اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
كيف نقتدي بالحسين () ؟
مع إطلالة موسم الأحزان الحسيني يبدأ المؤمنون من الشباب الواعي بالاشتراك في المراسم والشعائر الحسينية المتعارفة من مواكب العزاء الحسنيي حزناً وجزعاً ومواساةً، إلى طبخ وتوزيع للطعام تبركاً، إلى حضور مجالس الوعظ والبكاء لمزيد الأجر والثواب.. وغيرها الكثير، التي تعتبر مظهراً حضارياً وإعلامياً يتأثر بها الكثير حول العالم، فتكون سبباً في هدايتهم إلى طريق الحق وأهله.
ولكن قد تصدر من البعض ممارسات وأفعال خاطئة ومحرمة، تؤثر سلباً على صورة تلك الشعائر في أذهان الغير.. منها:
- التهاون الشديد في أداء الصلاة بأوقاتها.
- الاستماع للغيبة والأغاني.
- لبس الشباب للذهب.
- التشبه بالنساء في المظهر العام.
- البذاءة في اللسان والفحش في القول.
- النظر بريبة إلى النساء.
- خروج النساء متزينات وبحجاب غير محتشم... وغيرها الكثير التي لا يسع المجال لذكرها.
كل ذلك يصدر منهم إما لأنهم لم يتفقهوا في دينهم ولم يتعلموا مسائل الحلال والحرام أو أنهم لم يفهموا ولم يدركوا معنى التشيع حقاً...
وهنا سؤال يطرح نفسه: هل يكفي البكاء على الإمام الحسين ()، والحضور في مجالس التعزية عليه أو المشاركة في مواكب العزاء؟ فنحن ينطبق علينا بأنا نعزي ونواسي رسول الله (ص) وأهل بيته () في مصاب ولدهم، وهذا أمر مطلوب شرعاً نثاب ونؤجر عليه، ولكن -وبعبارة أخرى- نقول: كيف نقتدي بالحسين ()؟ وكيف نكون من شيعته ومواليه ومحبيه حقاً، فنكون ممن نحظى برضاه الذي هو رضا جده (ص) الذي هو بالنتيجة رضا الله سبحانه؟
لا يخفى عليكم أن كلمة (الشيعة) تعني الاتّباع؛ وشايعه: أي تابعه في الفكر، والأخلاق، والسلوك، والعقيدة.. ومع أن شيعة الحسين () هم شيعة علي والأئمة ()، والتشيّع يعني السير على خط ومنهج أهل البيت ()، إلا أن الحسين () بما أبداه من تفان في سبيل العقيدة، جعل منه أسوة وقدوة للجميع. كما أن المحبة التي في قلوب الشيعة لسيد الشهداء () تفرض عليهم التأسّي به والاحتذاء به فكرياً وأخلاقياً وعملياً. وأن يكونوا شيعةً له قولاً وفعلاً لا مجرد ادعاء وشعار.
ومن جملة الأمور التي لا بد أن يتحلى بها شيعة الحسين ():
1. الخشية والخوف من الله سبحانه.
2. التقوى والورع والابتعاد عن المعاصي.
3. الحرص على تطبيق العقائد الحقة والأحكام الشرعية بالشكل الصحيح، ونشرها بين الناس.
4. الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
5. إقامة الصلاة في أوقاتها.
6. الجود والكرم.
7. عزة النفس، واجتناب الذلة والتساوم مع الطواغيت والحكومات الجائرة.
8. محاربة الباطل.
9. الإيثار.
10. الصبر على النوائب والمحن، وغيرها.
وقد وردت روايات كثيرة عن أئمة أهل البيت () في وصف الشيعة، منها: ما قاله أمير المؤمنين (): شيعتنا المتباذلون في ولايتنا، المتحابون في مودتنا، المتزاورون في أحياء أمرنا، إن غضبوا لم يظلموا، وإن رضوا لم يسرفوا، بركةٌ على من جاوروا، وسلمٌ لمن خالطوا) (أعلام الدين: ج9 ص4).
وعن الصادق (): (إنما شيعة عليّ: من عفّ بطنه وفرجه، واشتد جهاده، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه وخاف عقابه، فإذا رأيتَ أولئك، فأولئك شيعة جعفر). (سفينة البحار: 1، 723).
وعن الصادق (): (امتحنوا شيعتنا عند ثلاث: عند مواقيت الصلاة، كيف محافظتهم عليها؟ وعند أسرارهم، كيف حفظهم لها من عدونا؟ وعند أموالهم، كيف مواساتهم لإخوانهم فيها؟) (أعلام الدين: ج10 ص5).
وعن الرضا () قال : (ليس منا من ترك دنياه لدينه، ودينَه لدنياه، وتفقهوا في دين الله فإنه... مَن لم يتفقه في دينه [كان] ما يُخطئ أكثر مما يصيب، فإن الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة، والسبب إلى المنازل الرفيعة، وحاز المرء المرتبة الجليلة في الدين والدنيا...) (البحار: ج75 ص346).
عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بأبي عبد الله الحسين ()
و دامت أيامكم مولعة بالعشق الى أبا عبد الله الحسين