام،
وإمامه الحسين عليه السلام، فخلد التاريخ العباسس، لأنه بذل كل مهجته في سبيل الله، وفي سبيل رسالت
، فأعطاه الله الكرامات، فعليك مني سلام الله سيدي أبا الفضل
،
واشهد انك قد بالغت في النصيحة وأعطيت غاية المجهود
،
فبعثك الله في الشهداء وجعل روحك مع أرواح السعداء .